توب ستوري

إطلاق ورشة عمل حول (تعزيز مهارات القراءة والكتابة)

د. أيدن كليركن: مصر فى المستوى المتوسط لاختبارات Timss للطلاب حتى عمر ١٤ عاما وطلاب الصف الرابع أظهروا زيادة كبيرة في مهارات القراءة على الرغم من جائحة "كوفيد-١٩"

مصر – القاهرة – مريان نعيم
شهد الدكتور رضا حجازى وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، اليوم الأحد، إطلاق ورشة عمل حول (تعزيز مهارات القراءة والكتابة): خطة عمل قصيرة إلى متوسطة الأجل”، والتى تنظمها الوزارة بالتعاون مع البنك الدولى، وذلك خلال يومي ٢٢ و٢٣ أكتوبر ٢٠٢٣.
وقد أكد الدكتور رضا حجازى وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، فى كلمته، على أهمية هذه الورشة التي تأتى استكمالاً لجهود الوزارة في تطوير المنظومة التعليمية، التي بدأت عام ۲۰۱۸ بتطوير مناهج رياض الأطفال والصف الأول الابتدائي ثم المضي في التطوير وصولاً إلى الصف السادس الابتدائي هذا العام، مشيرا إلى أن التعليم مسئولية تشاركية وتكاتفية.
وأشار الوزير إلى أنه كان من الضروري إجراء عملية تقييم لمعرفة مدى تحقق الأهداف المبتغاة من التطوير، ومعرفة المعوقات التي حالت دون تحقق هذه الأهداف على الوجه الأكمل، فكانت التقييمات الوطنية والدولية للقرائية بعد جائحة كورونا كاشفة لبعض مواطن الضعف في القراءة والكتابة لدى أبنائنا الطلاب في المرحلة الابتدائية وتحديد بعض الفجوات التعليمية ورصد أسبابها ومظاهرها كبداية لوضع خارطة طريق لسد تلك الفجوات، وتحديد خطوات إجرائية للتعامل مع هذه المشكلة.
وأشار الوزير إلى أن قمة التحول في التعليم كانت قد أصدرت نتائج حول الفاقد في التعليم على مستوى العالم، والذي يمثل ٧٠% من الدول ذات الدخل المتوسط، من الطلاب لا يجيدون فهم نص بسيط.
وأضاف الوزير أن اللغة تمثل وعاء الفكر، وإذا لم يكن لدينا لغة لا نستطيع أن نفكر، قائلًا إن ضعف القراءة والكتابة هي أم الصعوبات فالقرائية تؤثر على فهم الطالب لبقية المواد التي يدرسها كما أنها تؤدي إلى التسرب من التعليم، وضعف ثقة الطالب بذاته، بالإضافة إلى ضعف علاقاته الاجتماعية.
وأكد الوزير أن الوزارة لديها مناهج جديدة مطورة على أعلى مستوى وهي مناهج مصرية بمعايير دولية، مشيرًا إلى أن المركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي أعد دراسة قومية وكانت نتائجها أن ٣٠٪؜ من الأطفال في مصر دون المستوى في القراءة والكتابة.
وأكد الدكتور رضا حجازي أن مواجهة هذه المشكلة تتطلب تضافر كافة الجهود وتعاون الجميع والتزامهم المستدام، بدءًا من الأسرة، ومرورًا بالمدرسة، ووسائل الإعلام والمجتمع المدني ومجتمع الأعمال، وكافة الوزارات الأخرى، وكل المعنيين بالعملية التعليمية.
وأشار إلى أن نجاح أي مشروع يقوم على الالتزام بخطة يتم من خلالها تشخيص الصعوبة ويقوم مدير المدرسة بتطبيقها في المدرسة بمساعدة الوزارة بعد إعطائه الأدوات والتدريب اللازم.
وتابع أن موضوع هذه الورشة هو تعزيز مهارات القراءة والكتابة للخروج بخطط عمل قصيرة ومتوسطة الأجل، وخطوات قابلة للتطبيق لتكون خطوة في طريق العلاج لمشكلة ضعف القراءة والكتابة لدى بعض أبنائنا، لافتا إلى أن ضمان نجاح أي مشروع يتوقف على إيمان القائمين عليه بأهميته وخطورته، وأثره على الفرد والمجتمع في كافة النواحي، 
وفى ختام كلمته، أعرب الوزير عن أماله فى الوصول في نهاية هذه الورشة إلى مجموعة من الإجراءات والتوصيات الواضحة والسريعة، التي يمكن من خلالها معالجة هذه المشكلة، معربا عن شكره لكل المشاركين في هذه الورشة وجميع الأطراف التي تساهم في إنجاحها.
وخلال الجلسة الأولى للورشة تحت عنوان “تمهيد الطريق: ماذا تخبرنا بيانات التقييم”، استعرض الدكتور أيدن كليركن من البنك الدولى النتائج الرئيسية لمصر في القراءة والرياضيات والعلوم، من خلال اختبارات PIRLS وTIMSS‏ وهما اثنتين من أكبر الدراسات في العالم حول التحصيل التعليمي، تقدم بيانات عالية الجودة وموثوقة.
وأوضح أيدن كليركن أن Timss هو اختبار دولي يطبقه مركز “قياس”، بالتعاون مع المنظمات الدولية المشرفة عليه، في أكثر من ٦٠ دولة، لقياس اتجاهات تحصيل الطلبة في مادتي الرياضيات والعلوم، ودراسة أوجه الاختلاف بين النظم التربوية في تلك الدول، لتحسين عملية التعليم والتعلّم، وتُعقد كل ٦ سنوات، للحصول على بيانات شاملة عن المفاهيم والمواقف التي تعلمها الطلبة في المادتين، في الصفين الرابع الابتدائي والثاني الإعدادي، ومقارنة المؤثرات النسبية للتعليم والتعلم في الصفين، باختبار نفس الطلبة في الصف الرابع ثم اختبارهم بعد 4 سنوات وهم في الصف الثانى الإعدادى.
وأضاف أن Pirls هى دراسة التقدم الدولي في القراءة، وتمثل دراسة دولية تعقد كل 5 سنوات، تتضمن اختبار يقيس تراكم مهارات القراءة المكتسبة لطلبة الصف الرابع في المدارس الحكومية والخاصة ولغة التدريس ومقارنتها بقدرات أقرانهم في الدول الأخرى المشاركة في هذه الدراسة.
وأشار أيدن إلى أن مصر شاركت فى تلك الاختبارات فى القراءة pirls، والتى تمت خلال السنوات من ٢٠١٦ إلى ٢٠٢١، وقد حصل نصف الطلاب على قياس أقل من منخفض من الأطفال بعمر 10 سنوات الذين لا يستطيعون قراءة وفهم قصة بسيطة، “فقر التعلم (مهارات القراءة)”، بينما حصل ربع الطلاب على قياس منخفض، وحصلت فئة قليلة على المستوى المتقدم، أما بالنسبة لاختبارات Timss للطلاب حتى ١٤ عام تعد مصر فى المستوى المتوسط.
وأضاف أيدن أن جائحة “كوفيد-19” أثرت بالسلب على جميع دول العالم وتم إغلاق المدارس (بفترات متفاوتة عبر الدول) وكان التعلم عن بعد، حيث تحول التعلم الورقي إلى التعلم الرقمي، وقد شهدت مصر طفرة خلال تلك الفترة فى التعليم ، مشيرًا إلى أن مهارة القراءة أمر بالغ الأهمية للتعلم على نطاق أوسع لتعلم باقى العلوم كالرياضيات والعلوم والدراسات الاجتماعية، مؤكدًا على أن الطلاب المصريين يسيروا فى الاتجاه الصحيح، حيث أظهر طلاب الصف الرابع زيادة كبيرة في مهارات القراءة، على الرغم من جائحة كوفيد، وتحسن طلاب الصف الثاني الإعدادي في كل من الرياضيات والعلوم ولكن لا يزال من الممكن تحسين المعايير بشكل كبير.
من جانبه أوضح الدكتور أكرم حسن رئيس الإدارة المركزية لتطوير المناهج أن مشكلة ضعف مستوى الطلاب في مهارات القراءة والكتابة تعد من المشكلات متشابكة الأسباب، كما استعرض بعض الحقائق لمشكلة ضعف مستوى التلاميذ القراءة في مهارة القراءة والكتابة، قائلا: “فى عام 2017 تبنت القيادة السياسية قضية التعليم وتطويره كأحد الركائز الأساسية التي تقوم عليها الجمهورية الجديدة، وفي عام 2018 تبلور هذا الاهتمام في انطلاق مسيرة التطوير في كافة أركان العملية التعليمية، ومنها المناهج التعليمية والنقلة النوعية التي حدثت في هذا المجال”.
وأضاف الدكتور أكرم حسن أنه كان من الضروري بعد أن وصلت مسيرة تطوير المناهج إلى الصف السادس الابتدائي لهذا العام 2024/2023 أن تستمر مسيرة تطوير المناهج بشكل أكثر قوة من خلال الاستفادة بالدراسات التقييمية بكافة أدواتها للمرحلة السابقة للتطوير، ومسايرة التغيرات الكبيرة التي حدثت في السنوات القليلة الماضية، مثل التقدم الهائل في مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وطفرة تطبيقات الذكاء الاصطناعي والتوجهات العالمية نحو التربية والتعليم في العقود القادمة في ظل الدعوات الدولية بالأخطار التي باتت تهدد الحياة على كوكب الأرض، وهو ما يحتم التوجه إلى التوسع في مفاهيم التعليم البيئي؛ لحماية مقدرات العيش على سطح الكوكب، وبالإضافة إلى العناية بالمهارات الحياتية في ظل التغير الشديد والمستمر في نوعية الوظائف الحالية والتوقعات باستمرار هذا التغير إلى واقع مختلف لا يمكن التنبؤ به، والقضايا ذات الصبغة المحلية كالقضية السكانية والصحة الإنجابية وتأثير الزيادة السكانية غير المنضبطة سلبيًا على جودة الخدمات و الخصائص السكانية.
وأوضح رئيس الإدارة المركزية لتطوير المناهج أنه لهذا السبب، كانت الرؤية بتشكيل لجنة وطنية من خبراء المناهج مع الاستعانة بالخبرات الدولية المتميزة في هذا المجال لإكمال المسيرة، لافتا إلى توجه الوزارة في المرحلة القادمة إلى الاهتمام بالكيف دون الكم، وإبراز المفاهيم الرئيسية والاهتمام بنواتج التعلم وما يحققها من ممارسات وأنشطة، والاهتمام بمهارات العصر التي لا غنى في تمكين الطلاب منها لإعدادهم جيدًا لمواجهة موجات التغيرات السريعة فى جميع مناحي الحياة.
وتابع الدكتور أكرم حسن، أنه تم تطوير المناهج الدراسية، والتأكد من كل عوامل النجاح التي تحقق الغايات والأهداف المنشودة، ومنها الأداة التي سوف يستخدمها الطالب في الحصول على كل هذه المكتسبات والتي تمكنه من مهارات القراءة والكتابة، مؤكدا أن القراءة هي مفتاح المعرفة وأساس النجاح في الحياة؛ ووسيلة فعالة للتواصل مع الآخرين والتعبير عن الآراء والمشاعر والاتجاهات وهي وسيلته للانفتاح على العالم ومعرفة ما يحدث على الصعيدين المحلي والعالمي، ولا يمكننا إغفال علاقة القراءة بالتنمية المستدامة للمهارات والقيم التي تضمن مشاركة المتعلم في الأنشطة الحياتية الحالية والمستقبلية.
ومن جهته، استعرض الدكتور رمضان محمد رمضان مساعد الوزير للامتحانات والتقويم التربوي الدراسة الأساسية للتقييم الوطني – إبريل 2023، مشيرا إلى أن “الغرض الرئيسى من برنامج التقييم الوطني (G4NAMA)”، والذي يتم وضعه علي نظام مؤسسي، قائم على المنهج العلمي لجمع أدلة دقيقة وموثقة بشكل دوري منتظم، لمراقبة التقدم في تعلم التلاميذ اللغة العربية والرياضيات بنهاية الصف الرابع الابتدائي، ولتقييم تأثير المناهج المطورة في إطار مشروع تطوير التعليم (2.0 EDU).
وأكد الدكتور رمضان أن هذا البرنامج استهدف تقييم خمسة نواتج تعلم أساسية مشتقة من تحليل إطار منهج الصف الرابع الابتدائي في اللغة العربيّة وتتضمن (الاستماع، والمفردات، والقراءة الأدبية، والقراءة المعلوماتية، والكتابة).
كما أشار إلى أنه تم تقييم أربعة نواتج تعلم مشتقة من إطار منهج الصف الرابع الابتدائي في الرياضيات كما يلي: (المفاهيم والإجراءات الرياضية، حل المشكلات الرياضية، والتواصل الرياضي ونواتج تعلم اللغة العربية).
كما استعرض الدكتور رمضان محمد رمضان نواتج تعلم الرياضيات (المفاهيم والإجراءات الرياضية) والتى تقيس قدرة المتعلم على شرح وتطبيق المفاهيم الرياضية وتنفيذ الإجراءات الرياضية، وحل المشكلات الرياضية، بالإضافة إلى التواصل الرياضى، والنمذجة الرياضية.
وأضاف الدكتور رمضان أنه تم إجراء الدراسة على عينة قوامها (١٢٣١٤) تلميذا يمثلون (٢٤٥) مدرسة، وتم عمل استبيانات تضمن (اختبار اللغة العربية، واختبار الرياضيات، واستبيان التلميذ، واستبيان المعلم، واستبيان مدير المدرسة)، مؤكدا أن الغرض الأساسي من تطبيق الاستبيانات هو جمع بيانات عن السياق التعليمي في كل من المحاور التالية: (طرق التدريس وأنشطة التعلم، وأساليب التقييم والمتابعة، وإدارة الصف، وبيئة التعلم ومصادره).
وأوضح أنه تم تحديد أربعة مستويات معيارية متدرجة؛ لتصف الأداء المتوقع من التلاميذ الذين أتموا دراسة منهج الصف الرابع الابتدائي في اللغة العربية والرياضيات عند كل مستوى من مستويات التحصيل، وهي: (متقدم، كفء، مبتدئ، أقل من مستوى الصف)، لافتا إلى أنه تم تحديد الدرجة الحدية التي تفصل بين كل مستوى معياري للأداء، والمستوى الأدنى منه، ليتم تقييم الأداء في ضوئها.
كما استعرض الدكتور رمضان محمد رمضان الدراسة الأساسية للتقييم الوطني – إبريل 2023، موضحا أنه بلغت عينة الدراسة الأساسية (12,875) من بين التلاميذ الذين درسوا ما لا يقل عن 85 من مقرري اللغة العربية والرياضيات في المنهج المطور للصف الرابع، كما طبقت الاستبيانات على عدد (780) معلمًا ومعلمة ممن درسوا اللغة العربية والرياضيات لهؤلاء التلاميذ في الصف الرابع، وعدد (247) مديرا أو شيخ معهد أو من يقوم بعملهم في المدارس التي شملتها عينة التطبيق الأساسي وعددها (247) مدرسة ومعهدًا أزهريا، وهي نفس المدارس والمعاهد التي طبق فيها دراسة خط الأساس، وتم استخدم عدد أربع صور اختبارية في اللغة العربية، وأربع صور اختبارية في الرياضيات.
جاء ذلك بحضور الدكتورة ميرفت الديب رئيس لجنة تطوير مناهج المرحلة الإعدادية، والدكتور أيدن كليركن مستشار البنك الدولى، والدكتورة هانم أحمد متخصص تعليم بمنظمة يونسيف مصر، والدكتورة ماجدة بكري والدكتورة منى عبد العاطي بلجنة التعليم بمجلس النواب، واللواء أحمد البكري بلجنة التعليم بمجلس الشيوخ، والنائبة رشا فايز عضو لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب وعضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين وهاني حنا ومحمد اللافي علام أعضاء تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، والدكتور إسماعيل حداد أمين المجلس الأعلى للأزهر الشريف، والشيخ أيمن عبد الغني رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، والدكتورة أمل سويدان رئيس قطاع الدراسات التربوية بالمجلس الأعلى للجامعات، والمهندسة نيفين عثمان رئيس المجلس القومى للطفولة والأمومة، وخبراء كليات التربية، وعدد من ممثلى المنظمات والمؤسسات الدولية، والمحلية.
كما حضر من وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني الدكتور محمد مجاهد نائب الوزير للتعليم الفني، والدكتور أحمد ضاهر نائب الوزير للتطوير التكنولوجي، والدكتورة جيهان كمال مساعد الوزير للبحوث التربوية، والدكتور أحمد المحمدى مساعد الوزير للتخطيط والمتابعة، والدكتور أكرم حسن رئيس الإدارة المركزية لتطوير المناهج، والدكتورة شيرين حمدى مستشار الوزير للتطوير الإداري والمشرف على الإدارة المركزية، والدكتورة راندا شاهين رئيس الإدارة المركزية للتعليم العام، ومحمد عطية رئيس الإدارة المركزية للتعليم بالمصروفات، والدكتور عمرو بصيلة رئيس الإدارة المركزية لتطوير التعليم الفني ومدير وحدة تشغيل، مدارس التكنولوجيا التطبيقية، والدكتورة زينب خليفة مدير الأكاديمية المهنية للمعلمين، وعدد من مديرى المديريات التعليمية، وقيادات التربية والتعليم.
إطلاق ورشة عمل حول (تعزيز مهارات القراءة والكتابة)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى