عبير حلمي

دكتورة عبير حلمي تكتب.. قصة إبحار (الجزء الثاني)

في يوم من الأيام استيقظت من النوم وكنت مجهدا جدًا كأنني لم أنم قط و وجدت رأسي بها صداع شديد، وفي تلك اللحظة فكرت لماذا ؟ وهل بالفعل كنتُ نائمًا؟

الإجابة الحقيقية نعم و لا ….كيف ذلك ؟ 

قررت الإبحار من جديد داخل نفسي لمعرفة ماذا حدث وماذا يحدث ؟

الحقيقة الجسد نائم والعقل لم ينم بعد…. فهو مستيقظ طوال الليل وبه أفكار كثيرة وبهذا الانشغال لم يغفُ لحظة وتدور الأفكار واحدة تلو الأخرى ، ولذلك أصبح العقل واعيًا ولم يهدأ ويرتاح البال وبذلك الصراع استيقظت أنا وكأنني لم أنم نهائيًا ،وهنا أشعر بذلك الإعياء ،و هنا صمت لحظه وحاولت إيقاف ذهني و شرود تلك الأفكار وما الحل إذن؟ 

أنا مجهد جدًا ويبدو عليا الإرهاق النفسي والبدني أيضًا ،

وسألت نفسي لماذا كل هذا الصراع الداخلى بين الأفكار ؟

وهو ما جعلني كأنني لم أنم مطلقًا……

لماذا لم أُصف ذهني قبل الخلود للنوم ؟

ولماذا لم أترك أموري على الله ؟ 

فهو وحده القادر على كل شيء ، وهو وحده العالم بما يناسبني وماهو صالح لي ،وهو وحده من أثق في اختياراته لي ،

وهنا توقفت لحظه مع نفسي وقلت وهل لو تركت الأمر في يد الله ، ونمت بلا تفكير وبلا هموم وبلا تفكير في مشاكل ومحاولة حل كل ذلك من وجه نظري بتعدد الاقتراحات والمفاضلة بينهم داخل نفسي طول الليل ونمت بالاتكال على الله ومحاولة عدم التفكير …..هل بالفعل سأنام في هدوء وهل ستحل المشاكل بهذه السهولة ؟ 

واستمر عقلي يفكر في ذلك وهنا وجدت نفسي في صراع جديد و عُدت للإبحار من جديد ….

حياة التسليم …..وكيف تكون ؟

حياة التسليم …..ولمن تكون؟

حياة التسليم …..توكل أم تواكل ؟

وبدأ عقلي وفكري وشرود ذهني 

يلعب دور خطير ……

أين أنا من حياة التسليم؟

وبما أني استيقظت من النوم وكأنني لم أنم بعد ؛

إذن فأنا لم أحيا بعد( حياة التسليم) ،

ومازلت أحيا بدون إتكال على من هو يقدر أن يقول كن فيكون ،

ولكن ” لحظة من فضلك “

هل هذا يسمى إتكال أم تواكل ….

حياه التسليم …هي حياة من الاتكال دون تواكل 

حياة التسليم …لله وحده دون غيره

حياة التسليم …مصاحبة للعمل والاجتهاد والمشاركة دون تواني أو استهتار . حياة التسليم بمعنى أفعل ما يجب أن يكون تمامًا بكل إخلاص وتفاني ولكن عند الخلود للنوم يهدأ القلب والفكر بفعل الاتكال فقط .أنام في هدوء وسلام وأُتمم حياة التسليم التام لله وحده . و أنتظر الغد لو منح لي من قبل الله لأُكمل مسيرة الحياة. فالحقيقة هناك العديد من البشر ينام ولا يقوم ويجب أن نعلم ذلك ، ولو وصلت لهذه المعادلة الصعبة بين أنني أعمل بالفعل اللي عليا طول النهار .وأنام مستسلم لمقدرات الحياة وأترك أموري في يد من هو خالقني وخالق كل الأكوان ،هنا فقط سأنام في هدوء وسلام . ويتوقف الصراع الداخلي من الأفكار ويهدأ كل الكيان وتتجدد فينا الطاقة ونستطيع القول نقدر بك ولك يا الله ،

“فالملك لك وحدك “ونحن نحيا بثقه فيك ،

وحياة التسليم بالمعنى السليم هعمل اللي عليا والباقي على الله ،

وبعد رحلة الإبحار وصراع الأفكار وهذا الجهد والإجهاد قررت حينما أَخلُد إلي النوم .أترك كل شيء في يده وأنام في هدوء فالأمر لله وحده القادر على كل شيء….

وإلى اللقاء في رحلة إبحار جديدة .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى