آراء حرةأمجد المصري

أمجد المصرى يكتب .......في الذكرى ال (٥٠)

من رحم الإنكسار يولد الإنتصار، كلمات تعودنا أن نتداولها كثيراً عبر تاريخنا حتى صارت جزء من الموروث الفكرى المكنون فى وجدان هذا الشعب نتذكرها ونحن نستعد لإستقبال ذكرى عزيزه علي قلوب أبناء شعبنا الطيب، ونحتفل بمرور ٥٠ عام علي إنتصار السادس من أكتوبر المجيد، ونُبحر فى أجواء المجتمع المصرى فى الفترة التى سبقت إنتصار أكتوبر العظيم لنقارنها بما نعيشه اليوم لعلنا نجد تشابه في ظروف المجتمع ومبرر قوي للمطالبه باستدعاء الأمل وتلك الروح من عبق صفحات التاريخ، والإعتقاد الذى قد يصل لدرجة اليقين بأن ما حدث قديمُا يمكن أن يحدث مجددًا الآن..!!

لم يكن إنتصار أكتوبر عسكرياً فقط، ولم يكن الجيش المصرى بعد نكسة يونيو قادراً على تحقيق الإنتصار دون تواجد المعجزه البشريه التى تعاملت بأقل الإمكانيات لتصنع مجد ونصر يتغنى به العالم طوال عقود، لم نكن في أعلى درجات الإصطفاف والتركيز والإزدهار السياسى والإقتصادى وقتها، بل كانت هذه الفتره من أضعف الفترات فى تاريخ مصر السياسي والإقتصادي، حيث غابت التعددية السياسية، وإنحسر أى دور على الأرض للشباب أو منظمات المجتمع المدنى حتى كانت نكسة 67 ليشعر المصريون وقتها بالخوف على مصيرهم، ومستقبل ابناؤهم ، فيأتى التحول المفاجىء والذى قد يوصف بأنه أعظم تحول سيكولوجى ومجتعى يحدث فى دوله ما خلال فتره قصيرة جدا من الزمن .

اليوم ومع إنصراف كثير من الشباب عن المشهد الداخلى والإستغراق فى التفاهات كالأفلام ومتابعة نجوم الفن ولاعبى كرة القدم، هل نشهد صحوه جديده ويكرر هذا الجيل من الشباب ما حدث مرارًا من قبل ويذهلوا العالم بإصطفافهم خلف الوطن ونصرته .

ربما لا نكون الأن فى حالة حرب كما حدث فى اكتوبر وشبابها، ولكننا الأن أحوج ما نكون إلى هذه الروح التى تبنى وتعلم وتطور وتصنع لهذا الوطن الغالى نوع من التواجد الدولى القائم على العلم والإبتكار وتحويل الدوله المصريه الشابه بطبعها إلى مركز للإشعاع ينطلق منه شباب مصر لغزو العالم بذكاؤهم ونبوغهم الفطرى فى كل مجالات العلم والبحث .

هل نشهد هذه العوده سريعًا أم أن شبابنا ما زالوا غير مدركين لقدراتهم المكنونه وطاقاتهم الخفيه التى صنعت المستحيل منذ عقود، والتى ما زالت قادره دائماً على تغيير وجه الحياه، وكتابة تاريخ جديد لهذا الجيل المميز الذى يمتلك ما لم تتحصل عليه الاجيال السابقه من الإطلاع على العالم الخارجى والتعامل بكل سهوله ويسر مع التكنولوجيا الحديثه التى حرم منها اباؤهم وأبناء الأجيال السابقة .

فى النهايه نُذكر أنفسنا، ونُذكر شبابنا بأننا لم نكن فى أعظم حالاتنا حين إنتصرنا، ولم نكن فى قمة التقدم حين عبرنا، ولكنهم كانوا رجال أدركوا اللحظات الفارقه فى تاريخ أمتهم فتخلصوا من أى عوار قد إعتراهم، وارتدوا ثوب الإبداع والإجاده ليحققوا ما لم يتوقعه أحد . حفظ الله شباب مصر وأرشدهم إلى عبور جديد لهم ولوطنهم كل يوم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى