آراء حرة

زينة عبد القادر تكتب.. الذكاء الاصطناعي هل هو خطر على مستقبلك الوظيفي؟!

 

 الذكاء الاصطناعي أصبح اليوم حديث كل الناس وبالأخص في مجال العمل لأنه وسيلة سهلة لتحقيق كل احلامك في مجالات مختلفة من العمل ولكن هو أيضا خطر علي مستقبلك المهني كيف!!

 

 تعالوا نتعرف أولا ماهو الذكاء الاصطناعي.. هو ببساطة عبارة عن أنظمة محوسبة قادرة بطريقة ما على محاكاة عمليات التفكير البشري وأداء مهام مماثلة لنا أو لغيرنا من الكائنات الذكية/الواعية.

هذا المصطلح كان في خمسينات القرن الماضي مجرد مفهوم مستقبلي، ولوحظ في عدد من افلام الخيال العلمي وفكرة التكنولوجيا الحديثة التي كانت عبارة عن حلم بعيد، أصبح الآن الذكاء الاصطناعي في المجتمع الأوسع جزءًا لا يتجزأ من حياه تكنولوجيا المستهلك، باستخدام أجهزة الكومبيوتر المختلفة وأجهزة المحمول وعلى سبيل المثال في شكل Siri و Alexa و Cortana و Google Assistant لتصبح جزءًا من حياتنا اليومية، ويلعب الذكاء الاصطناعي أيضًا دورًا رئيسيًا في تحليل البيانات والتصميمات المختلفة (الجرافيك)، التسويق والإعلان والطب والعلوم والهندسة حيث تتعلم أجهزة الكمبيوتر من المحفزات وتتفاعل بطرق ذكية مختلفة وسريعه تساعد في تتبع طلباتك مع تجار التجزئة عبر تصفحك بشبكة الإنترنت بشكل دقيق، وأيضاً تقوي خدمات الخرائط مثل خرائط جوجل GBS، وتحميك من الاحتيال المالي لحساباتك البنكية وخرق الأمان لحساباتك الشخصية بشكل عام. وأيضا تقوم بتشخيص الحالات الطبية الصعبة التي تهدد الحياة والأطراف الصناعية الروبوتية، زرع الروبوتات في الأجسام البشرية لتعزيز القدرات البيولوجية للبشر وتحسب المخاطر المالية بدقة هائلة.

 

ولكن السؤال هنا هل هناك عيوب للذكاء الاصطناعي تهدد حياتك الوظيفية؟

نعم يوجد مخاطر عده تهدد حياة البشر وتغير سلوكهم وأولهم انخفاض عدد الوظائف للبشر

يهدد الذكاء الاصطناعي طريقتنا في الحياة المهنية، في الوقت الحالي وإقبال الجمهور والشركات الكبيرة على استخدام الذكاء الاصطناعي ومعرفه المزيد من التطور التكنولوجي وعلى الرغم من أننا نرى عمومًا القليل من “الأدلة” على الذكاء الاصطناعي في حياتنا اليومية فإن هذا سيتغير مع الأتمتة وهو مصطلح استخدم في البرامج والعمليات الروبوتية لتبسيط العمليات الحسابية المتكررة وتحديد تدفقات العمليات الأكثر كفاءة ويساعد ذلك في تحسين خدمة العملاء وزيادة الإنتاجية وتوفير التكاليف علي الشركات والمؤسسات الكبيرة مما يهدد وجود البشر في تلك الوظائف.

 

تهدد الأتمتة سوق العمل بشكل كبير، لقد رأينا كيف تستخدم Ocado شبكة من الروبوتات للتعامل مع التخزين وهذا السيناريو ينتشر بسرعة ويهدد الملايين من الوظائف في جميع أنحاء العالم.

 

في حين أنه قد يبدو أن استبدال البشر بآلات أكثر كفاءة قد يبدو ميزة كبيرة، إلا أننا يجب أن نفكر في أين ينتهي هذا بالبشر الذي بات لا يعمل في بعض الوظائف الأساسية والمهمة واستبدالة بالآلات الدقيقة في كثير من الدول.

وربما يغير الذكاء الاصطناعي شكل حياتنا إلى الأبد مع المركبات ذاتية القيادة مثل السيارات بدون سائق، والآلات التي تقوم بعملنا في المنازل، الطائرات المستقلَّة (ذاتية التوجيه)، الروبوتات المستقلَّة في مجال الصحافة والإعلام والتأليف. وتحليل البيانات، وتأليف موسيقانا ، وربما حتى كتابة مقالات مثل هذا دون الحاجة إلى رفع إصبعنا. وأثره في العقود والمعاملات والبيع في المتاجر الذكية (المتاجر ذاتية التشغيل) وإبرام العقود في التجارة الإلكترونية بواسطة الوكيل الذكي (Intelligent Agent)و المتاجرة بالبيانات الضخمة (Big Data) (بيع البيانات الشخصية) وأيضا في توثيق عقد الزواج الذكي (التوثيق بواسطة الروبوت).

 

القضية ليست اجتماعية ثقافية فقط بل سياسية أيضًا. على سبيل المثال، في المملكة المتحدة كانت النقابات العمالية مثل CWU ، التي تمثل Royal Mail ، تنتقد بشدة خطط الأتمتة التي تجعل الناس عاطلين عن العمل.

 

وهناك اعتبار أخلاقي وديني للموضوع هو ماذا إذا وصل الذكاء الاصطناعي إلى مرحلة متقدمة جدًا. في أي مرحلة يمكن اعتبار الآلة واعية وبالتالي يحق لها أن تكون مشابهة لما نسميه بحقوق الإنسان مثلا؟ الاحتمالات الفقهية والقانونية لطبيعة الروبوتات المستقلَّة من حيث الأهلية والشخصيَّة القانونية.قد لا نصل أبدًا إلى هذه المرحلة من الذكاء الاصطناعي قد لا يكون الأمر صعبًا كما يتصور البعض، ولكن الوعي المبكر بالاعتبارات الأخلاقية للذكاء الاصطناعي أمر حيوي للمضي قدمًا، ومن الذي يمتلك البيانات التي يجمعها الذكاء الاصطناعي وما الذي يمكن أن تفعله الشركات قانونيًا بها؟ لقد تم بالفعل تورط DeepMind في الجدل حول البيانات المحيطة DeepMind Health وكيفية تفاعلها مع سجلات NHS.وايضا تم استكشاف هذا المفهوم بدقة في أفلام الخيال العلمي حيث وصلت الآلات ذات مرة لمساعدتنا على الانقلاب ضدنا عندما بدأوا يرون أن البشر يقفون في طريق الصالح العام للكرة الأرضية.

ولكن هل ترديد الربوتات لخطبة أو موعظة، أو حتى تقديم فتوى، يعني أنها باتت قادرة على القيام بالدور البشري في الدين، وهل تنقرض وظيفة رجل الدين أيضا مع التوسع في استخدام الربوتات الدينية، في مارس 2023 كُتب في صحيفة لوس أنجلوس تايمز مقال بعنوان هل يمكن للدين أن ينقذنا من الذكاء الاصطناعي؟ تحدث عن انشغال كثير من المؤسسات الدينية بقضية الذكاء الاصطناعي.

ماذا يحدث لهويتنا عندما تختفي جميع وظائفنا؟ ماذا سنفعل؟

 إنه أمر مثير بالتأكيد، لكن الخوف له ما يبرره، أسئلة عديدة تطرح اليوم هل بعد كل ذلك الإنسان يدمر نفسة بنفسة أم ماذا ؟!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى