آراء حرة

دكتور محمد علي الطوبجي يكتب..ملامح المشهد ما بعد الحرب على غزة (١)

بداية فإن ما دفعني لأن اقول ما سوف أقوله تباعا، هو توقعي بأننا سوف نشهد في مرحلة ما بعد الحرب على غزة، موجة جارفة وغير مسبوقة من التطرف والعنف والارهاب بمختلف صوره ومظاهره وأشكاله ، وهي الموجة التي لن تقتصر تداعياتها واخطارها المدمرة على الاراضي الفلسطينية المحتلة وحدها ، وإنما سوف يتسع مداها ويمتدإلى الشرق الاوسط كله. إن لم يكن إلى العالم برمته…وقد لا نبالغ اذا شبهنا ما يمكن أن يحدث في المرحلة القادمة من تطور مسارات الأحداث المتوقعة بأعصار تسونامي الجامح وهو الاعصار الذي سوف يدفع العالم كله ثمنا باهظا له من امنه واستقراره ومن سلامة شعوبه ومجتمعاته.. فالارهاب اعمي وسوف يضرب حيث يجد فرصته وطريقه إلى هدفه. ومن رصدنا لجذور التطرف والارهاب في بعض مناطق الصراع الرئيسية في العالم ، نجد أنها كانت دائما تنبثق من صراعات تبدو في بدايتها سياسية صرفة ولا علاقة لها بالدين. ،ثم يبدأ التشابك بين البعدين السياسي والديني يشق طريقه إليها لتصبح صراعات مركبة ومعقدة لتداخل الاسباب والعوامل المؤثرة فيها والمحركة لها.، حتي ليتعذر تماما الفصل بين ما هو ديني وما هو سياسي منها عند البحث عن حلول وتسويات لها. وهذا هو ما يزيد تلك الصراعات المختلطة الاسباب تمددا واشتعالا ويجعل. من الصعب اخمادها. ومن ابرزها على المسرح الدولي الصراع الهندي الباكستاني حول اقليم كشمير .أو بعبارة اخري ، فإن العنف والتطرف الذي يبدو في ظاهره دينيا، يتولد من رحم الصراعات السياسية التي تحاول الاطراف القوية فيها تدمير الاطراف الضعيفة وحرمانها من حقها في الحياة. وتسد في َوجهها كل ابواب الامل، وعند هذه النقطة القاتلة من الشعور بالياس والاحباط والظلم تتفجر طاقات العنف المضاد، وتكبر وتتضخم بسرعة ككرة الثلج لتجرف في طريقها الكثير.. وهذا هو ما ينذر به التطور الاخير في مجريات الصراع الفلسطيني الاسرائيلي.بعد أن وصل إلى اخطر محطاته وَمنعطفاته في تاريخه بحرب الابادة الجماعية والتطهير العرقي والتهجير القسري الذي تحاول به اسرائيل محو هوية الشعب الفلسطيني وانكار حقه في تقرير مصيره وفي ان تكون له دولته المستقلة وفي التعايش الي جانبها في سلام في اطار من علاقات حسن الجوار والاحترام المتبادل… وهو ما تعارضه اسرائيل وترفضه وتحارب من أجل احباطه وافشاله واغلاق ملفه الي الابد بالقوة المفرطة التي تتمادي في استخدامها والتي بلغت ذروتها في حربها الاخيرة علي غزة …وهو ما سوف نعود اليه لاحقا في. محاولة منا لوضع الكثير من النقاط على الحروف..ولنري ما اذا كان هناك اساس كاف من المصداقية.ومن الشواهد الواقعية لما نتوقعه مستقبلا..أم أن هذه المخاوف تنطوي على مبالغة ؟ 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى