آراء حرةسمير المصري

د.سمير المصري يكتب.. السعادة قرار أم هي قدر محتوم ؟



   


 السعادة الحقيقية قرار يتخذه الإنسان بإراداته وصبره ورغبته ، فإذا عزم الإنسان على أن يكونَ سعيداً سيفرح بأبسط الأشياء وأصغرها ويحفل بها . 


 المرء ينظر الي السعادة بعين الرِّضا والحب ، لا السخط والكره ، وسيركل كلّ ما ينغص عليه فرح وسعادة يومه ، 

 ولن يستطيعَ الإنسان أن يمنع الهموم والمتاعب من التحليق حوله ، لكنّه بالطبع يستطيع أن يمنعها من دخول عقله .


 وسائل التنغيصِ وطرقه كثيرة ، لا تنتهي إلا باتّخاذ المرء قراراً يمنح به نفسه السعادة.


 نعم ومؤكد الزعل يؤثر على الأعصاب ، الخوف يؤثر على نبضات القلب ، الحرمان و الفقد يولد الإكتئاب .


 من فضلكم رفقاً بمن تحبون !

اعلموا أن لكل شخص لديه قصة حزن بداخله ؛ شخص عانى من أشخاص أحبهم أو مازال يعاني . و شخص آخر تعب من التضحية دون نتائج . 

 و شخص غيره يبكي كل يوم على أشخاص رحلوا من الدنيا .  

و شخص يعاني من الغربة حتى و هو بين أهله 

و أشخاص يقرأون هذا الكلام ليجدوا أنفسهم في بعض منه أو جزء من معانيه الخفية التي قد تفضحها بعض السطور .


هي الدنيا .. إذا ما اقبلت ..بلت ، وإذا ما اينعت .. نعت ، وإذا ما ادبرت. . برت ، و لهذا سميت ” دنيا “

فقط خذ نفساً عميقا .. و قل ” الحمد لله “

 فتأكد دوما أن القادم أفضل … أفضل بإذن الله .


لاتصدق بأن أحدا لا ينقصه شي، تأكد بأن الحياة تأخذ من الجميع ، فلا سعيد إلا من أسعده الله . 

 

فالله هو الذي أضحك و أبكى ، و هو الذي أسعد و أشقى ، و هو الذي أغنى و أقنى . 


السعادة ليست بالزواج ، و لا بالأولاد ، و لا بالأصدقاء ، و لا بالسفر ، و لا بالشهادات ، و لا بالماركات ، و لا بالمناصب ، و ﻻ بالرفاهية ، و لا بالبيوت… 


تاكد ان السعادة و كل السعادة في إتصالك بالله ، درب نفسك على كثرة طرق باب الله حتى يبقى الحبل ممدودا بينك و بين الخالق عز وجل . 


 لا زالَ يبحثُ المرء من قديم الازل عن السعادة ، ويتحرى طرقها وكيفية تحقيقها ، ويبذل كل وسعه في ذلك ، ساعياً بكلّ ما لديه من عقل وفكر ومادة لإيجادها . 

 لكنها تبقى سراً لم يدرك ماهيته إلّا القليل . 


 السعادة شعور داخلي يشعر به الإنسان ليمنحه راحة النفس، والضمير ، وانشراح الصدر ، وطمأنينة القلب .


 تكمن مشكلة المرء الأساسية مع السعادة التي يعيشها منذ الأزل بكونه لا يعلمُ أدوات تحقيقها ، فيُحاول أن يجرب المادة والأمور المادية الملموسة ليصل للسعادة فتجده لا يصل ، فما هي السعادة ؟ وأين تكمن ؟ وهل هي قرار أم قدر محتوم ؟ 



كل إنسان يتطلع للسعادة ويبحث عنها ، لكن السعادة في الحقيقة ليست هدفا في ذاتها ، بل هي نتاج عملك وإخلاصك وتواصلك مع الآخرين بصدق .


إن السعادة تكمن في أن تصنع قراراتك بذاتك وبنفسك ، أن تعمل ما تريد ؛ لأنك تريده ، لا لأنهم يريدون . 

 أن تعيش حياتك مستمتعا بكل لحظة فيها ، أن تبحث عن الأفضل في نفسك وفيمن حولك .


إن السعادة الحقيقية لا توجد إلا بالإيمان بالله عز وجل والتزود من الأعمال الصالحة ، 

قال الله تعالى { مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } .


وإذا نظرنا حولنا، رأينا كثيرًا من الناس يبحثون عن السعادة دون أن يجدوها ؛ وذلك لأن مفهوم السعادة قد اختلط لديهم، وتشابك مع غيره من المفاهيم ، فهناك من يعتقد أن السعادة بالمال وحده .

وهناك من يعتقد أن السعادة تكمن بوجود النفوذ والمكانة الاجتماعية .

وهناك من يعتقد أن السعادة تكمن بالطموح وتحقيق الذات .

ومن الناس من ينظر للجمال على أنه قمة السعادة .

وبعضهم يرى أن الصحة هي مصدر السعادة .


وأخيرًا، نجد فريقا من الناس – وهم قلة  

يرون أن الأعمال الخيرية والتطوعية التي يقومون بها هي غاية سعادتهم؛ لأنهم يرون أن سعادتهم تنبع من سعادة الآخرين ؛ فابتسامة من طفل صغير ، أو نظرة امتنان من شيخ كبير ، أو دعوة صادقة من قلب امرأة ضعيفة تساوي لديهم الدنيا وما فيها من النعيم والخيرات .


إنها أحد النماذج التي ترى أن السعادة الحقيقية هي السعادة الأخروية ، فهم على قناعة تامة ويقين جازم أن الدنيا فانية، ولن يبقى للإنسان سوى عمله الصالح الذي عمله .

⁦هذه هي السعادة الحقيقية ،،،

         غدا صباح مصري جديد ،،،،

                ان كان في العمر بقية بمشيئة الله تعالى ،،،


                                       

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى