آراء حرةسمير المصري

د.سمير المصري يكتب.. القوة أسلوب حياة

القوة أسلوب حياة

 

 

 هل تجد نفسك أحيانًا تنجذب لأحدهم فقط لأنه يتمتّع بشخصية قوية ؟ 

هل تعلم انك لست الوحيد في ذلك ؟  

 إن الأمر طبيعي تمامًا ، نظرا لأن هؤلاء الأشخاص يبدون وكأنهم يشعون ثقة ، ويفرضون احترامهم ، بل ويحفّزونك لتقليدهم والاقتداء بهم .

 إنهم قادرون على إيجاد الحلول , وآليات التكيّف التي لا تتضمّن الاعتماد على الغير .

 انهم يستمتعون عادة بوقتهم مع أنفسهم ، كما أنّهم يدافعون على الدوام عن الحقيقة دون أن يخشوا لومة لائم ، هم يعشقون الحقيقة… ثم لماذا يكذبون .. ؟ 

 

 لنتعرّف أكثر على الشخصية القويّة ، سماتها ، طريقة تمييزها وكيفية اكتساب هذه السمات لتصبح أنت أيضًا ذا شخصية قوية ، حلل شخصيتك ، تعرف على سماتك الشخصية ونقاط قوتك ، وأهم التخصصات التي تناسبك من خلال اختبار تحليل الشخصية ، تقدم الاختبار الآن لتعرف من هي الشخصية القوية؟ 

 

قليلون هم أولئك الذين يدركون أنّ مفهوم الشخصيّة القوية يتمحور أساسا حول التحفز الذاتي ، وعدم الحاجة إلى تأكيد أو موافقة من الآخرين للقيام بالأمور . 

 

يتميّز أصحاب الشخصية القوية عن غيرهم لأنّهم يتحمّلون مسؤولية أفعالهم كاملة ، ولا يحتاجون إلى اهتمام ومتابعة دائمة طوال الوقت .

 ليس هذا وحسب ، فهم مستمعون جيّدون أيضًا ، على الرغم من أن ذلك لا يبدو عليهم في بعض الأحيان . 

فماذا يعني أن تكون صاحب شخصية قوية ؟ 

 

يمتلك أصحاب الشخصية القوية تصميمًا وعزيمة كبيرتين ، فهم يملكون استعدادًا للقيام بما يشاؤون حتى وإن نصحهم الغير بعكس ذلك و هذا الأمر يجعل الكثير يخلط بين الشخصية القويّة وبين العناد . 

 

في الوقت الذي يتميّز فيه أصحاب الشخصيات العنيدة بالغرور، وبأنهم غير قابلين لتقبّل معلومات جديدة، فإنّ ذوي الشخصيّة القوية معتمدون على أنفسهم وحسب … وبالكاد ينتظرون موافقة أو إذنًا من الآخرين .

 بمعنى آخر، تدفع الشخصيّة القوية صاحبها للتصرّف وفق رغباته الخاصّة ، الأمر الذي يجعله أكثر استقلالية ، لكن ذلك لا يعني بأيّ حال من الأحوال أنّه مغرور أو عنيد أو يصعب تدريبه وتمرينه والتقرّب منه . 

على العكس من ذلك، نجد أنّ الأشخاص أصحاب الشخصيّة القويّة يتحمّلون مسؤولية المواقف التي تواجههم ، الأمر الذي يجعل منهم مصدر إلهام للغير وهم يرحّبون دومًا بالتغيير وبتعلّم أمور جديدة .

 

  في الوقت الذي يعتقد فيه الغالبية أنّ أصحاب الشخصية القويّة يولدون بهذه السمات، نجد أنّ الحقيقة غير ذلك، فالكثير من السمات التي تتصف بها الشخصيّة القويّة وتتميّز بها، هي سمات مكتسبة بالإمكان تعلّمها بالممارسة والتدريب. بعيدًا عن كونهم مفكّرين وفاعلين مستقلّين، 

 

يتميّز أصحاب الشخصية القويّة بالعديد من السمات الإيجابية الأخرى، والتي من بينها القدرة على الرفض وقول “لا” ، فأصحاب الشخصية القوية لا يبحثون أبدًا عن توكيدات من الغير ، هم واثقون من أنفسهم ومتأكّدون للغاية من قدراتهم لدرجة أنّهم لا يتنازلون ولا يوافقون على شيء لا يؤمنون به إيمانًا تامًّا.

 

 لا يواجه هؤلاء الأشخاص أيّ مشكلة في قول “لا”. ولن تجدي عبارات الإقناع ومحاولاتك لتغيير رأيهم نفعًا، لأنّهم ما داموا مؤمنين بشيء ما، فسيبقون على إيمانهم هذا، ولن يزحزحه أيّ شيء. وكما أنهم قادرون على قول “لا” حينما يتطلّب الأمر ذلك، فهم لا يجدون مشكلة إطلاقًا حينما يُقال لهم “لا” أيضًا. 

 

 

      الخلاصة 

 

 استمع للآخرين أكثر ، قاطع أقلّ ولكن تذكّر أن تعبّر عن رأيك دومًا باحترام وبمهنية. ركّز على أن تكون منفّذًا بدلاً من أن تكون متحدّثًا: لا تتحدّث عن مخططاتك وإنما ابدأ بتنفيذها في الحال. كما أنّك تحبّ التقدير والعرفان بجهودك، قدّر جهود الآخرين واعترف بها أيضًا. تجنّب البحث عن التوكيد والموافقة من الآخرين. افعل ما يمليه عليك قلبك وعقلك ما دام هذا الأمر لا يضرّ الآخرين ولا يسبّب لهم الأذى. لا تبقى أسيرًا لأفكارك وحدك، أتِح المجال للآخرين لمشاركتك أيضًا. كن ملهمًا للآخرين من حولك من خلال ما تفعله وتقوم به، وليس بالتظاهر والتفاخر. وهكذا نجدُ أنّ الشخصية القوية ليست سمة جينية يولد بها الشخص، وإنّما هي صفات مكتسبة يمكنك التدرّب والتمرّن عليها لتجعل نفسك أكثر ثقة وقوّة . 

 

هناك علامات تشير إلى أنك تملك شخصية قوية تميزك عن الآخرين ، فلا يحتاج صاحب الشخصية القوية إلى تأكيد الآخرين لصحة قراراته .

 

القوة لا تأتي من القدرة البدنية، وإنما من العزيمة التي لا تقهر . “ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب”.

 

فغالبا ما ترتبط قوتك بالظروف المادية، لكن عليك أن تعلم أن طبيعة القوة الأساسية هي تلك المتعلقة بالشخصية. وينطبق هذا الأمر على الوضعية الذهنية والشخصية عند مواجهة مواقف صعبة أو معقدة. ويتجلى ذلك خصوصا باتخاذ قرار مدروس، والثقة العالية بالنفس، والعلاقات الشخصية المختلفة.

 

 الأنواع الحيوانية لها قدرات معرفية محدودة تؤدي إلى اتباعها أنماط حياة خطية إلى حد ما، لكن تعقيد الكائن البشري يجعله مخلوقا فريدا وقادرا على مواجهة عقبات الحياة عبر التحلي بالحكمة والتفكير.

 

تتوفر هذه السمات الشخصية لدى بعض الأشخاص لأنهم يمتلكون شخصية قوية، مما يسمح لهم بالمضي قدما بثقة ليكونوا قادرين على اتخاذ أفضل القرارات.

 

صاحب الشخصية القوية يعترف بأخطائه ويعتذر عنها .

فلا تختبئ خلف الأعذار ، فإذا كانت لديك شخصية قوية، فعلى الأرجح أنك لا تقبل الأعذار والمبررات ولا تحاول استخدامها لحماية نفسك، فأنت تتحمل مسؤولية أفعالك بشكل تام، حتى لو ارتكبت أخطاء أو فشلت في مواقف معينة. ومنذ سن مبكرة، تعلمت أن تكون ناضجا بما يكفي للاعتراف بأخطائك وطلب الاعتذار إذا لزم الأمر.

 

لا يحتاج تأكيدا لصحة قراراتك لاتخاذ القرارات أو التفضيل بين الخيارات، لا يحتاج صاحب الشخصية القوية إلى تأكيد الآخرين لصحتها أو مصادقتهم عليها، 

فهو واثق بنفسه ويعرف جيدا ما يريده في الحياة. وإذا وجدت أنك تتحلى بهذه السمة الشخصية، فقد يخشى أصدقاؤك وجودك، إذ يصعب عليهم تقبل استقلاليتك، لأنك لا تحتاج إلى مساعدتهم طوال الوقت، فأنت تثق بحدسك.

 

هناك فرق بين السماع والإصغاء يدركه صاحب الشخصية القوية جيدا، ويعلم ضرورة الإصغاء للآخرين حتى يتمكن من تقديم إجابات تتناسب مع احتياجاتهم. ويهتم هذا النوع من الأشخاص بالتفاصيل التي تبدو تافهة، ويريد مساعدة الشخص الذي يطلب مساندته ودعمه.

 

‪صاحب الشخصية القوية يدرك أهمية اختياراته وكيفية إرسال رسالته إلى متلقي

 

إذا كانت لديك شخصية قوية ، فيُحتمل أنك ستحتفظ بأسرارك لنفسك ولا تبوح بها حتى لأقرب أصدقائك. كما تجيد الفصل بين العمل والحياة الشخصية، ولا تشارك سوى المعلومات الهامة مع الأشخاص الأكثر أهمية من حولك. وفي بعض الحالات، قد تكون مثيرا للفضول وغامضا.

 

انت لا تحتاج أن تكون محور الاهتمام فغالبا ما يحتاج بعض الأشخاص للتحول إلى مركز الاهتمام واكتساب شعبية، لكن لا ينطبق هذا الأمر على شخصيتك القوية،

 إذ لديك ما يكفي من الثقة بالنفس، ولا تنتظر أن تكون محط أنظار المحيطين بك.

 

تاكد انه لايمكن للشخص الذي يتحدث كثيرا ضمان إصغاء الآخر إليه بعناية، ويدرك صاحب الشخصية القوية أهمية اختيار الكلمات لإيصال رسالته إلى متلقيه، ولا يتحدث إلا بعد أن تتبادر فكرة مميزة إلى ذهنه. 

 

      غدا صباح مصري جديد ،،،،، 

                                         

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى