آراء حرة

يوكسل مصطفى كمال ترزى باشى تكتب..العالم الرقمي للأطفال ودور الأبوين

 

 

يوكسل مصطفى كمال ترزى باشى

رئيسة مؤسسة خاتون الثقافية

 

 العالم الرقمي من المصطلحات المنتشرة في العصر الجديد، كثر استخدامه في بداية القرن الواحد والعشرين، فالعالم الرقمي هو التطور في صناعة التكنوجيا وتطوير الأجهزة الذكية وجهاز الكمبيوتر أحد أشهر هذه الأجهزة إضافة الى أجهزة الهواتف والساعات الذكية، وسبب تسمية هذا العالم بهذا الاسم لأننا أصبحنا نعتمد بشكل كبير على هذه الأجهزة في حياتنا. 

التقنية الرقمية باتت تلازم الانسان في جميع مراحل حياته فمنذ اللحظات التي تفتح الأطفال عيونهم وتبدأ هذه التقنية في رسم أفكارهم ليرافقهم جميع مراحلهم العمرية والاجتماعية، وهذه التقنية غيرت حياة الأطفال حيث أصبحت في متناول الجميع وقد يتم توظيفها بالطريقة الصحيحة او غير الصحيحة هناك أطفال تخلفوا عن هذا العالم المثير لأسباب منها الفقر، النوع الاجتماعي، العرق، النزوح، النوع الاجتماعي… الخ وان لم يتم الوصول الى ذلك العالم يؤدي الى خلق انقسام جديد يمنعهم من تحقيق إمكاناتهم وان لم نواكب التغيير السريع قد تجعل الأطفال أكثر عرضة للاستغلال والاتجار والإيذاء.

 مع تزايد تأثير التقنية الرقمية وخاصة الانترنيت ازدادت النقاش حول أثرها من حيث كونها نعمة للبشرية أم تهديد لطريقتنا في الحياة حيث هناك أطفال يستخدمون الانترنيت في تعليمهم وممارسة مواهبهم وفي عكس ذلك هناك من يستخدمونه بشكل سلبي حيث هناك أطفال استحوذت عادة ممارسة العاب الفيديو على حياته او ينتهي به الأمر الى الانتحار بسبب التنمر عبر الانترنيت، بعيداً عن الأضرار التي تلحق بالأفراد من الأطفال هناك قدرة تلك التقنية على التحريض على العنف بحيث يؤثر على حياة مئات الأطفال ومستقبلهم، يمكن للتقنية الرقمية ان تجعل الأطفال أكثر عرضة للأذى على الانترنيت وخاصة الأطفال الضعفاء حيث تؤدي تقنيا المعلومات والاتصالات الى المخاطر المتعلقة بالطفولة مثل التنمر وتغذي أشكالاً من الاعتداء على الأطفال واستغلالهم مثل الاعتداء الجنسي عليهم والبث المباشر للإيذاء الجنسي للأطفال فالانترنيت كل هذه الأشياء معاً.

 رغم أن معظم الأطفال اللذين يدخلون الانترنت وينظرون اليها على انها تجربة ايجابية فان الأبوين يشعرون بالقلق من التعلق على تلك الشاشات والذي يؤدي الى اكتئاب الأطفال والإصابة بالسمنة والتمرد على الأهل وان تعلقهم بتلك الشاشات سببها الأبوين أنفسهم فمن واجبهم الاهتمام بأطفالهم واللعب معهم وقضاء أوقات جميلة معهم وهذا يساعد على ملئ الفراغ لدى لدى الأطفال ويبعدهم عن الانترنيت.

 هناك أبحاث ودراسات تؤكد الاستخدام المفرط للتقنية الرقمية يسهم في الاكتئاب والقلق في مرحلة الطفولة وبالتالي يكون له تأثير كبير على على المشاكل في المنزل وعلى صحة الطفل وسعادته من تأثير الوقت الذي يقضيه أمام الشاشة، وأيضاً يمكن للذين يواجهون من صعوبات على ارض الواقع تطوير صداقات عبر هذه التقنية.

 فللحد من الضرر الذي يطال الأطفال من التقنية الرقمية يجب حمايتهم من الأذى بما في ذلك الإساءة والاتجار والتعرض للمواد غير المناسبة مع محو الأمية الرقمية لأبنائهم مشاركين ومطلعين على الانترنيت والاستفادة للنهوض بالممارسات التي تحمي الأطفال وتنفعهم من الانترنيت، ويجب على شركات الانترنيت العمل على خلق محتوى مطوّر وموجه للأطفال.

 من خلال حماية الأطفال من أسوأ ما يمكن ان تقدمها التقنية الرقمية ووصولهم الى أفضل ما يمكننا ان نرجح كفة الميزان للأفضل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى