آراء حرة

ندى فنري تكتب..كيفية التعامل مع الأبناء

 

تختلف أساليب التربية الوالدية، للأبناء وأنماطها من جيل إلى آخر، ومن مجتمع لآخر، وكذلك بين الطبقات الاجتماعية .و ما يُعد معياراً في مجتمع معين، قد يُعد انحرافاً في مجتمع آخر، أو في طبقة أُخرى وبالعكس .إن النمط الوالدي يؤثر في تنشئة الأبناء، وبلورة شخصياتهم، وحياتهم في المستقبل إيجاباً كان أم سلباً . و صنفت هذه الأنماط بناء على بعدين أساسيين، وهما : 

( الحب والدعم النفسي، والضوابط والقواعد ) 

ما هي أنماط أو نماذج الوالدية؟!

نماذج الوالدية : هي تلك النماذج التي توضح اتجاهات الوالدين و التصورات التي يحملها الوالدان عن تربية الأبناء .

هناك عدة تصنيفات لهذه النماذج، من أهمها وأبرزها نموذج العالم “شيفر”، الذي طوره من بعده العالم “بيكر”.

لقد صنف “شيفر” الوالدية إلى أربعة نماذج أو تصنيفات : 

_ الوالدية غير المهتمة أو المهملة : 

 وفيها يغلب التساهل من الوالد في تعامله مع طفله، و هذا النمط يفتقر لوجود الحب والدعم النفسي، وكذلك الضوابط والقواعد، إذ ليس لديه أية قواعد لكي يكون صارماً بها من الأساس، فهو مهمل جداً في التربية الأسرية، لكن ليس لديه ضوابط، وكما يعرف هذا النمط بندرة تواصل الوالدين مع أبنائهم، وكما لايقدم الآباء هنا للأبناء أي نوع من الدعم النفسي وقد يحبونهم لكنهم لايعبرون بذلك أبداً، كما أنهم يعملون على تلبية الاحتياجات الأساسية للأبناء، إلا أنهم منفصلون عن حياة أبنائهم بشكل عام، وغير مبالين بصحتهم النفسية على وجه الخصوص . 

_ الوالدية المتسلطة : 

وفيها تكون السيطرة والتحكم بشكل عال من قبل الوالد على سلوك طفله و يمتاز هذا النمط بوجود الضوابط والقواعد بقوة، وبذلك فهو أبعد ما يكون عن إعطاء المساحة للأبناء في التربية الأسرية، حيث أنه لا يمنحهم الشعور بالمسؤولية والاستقلال إلا ما ندر، وذلك يعود إلى عدم ثقة الآباء في أبنائهم بالتالي يفرضون عليهم الكثير من القواعد التي يجب عليهم تطبيقها . 

_ الوالدية ذات الحماية الزائدة: وفيها يقدم الوالد دعماً عاطفياً مرتفعاً لطفله، مع سيطرة وتحكم عال بسلوكه ، و يشعر الوالدين: إن رعاية الطفل والاهتمام به من الأمور الضرورية التي يجب على الوالدين القيام بها، المهم أن لا أن يصل هذا الاهتمام إلى درجة الحماية المفرطة، لأن تلك الحماية ستأخذ الأبعاد الآتية: 

التعلق المكثف بالطفل، التدليل، عدم إعطاء الطفل الحرية في استقلالية السلوك.

وهناك نتائج عدة تترتب على الحماية الزائدة منها:

– ظهور بعض أنواع سوء التكيف الاجتماعي وعدم القدرة على تحمل المسؤولية في تكوين علاقات مع الآخرين لدى الأطفال الذين تعرضوا للحماية الزائدة.

– عدم استطاعة ذلك الطفل مسايرة ركب التعليم لعدم قدرته على تحمل المسؤولية.

– يغلب على سلوك الأطفال الذين تعرضوا للحماية الزائدة من آبائهم بعض أعراض الإهمال واللامبالاة.

_ الوالدية الديمقراطية: وفيها يقدم الوالد دعماً عاطفياً مرتفعاً، مع إفساح المجال للطفل بالاستقلالية بعيداً عن السيطرة والتسلط على الطفل ، و هذا النمط الديمقراطي، يشتمل على البُعدين الأساسيين، فهو نمط داعم لأبناءه في تنشئته الأُسرية والاجتماعية، والصارم في القواعد والقوانين والانضباط الشخصي والاجتماعي، فهو يربي ويدعم لكن بعناية وحذر ويوضح للأبناء ماهو جيد وماهو سيء وذلك ينبثق من الاحترام المجتمعي والثقافي والديني الذي ينتمي اليه، إذ يمنح هذا النمط الأبناء أعلى مستويات الثقة بهم والاهتمام بحاجياتهم واهتماماتهم، ويقضون أغلب الوقت معهم، وإظهار المحبة والاحترام للأبناء ويكون ذلك متبادل حتماً بين الطرفين (الاباء والابناء)، إضافة إلى فرض القواعد والمبادئ وعليهم الالتزام بها واحترامها حيث تتناسب وكل مرحلة عمرية يمرون بها تبعاً لقدراتهم وامكانياتهم، وذلك سيعمل على مساعدة الابناء في القدرة على تحمل المسؤوليات المتباينة في مختلف المراحل العمرية. فهنا ينشأ الأفراد بسعادة ويحصلون على درجات أكاديمية عالية، وأيضاً على رواتب عالية عندما يكبرون ويعملون،

في النهاية كل سلوك يصدر من الوالدين أحدهما أو كليهما وتؤثر على الطفل ونمو شخصيته سواء بقصد 

أم غير قصد و على الوالدين استخدام النمط الذي يساعد على تنشئة أبنائهم على السلوكات المجتمعية المناسبة 

و نذكر أن الصرامة والتسلط سيؤدي إلى تطور سلبي يزيد من ظهور المشكلات الاجتماعية .

إن هذه الأنماط لها صلة وثيقة بتطور الشخصية وقدرتها على مواجهة المعضلات والتحديات .

 

ندى فنري 

أديبة / صحفية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى