آراء حرةسمير المصري

سمير المصري يكتب.. اتق الله واصبر إنما الصبر عند الصدمة الأولى

هناك مواقف في الحياة لا يمكننا تغييرها ببساطة. عندما تواجه موقفاً لديك خياران … اما التكيف معه والمضي قدماً في طريقك ، أو البقاء في حالة ركود

كأنْ يبدو البحر عاصفاً، عاليَ الموج، ومتى أبحر الإنسان إلى أعماقه، بلغ الصفاء الذهني. اختلاف الحياة بين المدن والجبال، جعل المشروع مُلحّاً: «أردتُ مكاناً يستمد من المدينة تدفّق الأفكار، ومن الجبل القدرة الفريدة على فلترتها. المكان عامل أساسي في عملية الإبداع».

تكاد الحياة أن تشبه كوباً من الماء يطفح بالترسبات؛ وحل ورمل وحجارة… الحركة الدائمة تُصعّب ركود هذه العناصر الشاقة، ولمجرّد أن تستريح، يتّسم المشهد بالوضوح. يتحدّث كيوان عن الامتلاء: «كأنْ لا يبقى مكان في الداخل بعدما يطفح الكيل.

الأشياء يمكن أن تتغير وستتغير ….

الظروف الصعبة اختبار شاق يمر به المرء ، تظهر فيه صفاته الحقيقية ، وخفاياه الدفينة ، كما تظهر فيه قدراته الكامنة وإمكاناته المخفية.

تاكد ان المرء في مواجهة الظروف الصعبة يحتاج قلبا مطمئنا ، وعقلا ناضجا ، ونفسا هادئة سوية .

نعم …. دائما يختلف الاشخاص امام ظروفهم الصعبة بحسب قلوبهم …. هل هي قريبة من الله سبحانه او بعيدة ؟

وعقولهم ، هل هي ناضجة أو هامشية ؟

ونفوسهم هل هي هادئة سوية أم أنها نافرة مضطربة ؟

أن الشخص الذي يعود إلى ربه في أزماته ويتوكل عليه سبحانه وتعالي في حلها , ويرجوه ويلح في دعائه أن يفرجها عنه …. واثقا في ذلك ، وموقنا به ، ومسَلما أمره له سبحانه فهو الأجدر أن تحل مشكلاته وينجو من أزماته.

أن الإنسان الذي يلتفت إلى الماديات بعيدا عن ربه سبحانه , ويظن أن الحياة المادية تكفيه في حل مشكلاته ومواجهة ظروفه الصعبة … فهو شخص مغرور ما يلبث أن يفجع في نفسه وفي دنياه …

قال سبحانه : ” مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ ما يغيظ ,, ”

فهو راض بقضاء ربه سبحانه , صابر صبرا جميلا , أما القلب المكدوس في الدنيا وزخرفها فهو يعتصر ألما عند المشكلات ويحترق غيظا إذا ماأصابته مصيبة فيما يراه من مكتسباته مما أنفق فيه زهرة حياته , فهو مصدوم مشلول الحركة تجاه مصائبه وأزماته , أو أنه متخبط متردد ثائر تائه !

 

 

الرؤية الصائبة للازمة عامل مهم ومؤثر في حلها أو مواجهتها , وصواب الرؤية تؤدي إلى صواب الحل ، فكثير من الناس يصاب بتشويش الرؤية فلا يرى الأمور على حقائقها , اللهم أرني الحق حقا وارزقني اتباعه وارني الباطل باطلا وارزقني اجتنباه

الجانب المهم في المواقف الصعبة هو أن نواجه مشكلاتنا ولا نهرب منها , وأن نواجهها ، ان نضعها على طاولة التفكير والنظر والبحث لدراستها دراسة جيدة

الأشخاص الذين يهربون من مواجهة مشكلاتهم تظل مشكلاتهم وأزماتهم بغير حل أو انقضاء , بل إن بعضهم يظل قيد مشكلته حتى بعدما تنقضي المشكلة .

وقد يلحق البعض أذى مرضي سواء أكان نفسيا أو عضويا بسبب عدم مواجهة مشكلته ، أو الإبتعاد والانزواء عنها أو الخوف من مواجهتها .

فتجد كثيرا من أمراض الاكتئاب وكثرة النوم والانطواء سببه ضغط الأزمات وعدم الرغبة في مواجهتها.

الخلاصة

بدلا من تضييع وقتك وجهدك تأسفا على ما حدث لك , وسقوطك في التيه النفسي تقليبا في أحداث مااصابك , فأولى لك أن تتفكر في أسباب ما حصل لك , فإن كان أمرا قدريا ليس لك فيه دور فعليك بقبوله والصبر عليه , وسؤال الله التثبيت لنفسك و فإنما هو ابتلاء يبتلي الله سبحانه به عباده و وعليك أن تدرب نفسك على تقبله.

وإن كانت أزمة ذات جذور فتفكر في اسبابها , فالتفكير في الاسباب جزء من التفكير في الحل , والموفق من وفقه الله الى مسببات الأشياء فتوكل على الله في الأخذ بأسبابها .

ومن الحكمة في مواجهة الأزمات ان تضع لها حلولا مختلفة , وألا تقتصر على حل واحد , بل إن بدائل الحلول هي كلمة السر في حل الأزمات , وكلما كان البديل واقعيا وقريبا من الإمكانات والقدرات كلما كان أقرب للتطبيق . ويجب ان تعلم نفسك أنك إذا اخترت حلا بديلا وبدات فيه فإياك أن تتردد , بل سر فيه مادمت قد اتخذت خطواتك سليمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى