آراء حرة

أ۔د۔ هاني عيسى الفقي يكتب ........الشجرة الذكية المستدامة

وفقاً لمؤسسة الأبحاث البيئية والإجتماعية التابعة لإتحاد العلماء المعني بالمصالح العامة، فإن الطاقة الناتجة عن الرياح هي مصدر كهرباء متسارع النمو، وقد حدث معظم هذا التطور في طاقة الرياح على مدى واسع النطاق بواسطة شركات المرافق العامة التي تقدم الطاقة لشبكة تضم ملايين العملاء، ذلك لأن طاقة الرياح أكثر فاعلية في مواقع هبوب الرياح في المناطق النائية وعلى إرتفاعات أعلى من 7م عن الأرض۔
تعتمد فكرة الشجرة الذكية المستدامة على الرياح، فهي تتميز بالإحتياج إلى تيارات صغيرة من الرياح، وهي سمة الرياح التي تهب على معظم المدن المصرية، وذلك عن طريق تصنيع شجرة صناعية لها نفس شكل وخصائص الشجرة الطبيعية وإنتاجها بالجملة لعمل سياج شجري على جانبي الطرق الصحراوية بين المدن والمحافظات وبين الأحياء على إختلاف وظائفها (سكنية – تجارية – صناعية – سياحية ۔۔۔إلخ) ويمكن تصنيعها بشكل منفرد عند مداخل المنشآت وحتى أمام البيوت والمساكن۔
تقوم الشجرة الذكية المستدامة بعدة وظائف، فهي بالإضافة إلى شكلها الجميل المميز، فهي تقوم بترطيب الجو من خلال إنبعاث تيار هوائي منها مع إضافة رائحة عطرة لتعطي الإحساس بالإنتعاش وتقوم أيضاً بالحركة الطفيفة لتعطي الإحساس بالطبيعية ويخرج منها موجات كهرومغناطيسية لطرد الحشرات، هذا بالإضافة إلى خروج أنغام موسيقية لتضفي روح المرح والحياة للمنطقة كلها۔ كذلك تزويدها بوحدات إنارة خفيفة۔ وتقوم الشجرة الذكية المستدامة بتنظيف نفسها ذاتياً بواسطة رذاذ مياه يخرج منها لترطيب الجو المحيط عن طريق خزان مياه موجود داخل ساق الشجرة نفسها، هذا بالإضافة إلى التيار الهوائي المنبعث منها۔ ومن أهم مميزات هذه الشجرة بالإضافة لما سبق، أنها تقوم بعمل ستارة ديكورية على طول الطريق يخفي وراءه شكل الصحراء المترامية ويعطي الإحساس بالإستئناس، ولاتحتاج هذه الشجرة لأي مياه كما أنها تقوم بتغطية مساحات مظللة تحتها يمكن إستغلالها لعدة أنشطة مختلفة ترفيهية كانت أو تجارية۔ ويمكن تنفيذ هذه الشجرة بعدة مقاسات وأحجام وإرتفاعات مختلفة طبقاً لوظيفتها ومكانها، وكذلك بأقطار مختلفة لجزع الشجرة طبقاً لحجم المكونات التي سيتم تثبيتها عليها داخل المدن، حيث يمكن تنفيذها بإرتفاعات من 5م وحتى 30م۔
لاتحتاج الشجرة إلا إلى صيانة ومتابعة شهرية، ذلك عن طريق شبكة معلومات متواجدة بمركز متابعة داخل المدن، حيث تقوم الشجرة وكل شجرة حسب ترقيمها، بإرسال إشارات في حالة حدوث أي خطأ أو تلف بأي من مكوناتها، وبذلك يتم تحديد مكانها ونوع الخطأ الحادث وعليه يقوم فني الصيانة بالتوجه لمكان الشجرة وإصلاح العطل المعروف سابقاً۔ تعتمد الشجرة الذكية المستدامة على الرياح الموجودة بالمنطقة، ويتم تحويلها من خلال أوراق الشجر الصغيرة المصنوعة من الرقائق المعدنية أو البلاستيكية المطلية باللون الأخضر مع تنفيذ فروع منحنية متصلة بعشرات الأوراق الصغيرة والتي تقوم بإلتقاط الرياح بغض النظر عن الإتجاه الذي تهب منه هذه الرياح وتلتقط هذه الأوراق طاقة الرياح ذات السرعات البسيطة الأقل من 5ميل/ساعة وتحويل هذه الرياح إلى طاقة يتم توليدها وتخزينها وتشغيل الشجرة منها بكافة وظائفها۔
يتم تنفيذ الشجرة من خلال هيكل معدني يتم تثبيته بالأرض ويتم تجليده بالألومنيوم ذو تجاعيد وتفاصيل لها نفس شكل ولون جزوع الشجر الطبيعية لتعطي الإحساس بالطبيعية ويثبت في جزع الشجرة أفرع من الإستانلس ستيل ذات الشكل الاسطواني الرفيعة جداً لتثبيت وريقات الشجر البلاستيكية أو المعدنية عليها والتي تحمل مراوح تجميع الهواء الناتج من الرياح المحيطة، وكل ورقة صناعية عبارة عن توربين رأسي مخروطي الشكل وله كتلة صغيرة يمكنها توليد الطاقة عن طريق نسيم خفيف لايزيد عن يبلغ 2م ثانية وعن طريق شبكة لاسلكية يتم تجميع هذه الطاقات على أن يتم تحويلها إلى طاقة كهربية۔ وداخل بدن الشجرة نفسها يتم تثبيت خزان للمياه المكثفة من هواء إلى ماء وشريط موسيقى ووحدة لعمل تيار كهرومغناطيسي لطرد الحشرات، هذا بالإضافة إلى تثبيت وحدات إضاءة ليد مختلفة الألوان يتم نشرها على الشجرة كلها۔
أهم عنصر في المنظومة كلها هو شريحة والتي يتم تثبيتها وبرمجتها لتشغيل الشجرة بالكامل۔ وحالياً تقوم بعض الجهات بإستيراد هذه الشريحة لأغراض مختلفة ولكن يمكن تنفيذ هذه الشريحة داخل مصر وإنتاجها على نطاق واسع بل ويمكن أيضاً تصديرها ومنافسة الدول التي تصنعها والتي تحتكر الصين صناعتها۔ نظراً لإستخدام هذه الشريحة في كافة نواحي الصناعة۔ هذا بالإضافة إلى سهولة تصنيع الوحدات المروحية التي يتم تثبيتها على فروع الشجرة لتجميع الرياح۔
إن فكرة الشجرة الذكية المستدامة ستسمح بأن تكون مفيدة في توليد الطاقة على مدار العام حيث تقدر إجمالي إنتاج الطاقة في توربيناتها ب 3.1 كيلو وات وذلك للشجرة الصغيرة والتي تحتوي على 72 ورقة شجر، ومن أهم خصائص هذا المشروع أيضاً، إمكانية دمجه على شبكة الكهرباء العامة لإنارة الشوارع وإستخدامه كمكمل للطاقة للبيوت والأجهزة الكهربائية وحتى شحن السيارات الكهربائية۔ وأهم ميزة في هذه الشجرة هو توفير طاقة مجانية نظيفة تماماً وتشغيلها بشكل هادئ۔ فهذه الشجرة يمكن أن توضح وبشكل كبير معنى كلمة من حيث تحويل طاقة الرياح إلى طاقة كهربية يتم إستغلالها في عدة وظائف والتشغيل بأقل التكاليف عند الإنتاج بالجملة۔
إن أهم ما يميز هذا المشروع هو دخول الدولة المصرية سوق جديد تماماً وواعد جداً من خلال إنشاء مصانع لإنتاج الشريحة الذكية يمكن به غزو منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا لبيع الطاقة وإستخدامها في المناطق التي يصعب معها وصول الكهرباء إليها، كذلك مصانع لإنتاج الوريقات البلاستيكية أو المعدنية، هذه المصانع التي سيتم معها المساعدة على القضاء على البطالة وتوفير فرص عمل وذلك بتكاليف إستثمارية طويلة الأمد لإنتاج طاقة نظيفة هادئة مستدامة۔

 

 

 

أ۔د۔ هاني عيسى الفقي يكتب ……..الشجرة الذكية المستدامة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى