توب ستوري

محمد درويش يكتب.. خاطرة (ندبات الرحيل)

ندبات الرحيل ( خاطرة)

ثمّ أمّا بعد ؛

كنت لا أعلم حين كتبت روايتنا ، أنني أخط بداية النهاية. روايتنا أشبه بقصيدة فقدت عذرية المشاعر و تجردت من ثياب القوافي وصارت حروفها عرايا على درب الرحيل . فقدنا فيها أواصر العشق حين كنا نبني بيتنا من حجارة الوهم على أرض السراب . اليوم أودع حلمًا كان يشتعل بين مرايا الجفون ، وصار رمادا عند ميلاد الصباح . أطفأته الشمس بسهمِ طيّفٍ عابرٍ على وسائد الخيال . كنت لا أعلم أنا العمر لحظة ، و أن الحروف لا تخون ، والآن نتسلق على أسوار النسيان ، نتفادى عثرات الحنين و أسلاك الاشتياق . كنت لا أعلم أني سأترك عنوان روايتنا فارغا و لكنها الأيام هي التي ستعلنه وقتما تشاء. كنت لا أعلم أن أشرعة قلبينا سوف تسبح فوق أمواج السّهد ثم تغدر بها الأمواج و يبتلعها الذكريات .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى