آراء حرة

دكتورة مريم ميلاد تكتب.. قصة الطفل “عبد الله” و متلازمة “داون”

قصص من الواقع

 

منذ حوالى عشر سنوات جاءنى والد الطفل “عبدالله” وهو يحمل طفله الصغير بعد لحظات من ولادته . و بعد إجراء الفحص الطبى كانت الصدمة حيث بدت علامات الإصابة بمتلازمة داون على الطفل الصغير ، حاولت بكل هدوء إبلاغ الأب الذى كانت تبدو على وجهه علامات اللهفة لسماع كلمات تطمئنه على الحالة الصحية لطفله و لكن للأسف لم يكن لدينا سوى الاستسلام للأمر الواقع و الرضا بقضاء الله . عانى الطفل عبدالله من متلازمة داون ، ومما زاد حالته تعقيداَ تعرضه لمرض خلقي في القلب وإلى مشاكل في الجهاز التنفسي أدّت إلى ضعف شديد في بنيته الجسدية لدرجة أنه لم يكن قادراً على التنفس والأكل بمفرده فكان لا بد له من التنفس الصناعي والتغذية الأنبوبية. ونظراً لتعرض المريض لالتهابات متكررة في الصدر فقد اضطر الأطباء إلى إجراء العديد من العمليات الجراحية لمعالجة مضاعفات الأمراض التي عانى منها. ثم انتهى به المطاف للحجز فى غرفة الرعاية المركزة حيث مكث فيها لمدة ثلاثة أشهر. وعلى الرغم من حالته المرضية المعقدة فإن “عبد الله” طفل مرح ومفعم بالحيوية لدرجة يصعب معها التصديق بأنه كان يئن تحت وطأة المرض لفترة من الوقت ، لقد تحدى المرض وقرر التغلب عليه رغم كل ما يواجهه من صعوبات . 

 وقد شارك أفراد أسرته جميعاً في العملية التأهيلية المنزلية بعد خروجه من المستشفى إلى جانب الفريق الطبي، وكان للموقف الإيجابي لأسرة المريض أكبر الأثر في إحراز الكثير من التقدم مما جعلنا متيقنين من نجاحه في التغلب على حالته المرضية .

وبعد انتقاله إلى المنزل حدث تغييراَ جذريا في حياة كل فرد من أفراد أسرته، ويقول والد “عبدالله ” بالنسبة لعبد الله لم نكن في السابق سوى مجرد زائرين لمريض في المستشفى، أما الآن وقد انتقل للعيش معنا فإنه ومنذ أن يفتح عينيه في الصباح يرى والدته ووالده وإخوته حوله، وهذا بحد ذاته يعد مصدر استقرار وارتياح نفسي له.”. ويتابع الأب الفخور بابنه حديثه قائلاً : ” يحب عبدالله كرة القدم ، وفي إقباله على هذا النشاط مؤشر على إمكانية التعويض عن السنوات التي قضاها طريح فراش المرض والتي لم يستطع خلالها حتى على مجرد الحركة في سريره”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى