سمير المصري

دكتور سمير المصري يكتب..سوء تفاهم

 

 

افهم الأمور كويس ، ادركها بعقلانية ، هل الأمر هو اختلاف في الرأي ، اوخلاف ، أو أنه فقط مجرد سوء تفاهم ، إن التعبير عن حقيقة مقصد او نية كل واحد من الطرفين وعما يجعله في حالة من التوتر والقلق والضيق والحزن الشديد بل والمخاوف المرضية التي قد تنتابه ، او حتي يمكن ان يضايقه بشكل واضح ومباشر يساعد على إزالة سوء الفهم ، نعم فمن المحتمل أنه ليس هناك خلاف حقيقي وإنماء هو في الواقع سوء تفاهم. ارجع الي نفسك ، حاسبها ، فالرجوع إلى النفس ومحاسبتها ومعرفة تقصيرها مع ربها الذي هو أعظم وأجل ، هو اهم ، واعظم ، وأجل. وفي هذا قد تحتقر الخطأ الذي وقع عليك من الطرف الآخر. تأكد تماما أنه لم ينزل بلاء إلا بذنب ، وأن من البلاء الخلاف مع من تحبه وتوده ، فإننا لا نعرف معصيتنا في خلق الناس ، ومن هم اقرب إلينا منهم حتي زوجتك … .

لا تجعلوا دائما الحقوق ماثلة أمام الاعين ، بل والأخطر من ذلك تضخيم هذه الحقوق ، ونزيد عن ذلك ان نطالب بما ليس لنا بحقوق ليست واجبة ، بل ونطالب بالحقوق ونتناسي الواجبات . إن تطويق الخلافات وحصرها من الأمور الهامّة والضرورية بدلا من أن تنتشر بين الأطراف ، أو تخرج عن حدود أصحاب الشأن ، أو تجاوزات سابقة ، أو فتح ملفات قديمة ، ففي هذا توسيع لنطاق الخلاف. تحدث في مشكلتك حسب فهمك لها ، ولا تجعل فهمك صواباً غير قابل للخطأ ، أو أنه واقع مسلم به لا يقبل الحوار ولا النقاش ، فإن هذا قاتل للحلول في مهدها .

 ابدء حوارك اولا بذكر وطرح نقاط الاتفاق ، ان طرحك للحسنات والإيجابيات ، والفضائل عند النقاش يرقق القلب ويبعد الشيطان ، فهو يقرب وجهات النظر ، يسهل وييسر التنازل عن كثير مما في النفوس ( ولا تَنْسَوا الفضل بينكم )

 فإذا قال أحدكما للآخر أنا لا أنسى فضلك في كذا وكذا، ولم يترك بالي تلك الإيجابيات عندك ، ولن أتنكر لنقاط الاتفاق فيما بيننا، فإن هذا اجدي بالتنازل عن كثير مما يدور في نفس المتحاور.

الخلاصة 

 لماذا لا تعترف بالخطأ عند استبانته ، وعدم اللجاجة او السفسطة فيه ؟ 

لماذا لا يكون عند الجانبين من الشجاعة والثقة بالنفس ما يحمله على ذلك ؟ 

،بل وينبغي للطرف الآخر شكر ذلك الفعل وأن يثني عليه ، وثناؤه عليه لاعترافه بالخطأ فالاعتراف بالخطأ خير من التمادي في الباطل .

 فالاعتراف بالخطأ طريق الصواب، فلا يستخدم هذا الاعتراف أداة ضغط، بل يعتبر ذلك من الجوانب المشرقة المضيئة في العلاقات الاجتماعية ويوضع في سجل الحسنات والفضائل التي يجب ذكرها والتنويه بها والإشارة عليها 

       

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى