آراء حرة

هدى عبده تكتب.. البدايات طريق النهايات


سفينة سيدنا نوح أرادها لقومه رب العزة عز وجل أعجوبة لا تتقبلها عقولهم ولا تتسع لها أفهامهم حتى جعلها بينهم ضرب من ضروب المستحيل واستدرجهم الى السخرية والتهكم فالسفينة ليست على نهر ولا بحر وانما هي قابعة فوق رمال الصحراء مستوية بلا ميناء ..والأمر حقاً عجيب بمقياس البشر ولكنه بمقياس رب البشر فهو عليه هين وبه قدير ..

ثم جاء الطوفان فحمل الا معقول الى اطار المقبول وأعتقل ألسنة المكذبين الساخرين من سيدنا نوح وأبدلهم نظرات التهكم بنظرات الجزع وامارات الهلع …

ولم يتعظ النمرود فقالها لخليل الرحمن أنا احيي وأميت فأنزله ربنا عز وجل من المقادير ما أبهته وأخرسه لما أرسل عليه بعوضة وقبل ان تتم اغتياله ما كان ليستريح منها لبعض الوقت الا بدق النعال على رأسه ..وليتيقن قبل هلاكه بأن هوانه من هوان قاتله .. وعند الله الجزاء والجزاء من جنس العمل ..

ثم دارت الدوائر على فرعون فانتهت سباحته في دماء الأطفال الرضع الى يم يسبح فيه فلا يجيد السباحة وموج يلفظ جثمانه ليكون لمن خلفه عبرة وآية ..

وحين تأمن المجتمعات مكر الله فلن تجد الا ظالمها وقد طغى وغنيها وقد بغى ..وشيخها وقد هوى ..فتأتيها الفتن كقطع الليل المظلم وتتهادى بينها المظالم بعضها فوق بعض ..وتجري الدماء ويتنزل البلاء ويعم الغلاء ..فصالحها أصم وقاضيها أبكم وجماهيرها خرساء …وحسبوا ان لا تكون فتنة فعموا وصموا ثم عموا وصموا وظنوا أن سجن برىء ليس فتنة وان مشايعة جلاده ليس مظلمة ..وان السكوت على هدر الدماء ليس مشأمة ..وقادتهم المهادنة الى الرزايا وساقهم القعود عن الحق الى البلايا واوقعهم عدم انكار المنكر بين حبائل البغايا ..فشيخ مُضل وفقر مُطل 

وضنك مُقبل ورخاء مُدبر …

فأدرك مكانك على سفينة النجاة بطيب العمل وتزود من التقوى ذلك خير ..وأعلم ان الشيطان يطلبك ودنياك تخدعك والفتن من حولك تموج بك وتتربص بفؤادك ولا عاصم منها الا الله ..فصل رحمك يصلك الرحمن والزم الاحسان فان المحسن لا يقع واذا وقع وجد متكأ..وانهى عن المنكر وأنكره ولا تقبل في دينك الدنايا ولا في دنياك الخطايا وقل لأصحاب المعاصي ودعاة الطواغيت بضاعتكم مزجاة لا خير فيها ..وازهد في أباطيلهم فهي منكرة وان زخرفوها فأن آية الباطل زخرف الدنيا وآية الحق سياج من البلاء لا يُجاوزه الا مؤمن 

وانظر الى النهايات ففيها ختام البدايات وتأمل مصارع الظالمين فهي حصاد بغيهم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى