إبداعات أدبية

للإيمان الشباني تكتب..قيمة الحمام (الحمام المغربي نموذجا )

 

 

الإستحمام له فوائد جمة ، وحينما نتحدث عن نعمة الحمام ،لابد ان تشعر براحة نفسية و بدنية تعيد الروح وتنقح العروق، تداوي مكامن الجروح..

 إن تحدثنا عن الحمام المغربي لايليق بوصفه إلا أنه سنفونية إبداعية بين الروح و الجسد اجتمعت فيها استبدال حالة بأخرى أفضل ….لحكمة هندسته والتقنيات المستعملة به …

منحيث الشكل نجد بناءه له خاصيات ، من العلو الذي يرتبط يرتبط (بالجانب الروحي) سموا بالذات وارتقائها بعد إزالة كل ما علق بالجسد …والثقوب التي تزين السقف بشكل جمالي و بهندسة على شكل دوائر أو مثمن ، تلك الأشكال لم تكن عبثا ،بل لحكمة صحية في الغرف التي لا تقل عن ثلاتة، تختلف حرارتها من الأولى التي تكون في مدخل الحمام بحرارة منخفظة تليق بالأشخاص الذين يعانون من الضغط ولا يتحملون الحرارة وكذلك تستعمل كآخر مرحلة في الإستحمام قبل الخروج لقاعة الإستراحة ،والثانية تكون بحرارة متوسطة أما المتواجدة بالداخل فتكون بحرارة مرتفعة وكل مستحم يستعملها حسب رغبته و درجة تقبل وانتعاشه..

و قد حاول بناة الحمامات المغربية مراعاة الجانب الصحي حيث أن تلك الثقوب تخفف حرارة الغرف و تجذب البخار المنبعث من الأجساد و تسربه للفضاء حتى يتجدد هواء الحمام .

وغالبية الحمامات المغربية التقليدية بالمدن العريقة تتميز بإضاءتها العادية أو الخافتة ، لبعدين ، البعد الروحي: حيث ياخد المستحم راحته النفسية والبعد الاجتماعي : لان تلك الإضاءة ، تسمح فقط برؤية الأدوات المستعملة والممرات ، ولكي تحجب تفاصيل الأجساد وخصوصياتها ..

 وأنت تستحم في الحمام المغربي الأصيل بكل المواد الطبيعية من صابون بلدي وغاسول بكل العطور و استرخاء وانت تحدث الروح بركون للذات كانك تحدث كل عضو فيك لأنه نعمة ربانية تجعلك تحرك أعضاءك وتليفها بأريحية وتكلم نفسك عن نعمة الشعر وانت تخلله وتحس انتعاشة لا توصف، بعدما تفتح المسام بفعل البخار و تنقى الذات الخارجية لتعطي نقاء للذات الداخلية باستشعار نعمة الغسل والطهارة ونظافة البدن من كل الشوائب … بالفعل تخرج من الحمام بطاقة أخرى وحيوية تجدد بها تعاملك ونشاطك المعتاد حيث تتجدد الخلايا الميت و تحس براحة جسدية غاية في الروعة….

 للحمام المغربي. متعة. خاصة خصوصا إن كان بطقوسه الأصيلة و بعد الاستحمام يكون للشاي بالمنسمات الذي يعد قبل الإستحمام مع فواكه جافة متنوعة مفعول آخر على الجسد لمنافعه الجمة وما له من أثر في الإسترخاء. و الإنتعاش بعد تعطير الجسد بماء الورد للنساء والزيوت العطرية كالقرنفل او الخزامى أو أي نوع مفضل مع لباس خاص كالقفطان او ما شابهه مع غطاء للراس بلون فاتح يظهر رونق الاستحمام …وتبدو نظارة أكثر

لكن هذه النعمة تحتاج إلى ثقافة إنسانية أي إلى أخلاقيات استخدام الحمام حيث يلتقي فيه الناس باختلاف ثقافتهم وأشكالهم ويرون اختلاف بعضهم بعضا، خطأ أو عمدا، قصدا أو غير قصد، فهنا وجب التستر مثل لا تحدث المرأة زوجها في امرأة أخرى، وهذا مما نص عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم

لما رواه البخاري عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تباشر المرأة، المرأة، فتنعتها لزوجها، كأنه ينظر إليها.

وليس النهي مختصا بالزوج وحده، وإنما هو عام للرجال.

وكذلك على المرأة ألا تصف قبح امرأة ما، فهو من الغيبة المحرمة، وقد عرف النبي صلى الله عليه وسلم الغيبة، بذكر الشخص بما يكره. فعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أتدرون ما الغيبة؟ قالوا : الله ورسوله أعلم، قال: ذكرك أخاك بما يكره، قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول، فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه، فقد بهته. صحيح مسلم.

واني لا أقول ما قاله غيري بناء على ما ينطوي عليه مفهوم الإجتهاد الذي أحاول ان أبدي رأيي به في كون الحمام هو ضرورة و علاج نفسي وعضوي حتى أن الإنسان يدخله فيخرج منه صافي الذهن خفيف الروح بعد النوم مباشرة من عودته من الحمام وشربه عصير برتقال أو كأس شاي، وهنا كان الأوائل يذهبون إليه كل خميس استعدادا لصلاة الجمعة، وهذا ما عهدناه ممن سبقونا والتحية لثرات بات يندثر

للإيمان الشباني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى