آراء حرة

أمجد المصري يكتب.. أخلاقنا راحت فين

أخلاقنا راحت فين

 

 

فى يوم المرأه العالمى كان لي لقاء حواري مع طالبات إحدى المدارس الثانوية حول تلك الظواهر الغريبة التى بدأت تغزو واقعنا المصرى كالتنمر والتحرش وإستحلال الحرام وإنتهاك خصوصية وحرمات الناس دون وجه حق .. لماذا إنهارت أخلاقنا بشده فى سنواتنا الأخيره وكيف ننجو من تلك الأزمة

 

من التنمُر ما قتل .. ما زالت صدمتنا قائمه منذ أن سمعنا عن وفاة تلك الفتاه البريئه ( رودينا ) طالبة الثانوى بسبب تنمر زميلاتها عليها وكيف سقطت فريسه للحزن والقهر لتلقي ربها مظلومه من هذا المجتمع الذى بات شديد القسوه . هل وصلنا إلى هذه الدرجة من إهمال تربية أبنائنا حتى إستباحوا مشاعر اقرانهم فقتلوهم بدم بارد تحت مسمى اللهو والتنمر البغيض ؟

 

ومن اللهو ما اصاب : شباب طائش فى مراحل التعليم يقذف قطارًا بالحجاره دون سبب فيصيب سائقه فى عينيه ليهددوا كل ركاب القطار بكارثة منعها الله عز وجل برحمته فقط. ماذا استفاد هؤلاء من مثل تلك الأفعال التى لا تنم إلا عن إستهتار وعدم وعى بخطورة هذه التصرفات الحمقاء مهما صغرت .. أين من رباهم أو تركهم فى طرقات مصر بلا حساب ؟

 

أمثله كثيره نتابعها كل يوم علي مواقع التواصل لهذا الإنفلات الأخلاقي الذى ضرب بعض الشباب والصغار فأصبحوا عبئًا علي المجتمع يهددون الناس في الطرقات والبيوت. أين ذهب البيت المصرى ؟ ولماذا غفل عن تربية الصغار وإنشغل بأمور الحياه أكثر من اللازم فخرج لنا جيل شبه فاقد لكثير من قيم هذا المجتمع . أين التربيه في المدارس التي أكتفت بالتعليم (شكلًا) وغفلت عن دورها الأساسي في تربية الصغار . أين رجال الدين ولماذا أبتعد الصغار بعض الشيء عن دور العباده .. أين دور الفن والفكر والإعلام في تهيئة عقول ووجدان هؤلاء الصغار وغرس قيم الحب والتسامح وأحترام الآخر وكل موروثات هذا الشعب بداخل عقولهم الناشئه؟ 

 

ليس الأمر مجرد حوادث فرديه ولكنها حاله من تشتت الخلق بدأت تسود بين أجيال صغيره لا تهتم إلا بتوافه الأمور ولا تعرف قيمة كونهم أبناء تلك الأرض التي علمت الدنيا قيم الحق والعدل والرحمة والأخلاق الحميده .. ليس الأمر هينًا ولكنها حرب مقدسه لابد أن يشارك فيها كل عاشق لمستقبل هذا الوطن من أجل إنقاذ هؤلاء الصغار وإعادة تربيتهم من جديد في البيت والمدرسة والمسجد والكنيسه والنادى فهذا هو الخلاص إن أردنا لمصر بقاء تركيبة شعبها كما هى في المستقبل حتي لا نرى يومًا ويري العالم أجيالًا مصريه لا تُشبه المصريين في شىء .. حفظ الله صغارنا من الفتن والسقوط . حفظ الله الوطن العزيز الغالي .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى