سمير المصري

دكتور سمير المصري يكتب....(الخطايا)

صباح_مصري 
الطمع رغبة جامحة لإمتلاك الثروات، أو السلع ، والأشياء ذات القيمة المطلقة بهدف الإحتفاظ بها للنفس بما قد يزيد ويتجاوز عن إحتياجات البقاء و العيش في راحة بأكثر قدر ممكن، فالطمع يسري على الرغبة الطاغية والبحث المستمر عن جمع المال والمكانة العالية والرئاسة والسلطة، انه الهوس بامتلاك جميع الثروات والسلع لإبهار المجتمع المحاط بنا.

فيا من تطارد عصفورين سوف تفقدهما معاً، وثلاثة على الرجل الشريف أن يحذر منها،...

* في مرحلة الشباب منذ بداية الحيوية والنشاط يجب أن تحذر من فتنة النساء، وعند مرحلة الكهولة تتوهج الحيوية و يزيد النشاط فيجب عليك أن تحذر من المغالبة، وأخيراً وعند مرحلة الشيخوخة تذبل حيويتك، ويقل نشاطك فيجب عليك أن تحذر من الطمع.

إن ما قد نصبوا جميعاً إليه، وما يمكن أن نعجز عن الحصول عليه أحب إلى قلوبنا مما قد حصلنا عليه بالفعل… حتي ولو كنا فزنا به .
وإعلم أن بئس الرفيق هو المال، لا ينفعك حتى يفارقك، إن الطمع يلازم اللذة المنتظرة واللذة الماضية، فالعبد حراً إذا قنع والحر عبداً إذا طمع ومن يطمع بكل شيء يخسر كل شي..

إننا بالفعل قد نخسر ممتلكاتنا بحق عندما نطمع بممتلكات غيرنا، فإذا حل الطمع بقلب عبداً علته المهانة وعلاه أيضاً الهون، الطمع يجعل الأغنياء فقراء، ومن تكون الدنيا هواه وهمه يستعبده الطمع طوال حياته.
إن العلم بالله يوجب الخضوع والخوف علماً بأن عدم الخوف دليل على تعطيل القلب من المعرفة، إن الخوف ثمرة العلم، والرجاء ثمرة اليقين، ومن طمع في الجنة إجتهد في طلبها، ومن خاف من النار إجتهد في الهروب منها.

الطمع فقر حاضر إياك منه، فلا تأكل شيئاً على شبع فإنه طمع، فإن تركته لغيرك خير لك من أن تأكلهه، فإذا طمعت في الفوز بكل شيء خسرت كل شيء، إن الطمع لهو أكبر دليلّ علي عدم الورع، فإن قلة الحرص والطمع تورث الصدق والورع، أما كثرة الحرص والطمع تكثر الهم والخوف من المستقبل، وإعلم أن النفس إذا لم تُمنع المباح فقد تطمع في المحظور .

الإنسان حر سيد نفسه إذا شعر بالقناعة، وعبد لغيره إذا كان طماعاً، كما قيل قبلاً لو أن الطبيعة قد سمعت نصائحنا في القناعة، لما جرى فيها نهر إلى البحر، ولما تحول فيها شتاء إلى ربيع، ولكان الطمع سيد الظواهر .

الخلاًصة

صدقا … ما الذلُّ إلا في الطمع ويبقي العز في القناعة، إن القناعة تضيء الوجه، أما الطمع فهو يأخذ من الوجه نوره، ومن القلب السرور، إن السعادة لدى الإنسان الحد الأدنى من أي شيء، والحد الأقصى من القناعة وأن لا يكون لديه الطمع.

عندما تعطي الأعمى العينين فيطالبك بالحاجبين، فالجشع والطمع للفقر أصدقاء ومن الإستحالة أن تجد جشعاً يعيش بسعادة، فالأرض تقدم ما يكفي لتلبية حاجات كافة البشر، ولكن ليس بما يكفي لتلبية جشع وطمع كافة البشر .

وهكذا حال من كان متعلقًا برئاسة أو ثروة وغير ذلك من أهواء نفسه، فإن حصل له رضي، وإن لم يحصل له سخط، فهذا عبد ما يهواه من ذلك، وهو رقيق له إذا لم يحصل …
غدا صباح مصري جديد ،،،،،،،

 

 

دكتور سمير المصري يكتب….(الخطايا)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى