سمير المصري

دكتور سمير المصري يكتب.. استبداد

 

 الاستبداد في الرأي وخاصة إذا كان هذا الرأي متعلقا بالأولاد ، هو أخطر صور الاستبداد ، 

 أخذ قرار بتزويج ابنتك دون رضاها من أشد العقوق لها ، فقد جاءت فتاة إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم تشكو إليه أن والدها أراد أن يزوجها قريبا لها ليرفع به خسيسته ، فرد الرسول صلى الله عليه وسلم الزواج … 

فلما رأت الفتاة أن الأمر لها، قالت يا رسول الله، قد أجزت ما أجاز أبي، غير أني أحببت أن أعلم من ورائي من النساء أن ليس للآباء في هذا الأمر شيء .

هو درس للآباء أن من يتقدم للخطبة والزواج قد توافق عليه الفتاة، وتراه مناسبا لها ، غير أنها حين تحس انها مجبرة علي الاختيار ترفضه ، ان موافقتها حق شرعي مسبوق علي موافقة الأب نفسه 

هذه هي معيشتها وعشرتها ليست معيشة أبيها ، انا لانبخس ابيها حقه في الموافقة ، لأنه الحارس الأمين عليها

 هل من المقبول أن يدخل الوالد ولده -أو بنته- كلية لا يرغب فيها، أو أن يفرض عليه عملا معينا لا يحبه، أو مهنة لا يهواها،  

 ذلك هو الاستبداد الابوي بعينه ، هو نوع من الاستبداد المرفوض ، ويجب أن ينتهي فورا. 

 ان الآباء عليهم حق ، ولهم حق ، فعليهم حق بأن يحسنوا إلى أولادهم ، ويقوموا بتربيتهم التربية القويمة ، عليهم أن يحذروا سبهم او شتمهم ، أو نعتهم بشيء باطل ؛ فهذا هو سبب العداوة، والكره ، والقطيعة، 

فعلى كل من الطرفين أداء الواجب واعطاء الطرف الاخر حقوقه ، على الأولاد أداء الحق الذي عليهم من البر، والصلة، والإحسان، وعلى الآباء أن يتقوا الله ، وأن يحسنوا إلى الابناء ، وأن يكفوا الشر عنهم.

يريد أغلب الآباء تجنب صفع أبنائهم على وجوههم لكن هذا التصرف حتما يحدث في مواقف يتعرض فيها الآباء لضغوط وغالبا ما ينتابهم شعور بالذنب بعد ذلك فهناك سبلا أخرى لتربية الاطفال في إطار ما يسمونه بالحزم الحنون لإن الآباء نادرا ما يصفعون أبناءهم عن عمد وغالبا ما يتصرفون بهذا الشكل عند تعرضهم لضغوط شديدة تفقدهم السيطرة على تصرفاتهم

أن الصفعة على الوجه لا تشير بالضرورة إلى اضطراب العلاقة بين الآباء والابناء لان الابن يعلم تماما أنها ليست هجوما متعمدا من الاب

هل تعلم إن من الخطأ أن يعتذر الاباء في مثل هذه الحالة لأن الاعتذار وسيلة للتفاهم بين الكبار. ولا يريد الاطفال أن يعاملوا معاملة الكبار لكنهم يحتاجون إلى الحب والرعاية

 أن الآباء الذين يتعاملون مع أولادهم في سن المراهقة بطريقة جيدة ومناسبة يفسحون المجال أمامهم لعلاقات أفضل في المستقبل.

أن الآباء الذين يفصحون عن توقعاتهم بوضوح وبصورة مؤكدة، بالإضافة إلى استعدادهم لمكافأة السلوك الجيد من قبل أولادهم المراهقين، فإنهم بذلك يحسنون العلاقات الاجتماعية والعائلية لأطفالهم.

 أن استخدام هذه الأساليب تحث المراهقين الذين يعانون من المشاكل على تحسين مواقفهم ، غير أن المراهقين وذويهم الذين لديهم بالفعل علاقات طيبة يتقربون أكثر من بعضهم بل ويحققون المزيد من النفع فيما بينهم .

الخلاصة 

عندما تكون العلاقة بين الآباء والمراهقين متعثرة أو سلبية فإن معاملة المراهق بطريقة قاسية دون التقيد بالقوانين والمعايير الاجتماعية يعطل من قدرة المراهق على الصمود في وجه المصاعب.

فالمراهقون الذين لديهم مشاكل دائمة مع ذويهم تكون قدرتهم على حل المشاكل ضعيفة ومهاراتهم في المدرسة والحياة أقل من غيرهم.

من جانب آخر يعتبر اتباع النصائح الخاصة بالتعامل مع المراهقين ليس بالأمر السهل، وفقا للباحثين.

أن الآباء الذين يفسرون الامور لأبنائهم مستعينين بالمنطق ، يساعدون أبنائهم على فهم أهمية الموقف مما يجعلهم متعاونين أكثر. اي أن الـتأثير ليس أحادي الجانب بل إن الأطفال أيضا يستطيعون التأثير على ذويهم.

أن التأثير المتبادل للمراهقين وذويهم على بعضهم البعض يتراكم مع مرور الزمن حيث أن المعاملة السلبية من قبل الآباء لأولادهم يخلق مقاومة لدى الأبناء المراهقين ويزيد من المشكلات لديهم بل ويمكن نتيجة لذلك أن يتأثر سلوك الآباء وبالتالي يؤثر مجددا على الأطفال ، 

وبعكس ذلك أن سلوك الآباء الايجابي يميل لتعزيز العلاقة مع أطفالهم والتي تقوى مع الزمن. 

 ينبغي علي الاب أن يتخذ الخطوة الأولى وليس الابن ، ويعود سبب ذلك إلى أن سلوك الطفل الإيجابي لا يؤثر على سلوك الأب أو الأم السلبي، وهو النوع الوحيد من السلوك الذي يعتبر غير ذي فعالية

  أحسن الله إليكم، وجزاكم الله عنا وعنهم خير الجزاء.

 

       

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى