آراء حرة

ندى فنري تكتب..الطبع يغلب التطبع 

 

يقول مصطفى السباعي 

الدين لا يمحو الغرائز و لكن يروضها .و التربية لا تغير الطباع و لكن تهذبها .تتكون شخصيتنا في الحياة من البيئة و الظروف و التعليم والتربية . الطبع هو الذي يحدد طبيعة وصفات الإنسان أي شخصيته.و يُعرف بأنه بصمة الإنسان الشخصية، مزاجه ، حالته الوجدانية والانفعالية و النفسية . هناك الطبع الفطري الذي طبع عليه الإنسان منذ نشأته و فطر عليه .و الطبع المكتسب الذي يكتسبه من خلال التربية و التنشئة و اكتساب العادات .الطبع يكون مع الإنسان منذ مولده إلى مماته ، يتصف بنفس الصفات دون أي تغيير أو تطويرأما الطبع المكتسب ما تفرضه البيئة على الأشخاص فيختار الإنسان صفاته بنفسه .إذاً الإنسان هو المسؤول عن اختياراته و قد تكون هذه الطباع المختارة حميدة كالكرم و الإحسان و قد تكون طباع سيئة كالقسوةنعم يولد الإنسان بصفات معينة لكن يمكن تطويرها و التخلص من السيئ منها حسب تربيته و تجاربه في الحياة .و أيضا المحيط الذي يعيش فيه .لا ننسى أن الحس الأخلاقي يتطور لدينا مع الوقت بالتعلم و الممارسة. الفلاسفة يقولون أن الإنسان مجبول على الخير و أن الأخلاق الحميدة الفاضلة تكون طبعاً و تطبعا ولكن الطبـع بلا شك أفضـل من التطبع لأن الخلق الحسن إذا كان طبيعياً صار سجية للإنسان وطبيعة له   على الإنسان السعي في تغيير ما يراه من خلق سيء وإعلاء الأخلاق الطيبة الحسنة و عليه أيضاً أن يسعى لإبقاء الطبع أو التطبع الحميد و يحاول جاهداً ، أن يتخلص من الطبع أو التطبع المذموم .عموماً تختلف الآراء حول من يتغلب على الآخر

 الطبع أو التطبع ؟

أغلب الدراسات أثبتت القول السائد ” الطبع يغلب التطبع” ..فمهما حاول الشخص التحلي بصفات وأصله سيئ فإن طبعه السيئ يتغلب على ما حاول أن يتطبع به ويظهر هذا جلياً .أوقات الغضب والشد العصبي حيث يعمل العقل على إلغاء كل ما يكتسبه ما لم تكن تلك الصفات مترسخة في أصل العقل. فإن كان خلقك الجديد لست متشبعاً به بشكل كافي  فقد تخسر التعامل في أي موقف لأن العقل لا يستطيع النفاق في لحظات الشد والضغط الكبيرين وللتغلب على ذلك يجب المعاملة بالحسنى والاقتناع التام أن تلك الصفات هي الأسلوب الأمثل للتعامل .تذكر أن العقل لا ينافق و مع وجود حافز على تطوير الذات يمكن التطبع بطباع محبوبة من الأشخاص لأنفسهم و محبوبة من قبل الآخرين على حد سواء وهذا ما يمكن الشخص من التغلب على الطباع السيئة فأولاً وأخيراً كل شخص مسؤول عن تصرفاته و أفعاله فليتحكم في طبعه ،مع أن المثل يقول يستطيع الذئب تغير جلده لا تغيير طبعه.

أديبة / صحفية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى