سمير فرج

لواء دكتور/ سمير فرج يكتب.. وأخيراً نجحت الأمم المتحدة في إنقاذ الخزان صافر

 

 

وأخيراً نجحت الأمم المتحدة في تنفيذ مهمة إنقاذ الخزان صافر، الذي كان يمثل كارثة بيئية في منطقة البحر الأحمر، وهو عبارة عن سفينة عائمة، لتخزين وتفريغ النفط، ترسو، على بعد 4.8 ميل من السواحل اليمنية، على البحر الأحمر، أمام ميناء الحديدة، وتحمل على متنها أكثر من مليون برميل من النفط الخام. توقفت تلك السفينة منذ عام 2015، بعد تدهور الأحوال في اليمن، وسيطرة الحوثيين على مقاليد الأمور، ومنذ ذلك الحين، تهالكت السفينة، وتسربت المياه إلى غرفة الماكينات، في عام 2020، مما رفع من احتمالات غرقها، أو انفجارها، بما يحمله ذلك من تبعات كارثية، أعظمها الكارثة البيئية التي ستنجم عن تسرب النفط في مياه البحر، مهدداً الثروة السمكية، والشعب المرجانية، في البحر الأحمر بأكمله.كانت الأمم المتحدة قد حاولت إنقاذ الخزان، منذ توقفه، وهو ما عارضه الحوثيين، مدعين بحقهم في حمولة النفط، إلى أن تم إنذارهم بتحمل المسئولية كاملة، حال حدوث تلك الكارثة البيئية، مما اضطرهم للرضوخ، والتخلي عن مزاعمهم. تطلبت عملية الإنقاذ، التي قادتها الأمم المتحدة، نقل النفط من الخزان صافر إلى سفينة أخرى، قبل تسربه أو انفجار الخزان، وهو ما قُدرت تكاليفه، بما لا يقل عن 144مليون دولار، بدأت الأمم المتحدة في جمعها، عن طريق التبرعات.

ولتنفيذ العملية قامت الأمم المتحدة بشراء الناقلة نوتيكا، ليتم تقريبها من منطقة الخزان، وتثبيتها مع ضمان عدم الاحتكاك، فيما يستغرق من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، لنقل النفط من الخزان صافر إلى السفينة نوتيكا. ساهمت فرنسا بمبلغ ثلاثة ملايين يورو من قيمة سفينة الإنقاذ، فيما أعفتها مصر من رسم عبور قناة السويس.تم التخطيط لتنفيذ العملية على ثلاثة مراحل؛ أولها اللوجستية، والتي تستغرق شهراً، لدخول سفينة النفط الجديدة، التي سيتم نقل حمولة من صافر إليها، أما المرحلة الثانية فتستغرق أربعة أشهر، يتم خلالها نقل النفط من الخزان صافر للسفينة الجديدة، وتعتبر أخطر المراحل، لاحتمال تفكك بدن السفينة المتهالكة خلالها. أما المرحلة الثالثة، فستكون التعامل مع الخزان صافر، بعد تفريغه.

ومنذ أيام قليلة، أعلنت الأمم المتحدة، والشركة الهولندية، “سميث”، المنفذة للمشروع، أنها نجحت في سحب أكثر من مليون برميل من النفط، وأنه جاري استكمال العملية، لتبدأ بعدها إجراءات التخلص من الخزان صافر، وسط ترقب العالم لخطوات عملية الإنقاذ، رافعين أكفهم إلى السماء، أن تكلل العملية بالنجاح، لتفادي كارثة بيئية، تهدد الحياة البحرية بالبحر الأحمر، وتتطلب مليارات الدولارات لمحو آثارها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى