سناء العاجز

سناء العاجز تكتب..صرخة من رحم الصمت 

 

 

 عاشت “ليلي” حياة الفقر والذل، مع زوجة أبيها التى كانت تعاملها بقسوة بعد وفاة والدها …، صبرت علي هذه المعاملةوالحياة مرغمة ،فلا مكان ولا مأوي اخرغيره، …أكملت تعليمها الجامعي من معاش والدها الذى تتقاسمه مع زوجة أبيها وعملهافى الأون لاين الذى ساعد فى مشوارها الدراسي إلى أن تخرجت، … وحصلت على شهادتها الجامعية …وفى احدى الايام فجاءتها، زوجة أبيها واخرجت لها فستان من دولابها وحذاء وقالت لها البسي هذه بدلا من ملابسك البالية وحذائك الجرب هذا، ….سيأتي قريبي لزيارتنا اليوم ،واريد ان يكون مظهرك مقبول ..اتفهمين …هيا البسي وجهزى نفسك لاستقباله….. كانت “ليلى” تعرفه إنه رجل ثري فى الخمسين من عمره، متزوج من إمراتان ولم ينجب، يعيش في فيلا فاخرة، وكانت زوجة أبيها تترد عليهم… وتأخذها معها،… حضر الضيف قريب زوجة الاب… وأثناء الزيارة دار حديث بينهما حيث إقترحت عليه أن يتزوج ليلى إبنة الرابعة والعشرين لعلها تنجب له طفل ،… وبالفعل تزوجت…. “ليلي” من “عاصم” الرجل الثري، حتي تتخلص من حياة الفقر، ومن زوجة أبيها، وحياتها البائسة….

وإنتقلت ليلى لتعيش في الفيلا مع زوجاته،… خافت في بداية الأمر منهم، ولكن رأت أنهم يشفقون عليها

ويعاملونها كإبنتهم، مرت الشهور، وبدأ يعاملها بقسوة فقد ظهر علي حقيقته وكان يفترسها بوحشية كل ليلة غصباً عنها كان لايهمه غير اشباع رغباتة …..ولكن ..

أراد الله أن تحمل،… ويفرح الزوج،ويسعد بهذا الحدث الذى طال انتظارة… ولكن سرعان ماينقلب حال البيت بينه وبين وزوجاته الإثنتين فقد بدأت الغيرة منها وظهرت المعاملة السيئة فقد قاموا بمحاولات كثيرة كى يتم إجهاضها لينقلب الزوج من جديد الزوج من كثرة الحاح زوجاتة ان يفعل اى شيئ ورغم قساوتة الا انه ضعيف امام زوجاتة فبدأ يستمر فى طلباته بحقوقة الزوجية، رغم تعبها ومعاناتها ….

  كانت كثيرٱ تجلس وحيدة تبكي …وتحدث جنينها أحست أنه سيكون صبياً، رغم أن الطبيب احتار في السونار ولا يعلم أهو ذكر ام أنثى، اسمته أحمد قبل أن يرى النور وقالت له وهي تبكي

كم انا صابرة يا أحمد علي كل هذا الذل، من أجلك أنت

عانيت في بيت أبي وأعاني هنا، الحياة صعبة مع هؤلاء البشر، اتسمعنى .. ياليتني لم احمل، كنت تركت هذه الحياة ..ها أنا، أحس بك بحركاتك عندما يعاملوني بقسوة، …فأتحمل من أجلك، نعم من أجلك انت لكن أخشى عليك منهم

أحس بك تتحرك يمينا و يسارا في حالة غضب وحزن هاانا اسمعك تصرخ …وتتحدث مع من تنصت الأم وغمض عينيها وتسمع جنينها يقول 

 لقد اقترب موعد نزولي للحياة، لا أريدها

سأبقي هنا،… فيرد عليه الرحم قائلا

لقد انتهت مدة احتضانك ولابد من النزول للعالم الآخر هاأنا اسمع حوارهما معا ….وتبدأ الطلقات تقلبه يمينا و يسارا وهو يصرخ ..ويصرخ فى جوف

 الصمت الرهيب …. و”ليلي” بدأت تصرخ ولا احد يجيبها 

وهو يتشبث بالحبل السري لن أخرج سابقي هنا

لا أريد … لا أريد …وتتعالي الصرخات .. تشق جدار الصمت

ويتفجر الدم حوله،.. يحاول أن ينزع الحبل السري من بطنه حتي يموت، …لا أريد الحياة التي تعيشها أمي، ترى هل أحس بما تعانيه من حملي، ويستمر بالصراخ 

لن أكون سببا فى تعاستها بقية حياتها، وتحمل الألم من أجلي

أحست الأم بجنينها وبصرخاته 

فقالت له تعال يا حبيبي أنت ستكون سندي فى هذه الحياه عندما تأتي سيتغير كل شيئ

ستكون المدلل عند ابيك، وسيغير معاملته لي بسببك

ستكون نجاتي، في هذه الحياة، تعال يابني، تعال من أجل أمك.

يسمع الزوج صرخات “ليلى” ينقلها إلى المستشفى ويتصل بزوجة أبيها وزوجاته الاثنتين، يراقبونها من وراء الحاجز الزجاجي

تصرخ ليلى وتتالم يقول الزوج لزوجه الأب أخشى ان تموت فترد تموت المهم الجنين،

فيرد ياترى ولد ام بنت تقول له زوجه الأب ولد أن شاء الله يكون عزوتك فى الدنيا

تلتفت زوجاته لبعضهم البعض ويدعو في باطنهم أن تموت الأم والجنين، والزوج كأنه يعلم بما في نفوسهم فيصرخ فيهم أدعو الله أن ينجي إبني و” ليلي” لترعاه

إني أحبها يارب نجها لي، نجها لي، وأخذ يبكي ويرفع يده للسماء، في هذا الوقت تصرخ ليلي صرخة عالية، تشق جدار الصمت، ، وتدفعه خارج الرحم فيخرج إلي الحياة يصرخ، فيبكيان معا.، يخرج الطبيب يبلغ الأب بقدوم المولود الذكر … وسلامة الأم .. تنهار زوجة الأب التى كانت تتمنى الموت لها ….. وتنظر الزوجتان. لبعضها ثم للأرض من الصدمة…..وتمر السنين ويكبر أحمد ويكون السند الحقيقى لأمه ليلى وتبدأ حياة جديدة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى