إبداعات أدبية

لسعة عقرب للكاتب دكتورالعشماوي عبدالكريم الهواري 

قصة قصيرة

يوم الأربعاء ذلك اليوم المعلوم للكافة بقساوته في بلد بدأ يتعود علي التيار الكهربائي في إضاءة المنازل والعديد من الاعمال ولم يكن أحمد بالمختلف كثيرا عن أهل قريته في ذلك الاحساس فربما زاد عليهم فهو يوم ملئ بالأحمال والمتاعب وكان أكثر ما يؤرقه وهو في مدرسته أنه سوف يقدم شراب الماء للمواشي التي تقوم الاسرة بتربيتها ومطلوب منه المساعده والانجاز وخاصة أن موتور المياه الكهربائي توقفت روحه لبعض الوقت لحين عودة التيار الكهربائي ثانية ولم يكن مشروع الشرب الخاص بالمياه بالقرية وصل بعد لتلك القرية ومطلوب من احمد أن(ينطل) علي الطلمبة الحبشية حتي تتورم يداه ويكل كتفاه وفترة راحته هي نقل (جرادل) المياه إلى العجول الكبيرة والصغيرة ، اخذ يومه يفكر في هذه الفترة القاسية التي كان يكرهها وكان ما يهون عليه هو روح والدته القوية السريعة وهي تساعده في كل شئ وتشد من إزره وتقول له محركة مشاعره الطيبة فيه (دي روح هنتحاسب عليها لازم نزقيها) ولم تزل أصوات العجول كبيرها وصغيرها ذكورها واناثها تصرخ من العطش الكل يطلب أن يشرب قبل الاخر ولكن عند عودة أحمد دار في خلده أن يلعب كرة القدم التي كان يعشقها مع زملاءه من القرية اخذ الوقت ينسرق من حول أحمد دون شعور منه غابت الشمس وظهر الظلام كاشيا لكل شئ وهنا أحس بالخوف الشديد من والدته التي كان يهابها حتي لاخر لحظة في حياتها عندما كان ربا لأسرة حتي بعد وفاتها ، لم يمهل الليل احمد فرصة فما زال الليل ساريا في تلوين كل شئ بفرشاة تزداد غمقانا وسماكة شديدة في جلده الذي يكسو كل شئ هنا جري أحمد كانه يسمع صراخ امه وتهديداتها وتوعداتها حتي وصل لها ليقابلها خلف باب المنزل القديم الملون بطلاء حديث أغلق كل مصادر تنفس الباب الخشبي وعندما لامته كان جاريا نحو الطلمبه عارفا بمهمته لممارسة عمله المتاخر عليه وكانت لهفة والدته عليه بان تؤكد له ان يلبس حذائه فالعقارب تنتشر مع الظلام اجابها ولم يفعل وعندما بدأ يستريح من (النطل) أخذ (جردل ) المياه الصغير المملؤ بالمياه ليصبه امام العجل الصغير الذي كان ينتظره دائما كانهم اصدقاء ولكن أحمد عند مروره حافي القدمين دقت رجله على شئ اشبه بابرة رفيعة دخلت قدمه اليمني صمت جسده لبرهة واحس ان الابرة الرفيعة ليست كذلك فشئ يسير في ساقه لاعلى يجري بسرعة صانعا ما يشبه الألم الخافت يليه في وصلة متصلة ألم يزداد فما أن وصل بالماء لعجله الصغير الاسود حتي كان الألم قاتلا مميتا وأخذ يصرخ وهنا عرفت الأم أعراض لسعة العقرب وعندما أضاءت البطارية الجافة التي معها لتستدرك الأمر وجدت العقرب في مكانها بلونها الاصفر منبطحة باسترخاء شديد بعد ان وضعت ما تحمل من سموم في قدم أحمد وقتلتها الأم بسرعة واخذت ابنها وهنا صمتت كل العجول كانهم ادركوا ان امرا ما جلل قد حدث فلم يصيحوا عطشا ومع صرخات الام حضرتها جارتها العجوز الخبيرة بالحياة وهنا أكدت أن أحمد يجب عليه تناول فصوص من الثوم وقامت بربط ساقه من أعلى حتي لا يتسرب السم لباقي الجسد وكان الكل يتوسل حتي يذهبوا به باحمد للوحده الصحية ولكن لا توجد عربات مارة وهنا أحس أحمد أنه سيموت وخاف اكثر من اقتراب الموت مع كلمات من بجواره الذين يتزايدون مؤكدين ان السم يسبب الوفاة بعد ساعتين ما لم يحقن الملسوع واصبح قلب احمد كساعة تحسب الوقت حتي جاءت سيارة وذهب للمستشفي الأميري في المركز لأن الوحدة الصحية لا يوجد بها مصل العقرب وتم علاج أحمد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى