فن وثقافةلايف استيل

قهوة الفيشاوي.....بين الحاضر والماضي

كتبت مريان نعيم 

 في أحد الأزقة الضيقة المتاخمة لمسجد الإمام الحسين بمنطقة الأزهر ، بمنطقة خان الخليلي. بقلب القاهرة القديمة هناك تقع قهوة الفيشاوي…قهوة إقترن أسمها بأسماء عمالقة الآدب العربي، ومحبي الشعر، هناك تبارى الشعراء والادباء وجمال الدين الأفغاني،عمر مكرم، عبدالله النديم، عبد العزيز البشري، ومنها انطلقت المسودات الأولى لروايات الاديب المصري العالمي الحائز على جائزة نوبل في الآدب  نجيب محفوظ  حتى تم إطلاق اسمه على أحد أركان المقهى المصمم من الأرابيسك، وهو نفس الركن الذي كان يجلس به لكتابة أشهر رواياته حيث كان قد اختار قهوة«الفيشاوي»  ليكون مقهاه المفضل، يلتقي فيه أصدقاءه ومحبيه كذلك  زوار وشخصيات تاريخية أمثال نابليون وروميل وجان بول سارتر وسيمون دو بوفوار وعدد كبير من الأمراء العرب كذلك الإمبراطورة أوجيني لم يتوقف سحر هذه القهوة حتى الآن بل واضحت مقصد للجميع مصريين وأجانب بل ومقصد سياحي شهير يأتي له السائحين من جميع أنحاء العالم ….فماهي قصة هذا المقهى …..مقهى الفيشاوي

في البداية من هو الفيشاوي أو الحاج فهمي علي الفيشاوي

نشرت مجلة «بناء الوطن» عام 1964 في موضوع موسع عن الفتونة في مصر، إن أشهر فتوة في حي الحسين كان المعلم فهمي الفيشاوي، اللي بعد بعد معركة حامية الوطيس مع فتوة الحي السابق مهدي العجمي، بعدما انزل به الفيشاوي هزيمة نكراء وطرده خارج الحي، ولم يستقر له الحال في منطقة الحسين إلا بعد تأكده من أن مهدي العجمي سافر بلا رجعة لموطنه الأصلي بالإسكندرية، وارتقى الفيشاوي عرش الفتونة في حي الحسين.

بداية إنشاء المقهى

بدأ الفيشاوي الأمر ببوفيه صغير وفي سنة 1760 أهدته إحدى الأميرات مساحة من الأرض وتم الترخيص له عام 1798وكانت المقهى في بداية نشأتها تتكون من ثلاث غرف على مساحة 400 متر  لكل منها جمهورها الخاص

  • غرفة البسفور: وهي الغرفة مخصصة للملك فاروق وكبار الضيوف، غرفة  مبطنة بالخشب الأبنوس، أدواتها من الفضة والكريستال،.
  • أما الغرفة الثانية: هي غرفة «التحفة»، وهى مكسوة بالجلد الأخضر، وكانت مركزا لأهل الأدب والفن، ولطالما شهدت مناقشات فنية وجلسات الغناء والطرب.
  • أما الغرفة الثالثة فهي غرفة خاصة جدا وهي غرفة القافية: يوجد بها بعض الكنوز الأثرية، مثل مرآة تاريخية فريدة من نوعها وساعة حائط كبيرة، يرجع تاريخها إلى العصر التركي، وراديو أثري يقال إنه أول راديو عرض للبيع في مصر. تحوي الغرفة أيضاً نجفة ضخمة تعتلي الحجرة يرجع تاريخها إلى عام 1800م.
  • وهى تختص بالطبقة الشعبية التي كانت تشهد مسامرات أبناء الأحياء الشعبية.

وتميزت المقهى بتقديم مشروب الشاي، فبعد مائة عام من إنشاء المقهى أصبح مشروب الشاي من أشهر علاماتها، خاصة عندما انفردت بتقديم الشاي الأخضر.

في عام 1960 تعرض مقهى الفيشاوى لاستقطاع جزء كبير من مساحتها بسبب توسيع ميدان الحسين، فتقلصت مساحة المقهى الشهيرة.

عصر النهضة:

ويقصد به عصر النهضة بالنسبة للمقهى وكان ذلك في عهد “فهمي الفيشاوي” وفي عشرينيات القرن الماضي بلغت مساحته أكثر من تسعمائة متر كذلك فهمي الفيشاوي صاحبه سعي بجهده ليجعل لهذا المقهي أثر في القلوب كان الشكل العام للمقهي يتكون من ممر طويل مازال موجودا ولكن قديما كان له (ايوانات) أو غرف يمينا ويساراً تحمل اسم أديب أو فنان مشهور فمثلا على سبيل المثال ايوان نجيب محفوظ وإيوان أحمد رامي وهنا ايوان حافظ إبراهيم وهكذا

أما عن الأثاث فهو عبارة عن دكك خشبية يعود تاريخها إلي عام 1910 وقطع من الأرابيسك وترابيزات رخامية وصواني موغلة من النحاس علي القدم خاصة وأن  حفيد الحاج/ فهمي صاحب المقهى  ضياء الفيشاوي حرص على الحفاظ على النمط الشرقي في الأثاث والديكورات ومن بعده سار أولاده على ذات الطريق وأكساب المقهى طباع مميز عن بقية المقاهي فكان يرى في تزيين المقهى بالمرايا ناحية وظيفية غير الناحية الجمالية وهي أنها تسهل له رؤية كل أركان المقهى وهو جالس في مكانه المفضل بجوار باب المقهى من الداخل،.

تحف وأثار مقهى الفيشاوي

بالطبع مقهى يرجع تاريخه لما يقرب الثلاث قرون لابد وأنه يضم الكثير من التحف والإهداءات سواء من الأمراء والوزراء وعلى سبيل المثال التمساح الإفريقي الذي يجلب الحظ والذه أهداه رئيس وزراء السودان

“مقهي المرايا”

وهو الاسم الذي أطلقه الكتاب في المراجع الفرنسية بـ “مقهي المرايا” ويرجع تسميته بهذا الاسم لوجود الستائر الزجاجية من الأحجار الكريمة والمرجان التي تحجب لكنها تشف في آن واحد وهي مرايا بلجيكية استطاع  الحاج فهمي ووالده الحصول عليها  من القصور الملكية التي كانت تجدد مفروشاتها وأثاثها حيث يرجع تاريخها إلى عصر محمد علي

     

في النهاية ماهذا إلى جانب من  لا يسعنا إلا وأن نتسأل على سر هذا المكان الذي الذي استمر لمئات السنوات أم أن الأمر يدخل في إطار العادي فهذا ماعهدناه من مصر ومن كل مافيها، يحمل عبق التاريخ وإن كان أحدث قليلاً

المصدر 

البوابة الالكترونية محافظة القاهرة

ويكيبيديا

رصيف 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى