سمير المصري

دكتور سمير المصري يكتب....(الخطايا ... ٢)

الجشع والطمع والشهوة ،،،،
أتمني أن تقرأ هذا المقال الي آخره، حتي الخلاصة، فلا تختذله فقط علي العنوان، ولا تخاطب نفسك فيه، فهو ليس موجه لأحد … أنه لنا جميعاً، لا أختص به أحداً مطلقاً …. ولا أستثني..!
الكثير من الإتصالات تريد أن تعرف بمن قصدت هذا الكلام، واخري حددت أنها المقصودة بهذا .. ؟
وانا أقسم أني أتحدث عنا جميعاً… وأنا منكم …أولكم ..

الجشع أن تتولى الكلام بأكمله ولا تريد أن تستمع، ولا ترغب بالإستماع، ياسيدي وجب عليك أن تستمع كما وجب عليك أن تتحدث، أما الجَشِع الطماع دائماً ما يريد المزيد …والمزيد، من الممكن أن الفقير يريد الكثير، لكن الجَشِع يريد كل شيء.

فالطبيعة بأكملها لا تكفي الجشع الطماع، فما نبتت أغصان الذل إلا على بذر الطمع والجشع، إن الدافع وراء الحرب هو الجشع و الطمع، والرغبة في السيطرة، والرغبة في التحكم 
{ لاَ تَخْضَعَنَّ لِمَخْلَوقٍ عَلى طَمَعٍ فإنَّ ذلك وهن منك في الدين واسترزق الله مما في خزانته }

الطمع .. فقر دائم فما من شيء أفسد لدين المرء من الطمع في شهوات الدنيا من مال أو منصب أو جاه، ذلك أن العبد إذا استرسل مع الأمنيات إستعبدته.

أتدرون أن الطمع يمحق البركة ويشعرك بحالة من الفقر الدائم، فإن هذا المال خضرة حلوة، فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس لم يُبارك له فيه، كالذي يأكل ولا يشبع.

أتري فعلآ أن الطمع يُذهب بركة العلم للذين يعملون به، فما يذهب العلمَ عن قلوب العلماء بعد أن علموه هو الطمع، وشَرَه النفس، وطلب الحوائج إلى الناس

ومن كان ذا طمع مسيطر على قلبه فإن الذل قرينه؛ لأنه يبذل عرضه في سبيل تحقيق ما هو نفسه وطمع فيه قلبه؛ إن العبيد ثلاثةٌ عبد رِقّ، وعبد شهوة، وعبد طمع.

ولو لم يكن في الطمع إلا تضيع العمر الشريف الذي يمكن أن يشتري به صاحبه الدرجات العلى والنعيم المقيم، إنه في طلب رزق قد تكفل الله به لكفى بذلك زجرًا، إن في الطمع التعب الدائم، وتحقير النفس وإذلالها، ونقص الثقة بالله عز وجل مع شعور صاحبه بفقر دائم فما فتح عبد بابَ مسألةٍ، إلا فتح الله عليه باب فقر . ، أسأل الله أن يقيك شر الطمع، وأن يرزقك القناعة..

الثروة أنجبت طماعين أكثر مما أنجب الطمع أثرياء، عندما تشيخ كل الخطايا الأخرى تبقى خطيئة الطمع شابة! ، فكم وكم من اللقمات الكبيرة أدت إلى الاختناق» ، ولربما وجدنا أن أكثر الأمثال شيوعاً بيننا في هذا الصدد هو المثل القائل «طمعه قتله». ولهذا المثل حكايات مختلفة …

قيل إن هناك شاعراً مثل أمام أحد كبار التجار، وألقى قصيدة في مدحه، فكافأه بما عدَّه مناسباً وكافياً، لكن الشاعر عدَّ الهدية دون ما يستحق، و قد أظهر البرود الذي لاحظه التاجر ، فنادى عليه وقال: لك فضلاً عن ذلك أرض ما وسعك أن تمشيها يوم غد. فلما جاء الغد انطلق الشاعر يحث الخطى راكضاً يسابق الشمس في جريه ليكسب أوسع ما أمكنه من مسافة،
وكلما توقف حدثته نفسه الطماعة الجشعة بالجري لما هو أبعد من ذلك، فهذه المزرعة، وتلك القرية، وهذا الحقل. وظل يحث نفسه على المضي أكثر وأكثر حتى مالت الشمس للمغيب، فتملكه الإعياء، وخر ساقطاً على الأرض، وفارقته روحه … لقد مات ..

أمر ذلك التاجر الكبير بأن يحفروا قبراً للشاعر حيث سقط. دفنوه وواروه التراب، وكان قبره كل ما كفاه من الأرض، فماذا كتبوا علي قبره ؟
لقد كتبوا عليه هذا فلان الشاعر. قد قتله طمعه.

الخلاصة

نعلم جميعا أن «الطمع يقل ما جمع» وما بين أطماع الدنيا الكثيرة يتفرد طمع واحد بخاصية «التجميع» وليس «التقليل» هو الطمع فى الحب، كلما طمعنا أكثر زادت حصيلة المحبة وتضاعفت أضعافا مضاعفة، انك ترمى بذرة، فتحصد حديقة، ترمى قطرة ماء ، فتحصد بحراً، إنك ترمى نظرة فتحصد حضناً، يتسع العالم، فتغمرك الروح بالرائحة، ويغمرك القلب بالحركة، فيمنحك الدفء أمانا، تغيب الحواجز، وترتفع السدود، فيمتلئ الوجدان البراح، تهتف روحك «حرية.. حرية».

لماذا إذن نبخل بالحب؟ نبخل بالحب وهو الذى يكرمنا بأكثر مما كنا نحلم به؟
لماذا نحبس أنفاسه بين أيامنا المكفهرة، الغاضبة، المتزمجرة؟
لماذا نفزعه بنظرات الأسى؟
لماذا ننهره بالقسوة؟
لماذا ننفيه بالأنانية؟
لماذا لا نجعل الحب مشروعا وطنياً… برغم طاقتة الكبيرة التى يمنحنا إياها ؟

غدا صباح مصري جديد …
#دسميرالمصري

 

دكتور سمير المصري يكتب….(الخطايا … ٢)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى