فن وثقافة

سناء العاجز تكتب.. الطريق المهجور (قصة قصيرة)

الطريق المهجور

 

 

إستيقظت مبكراً، بعد عناء وقلق طوال الليل ،وسهري مع بنات عمي فنحن عائلة كبيرة نقطن فى نفس المنزل مع أعمامي وعماتي ، دخلت المطبخ لأعد طعام الفطور وعندما إنتهيت من تجهيزه ناديت على أبي وأمي وجلسنا على المائدة التي تشبه مائدة الإجتماعات و دار الحديث بيننا . قالت أمي” حنان” هل ستذهبي إلي فرح صديقتك

قلت لها لا أعلم يا أمي أتمني ولكن!

لكن ماذا يا حبيبتي!

سأخبرك يا أمي لاحقاً

قالت إن شاء الله ياحبيبتى عقبالك شباب العيلة هيتجنن عليكي قلت لها وانا ابتسم خجلا. هم أخواتي 

 إنتهينا من طعام الفطور 

دخلت حجرتي لأري ماذا أرتدي في حفل الزفاف لو قررت الذهاب وخصوصا وهو مقام فى أحد الفنادق الفخمة ولا اريد ان تضيع فرصة كهذه وخصوصا انها صديقتى لذلك لابد أن ارتدى فستان ذو قيمه ورائع يليق بالمكان 

 فتحت دولاب الملابس وأخذت أقلب فستان

وراء الآخر، جميعا إرتديتهم من قبل،

هذا البنفسجي فى خطوبة “منى” من شهر، وهذا الفستان الأخضر فى عيد ميلاد “نها”

وهذا الفستان القرمزي فى زفاف مديحة

حتى هذا الأسود فى زفاف إبنة عمي كان مع عقد اللؤلؤ الأبيض رائعين متجانسين حتي يومها الكل أعجب بهما

وما العمل الآن؟ وماذا أرتدي! ناديت على أمي وأخبرتها بقرارى الذهاب للفرح ولكنى فى حيرة ماذا ارتدى لعلها تجد لي حل وأن هذا هو السبب فى ترددى ان لا أذهب الي الفرح فقالت إنتظرى دقائق وسأعود مرة أخري .

 دخلت أمي حجرتي لكن هذة المرة تحمل شيئا رائعا يتلألأ

نظرت فى ذهول ياللروعة ما هذا يا أمي قالت إرتدي

وسوف نري ونظرت فى المرآة لأري ملكة ترتدي ثوبها، ياللروعة يا أمي، ياللجمال الله عليكي حبيبتي 

ضحكت أمى .وأخبرتني أنها كانت تعده سرا ليوم عيد ميلادي أو خطوبتي أيهما أقرب 

 حمدت الله كثيرا على إخراجي من هذا المأزق والفضل لأمي فخلعته عني وعلقته على الشماعة 

عندما جاء المساء جهزت نفسي من ميك أب وإكسسوار ونظمت شعري وإرتديت الفستان وتزبنت وتعطرت 

خرجت من غرفتي ..وتسمرت في مكاني ياللهول 

رأيت إبن عمي يتنظرني لإيصالي للفندق الذي يبعد ساعة عن المنزل وكان أبي قد اتصل به منذ الصباح دون علمى وعندما شاهدتني أمي بكامل زينتي

ضحكت وأخذتني فى حضنها وقالت عقبال فرحك يا حبيبتى وستكونين أجمل عروسة، ويكون إلي في بالي، خرجنا وركبنا السيارة وانطلقت بنا

الطريق هادئ ونسمع موسيقي والصمت يلفنا

نظر إلي طويلا وإبتسم و نظر مرة أخري وانا خجلة

أول مرة اكون معه وحدي إنه إبن عمي المقرب إلي قلبي، الحنون ثوان من الصمت، يده لمست يدي 

وقال لي أراك اليوم أجمل عروس، وانا بجوارك 

لابد ان أعترف لكى أنا أحبك منذ طفولتك أخاف عليكٍ من الهواء اغار عليكِ من النسيم الذي يلامس خديك

لحظة صمت وأنا اتامله ويدق قلبي من الفرحه أخيرا اعترف لي

تساقطت دمعه من عيني و إبتسمت تأخرت جدا

 سهرت ايام طويلة أنتظر منك أى كلمه ، فاخذ يدى وقبلها فدق قلبي وجرت الدماء في عروقي حبا وشوقا

فجأة رأينا شيئا أمامنا فوقف بالسيارة ونزل ولكن لم يري شيء كل شيء طبيعي ركب سيارته وإنطلق

فظهر له مرة اخرى ولكن هذة المرة الصورة وضحت انها شابه عروس تجرى أمامه صرخت توقف

توقف لنري ماذا بها ولماذا تجري أمامنا بهذة السرعه

توقفنا ونزلنا من السيارة ولم نجد شيئا إختفت

تملكني الخوف والرعب من المكان والإضاءة خافتة جدا

ولا صوت ولا سيارة فى الطريق وإكتشفنا أننا انحرفنا عن الطريق الأساسي لطريق مهجور

وفجاه سمعنا أصوات غير مفهومه كالهمسات وضحكات وأنين أصوات كثيرة أرعبتني وتذكرت حكايات وحوادث قديمة حدثت فى ذلك الطريق من قبل فارتعدت أوصالي وأمسكت إبن عمى بشدة وكدت أن أفقد الوعي 

فشد على يدى أن نركب السيارة سريعاً 

ورجعنا إلى الطريق مرة أخرى وأنا فى رعب وهو يهدئ من روعتي ويمسك يدي لا تخافي يا حبيبتى أنا معك الى ان وصلنا حفل الزفاف وألتقطت أنفاسي وقال إنسي كل ماحدث وتمتعي بالحفل ووقف بالخارج ينتظرني وإندمجت أنا فى الفرح مع أصدقائي والعروس

وإلتقطنا الصور ورقصنا ونسيت ما حدث ثم دق جرس الهاتف إنه أبي يذكرني بأن الوقت تأخر فنظرت الى ساعتي انها الثانية بعد منتصف الليل

وكيف ابن عمي لم يتصل بي للآن 

إتصلت عليه ليستعد بالسيارة للرجوع لم يرد

ودعت صديقاتي وقبلت العروس وخرجت أمام الفندق أبحث عنه

فلم أجده يا ربي اين ذهب وكيف سأعود الى المنزل فى مثل ذلك الوقت هل ذهب لذلك المكان المخيف

هل تعرض لأذي يا إلهي كيف يتركتي لابد أنه فى مأذق ما، فانه لا يتخلي عني أبدا فرجعت إلى الداخل وإتصلت بوالدى وأخبرته ماحدث لنا على الطريق فهدي من روعتي

وقال إنتظرى سأرسل لكي سيارة خاصة تأتي بكي الي المنزل ولا تخافي أنا أعرفهم جيدا وضحك 

خلال خمس دقائق اتصل ابي ان أذهب إلى خارج الفندق وستجدي السيارة، قلت له مالونها، قال هو فى إنتظارك علي الباب ويعرفك جيدا، هيا أخرجي فورا، وفجأة وجدت إبن عمى أمامي فتحت ذراعيا واتجهت نحوه فى فرح معاتبه لانه لم يرد على اتصالى لكنه أستقبلنى بفرحة دون ان يكترث لعتابى له وكانت البدايه

في الصباح جلست مع أبي ورويت له ماحدث فى الطريق وانحرافنا إلى الطريق الزراعي المهجور

والأصوات التي سمعناها ولن انساها أبدا تتردد فى أذني فقال هذة قصة كبيرة يا ابنتي والحمد لله علي سلامتكم هذا البيت كانت تسكن به أسرة كبيرة

تزرع مساحه كبيرة ملكا لهم ويوم فرح ابنهم

 ماتو جميعا دب حريق هائل لم ينج احدا منه وهذه العروس خرجت وهى تشتعل بها النار

تجري ولكن ماتت فى المستشفي

وكان هذا طريق خاص بهم نهايته بيتهم المهجور

قال أبي المهم أخبرني عمك ليلاً عن موضوع وأن آخذ رأيك به فأبتسمت، حينها هز رأسه مبتسما وقال علي بركة الله 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى