آراء حرة

ندى فنري....تكتب لمن أخطأ في حقك

تمر الأيام لكنك لا تنسى شخص أخطأ بحقك .

الخطأ سلوك بشري كلنا قد نقع به، عقلاء كنا أم جهلاء .

المهم أن لا نضخم الأمر ، و لابد من معالجة الخطأ بكل روية، أيا كان ذلك الخطأ علينا مراجعة أساليبنا في معالجته.

تذكر أن لوم المخطئ لا يأتي بخير
و لا بنتائج إيجابية.

حاول أن تبعد الحاجز الضبابي عن عين المخطئ لأنه قد لا يرى نفسه قد أخطأ بل يرى نفسه أنه على صواب .

لذلك عليك بإزالة الغشاوة عن عينه قبل لومه …و معاتبته بالكلام الحسن حتى يدرك خطأه و قد ينزعج في نفسه .

حين يخطئ شخص في حقك لا تبحث كثيرا في لماذا اخطأ …لكن الأفضل أن تبحث كيف تتعامل مع هذا الخطأ.

راحتك النفسية في رد فعلك ليس في فعله.

حين يتلفظ عليك شخص بكلام لا يليق بك .. فلا تغضب .. بل ابتسم , لأنه وفر عليك إكتشاف شخصيته …!

يغفل بعض الناس عن أفعالهم ، كن هادئا ولا تجعل فعلك رد فعل لفعله .

الخلافات أمر طبيعي، مع ضغوط الحياة اليومية، اترك الجدل في معالجة الخطأ و تذكر أنك الخاسر في هذا الجدال ،لأن من أخطأ بحقك سيدافع عن كرامته ،و يصعب عليه الرجوع عن الخطأ فلا تغلق الأبواب عليه ،ابحث عن حل غير الجدل .

حاول أن تضع نفسك موضع المخطئ ،و فكر من وجهة نظره ،و فكر في الخيارات التي يمكن أن تتقبلها و اختر ما يناسبه منها .

ماكان الرفق في شي إلا زانه ….بالرفق دوماً نكسب و نصلح ما فسد و نحافظ على كرامة المخطئ و نقدم له الوسيلة
و الطريقة المثلى للاعتراف بخطأه .

أحيانا تضطر لجعله يكتشف الخطأ بنفسه،ثم تجعله يكتشف الحل المناسب من خلال خيارات متعددة .

فالإنسان حين يكتشف خطأه بنفسه يعود لذاته و يبحث عن الحل
و يصحح خطأه بحق من أخطأ معه من تلقاء ذاته .

عندما تنتقد المخطأ اذكر الجوانب الجيدة منه حتى يتقبل نقدك
و تصحيحك للخطأ …

لا تفتش عن الأخطاء الخفية قد قام بها حتى لا تفسد القلوب و لأن الله نهى عن تتبع عورات المسلمين .

أحسن الظن و بذلك يشعر بالاحترام و التقدير كما يشعر بالخجل من الخطأ تجاهك .

تذكر أن كل كلمة قاسية منك ستترك أثر سلبي ،و الكلام الطيب له أثر طيب بالنفس و الكلام القاسي لا يطيقه الناس فقد يستفحل العتاب و يتحول إلى خصومة فا الاعتدال في كل الأمور سنة الكون لا فارط و لا تفريط .

الناس تتعامل بالعواطف أكثر من العقول لماذا لا نتغافل ونتجاهل عن الأخطاء البسيطة من إخوتنا وأرحامنا وجيراننا؟

لماذا نكبر أخطاءهم وهي لا تستحق ذلك؟

لماذا نكره من يخطئ معنا؟

كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم- يرى الخطأ بعينه، فقد أخطأ عليه الناس، سبّوه وشتموه، واتهموه، وكذّبوه، وآذوه في أهله، وكسروا رباعيته، وشجّوا وجهه الشريف وتآمروا على قتله، وأخرجوه من بلده ومع ذلك كله ما دعا عليهم مع أن دعاءه مستجاب .

كان له -صلى الله عليه وسلم- أساليب جميلة ولطيفة وراقية يتعامل بها مع المخطئ، كان -صلى الله عليه وسلم- لا يسكت عن الخطأ لكنه أثناء معالجته لا يُشهر بالناس ولا يفضحهم ولا يُعير المخطئين، فإذا رأى الخطأ والذنب والتجاوز يكلم الناس ويقول: « ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا» ، لم يقل فلان فعل كذا أبدًا.

لماذا نحن نفضح من يخطئ معنا !
لماذا لا نقبل عذر من اعتذر و نسامح من أخطأ بحقنا .

 

 

 

 

ندى فنري….تكتب لمن أخطأ في حقك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى