آراء حرة

دكتور محمد علي الطوبجي يكتب..أسأل نفسي

أسال نفسي : هل لم تكن كل هذه المياه السياسية الراكدة في لبنان ، من شغور رئاسي وفراغ سلطة تنفيذية ، لتتحرك وتدب فيها الحياة إلا بعد زيارة وزير خارجية إيران الاخيرة الي لبنان ، والتي التقي فيها من التقي من المسئولين والسياسيين اللبنانيين ، وفي طليعتهم بطبيعة الحال الثنائي الشيعي، رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري ، وزعيم حزب الله حسن نصر الله … وكان المسئول الايراني الكبير جاء الي لبنان وهو يمسك في يده بورقة الحل لأزمة لبنان السياسية المزمنة التي استعصت على الحل.. 

اعلن الرجل في بيروت أنه ليس ثمة ما يمنع انتخاب رئيس جديد للدولة اللبنانية ، وأن كان يعتبر ذلك شانا داخليا يخص اللبنانيين وحدهم ، وقال غير ذلك ما قاله عن استعداد ايران لدعم لبنان اقتصاديا وتزويده بحاجته من الكهرباء ،إلى آخر ما حاول ان يجامل به اللبنانيين… هذا ما قاله بغض النظر عن دوافع هذه الزيارة واهدافها وتوقيتها وبرنامجها ، الخ.   

وعلى الفور تحرك نبيه بري بمبادرة من جانبه يدعو فيها إلى حوار سياسي يمتد لسبعة أيام لا اكثر ، تشارك فيه كل الفصائل والقوي السياسية والحزبية اللبنانية من اجل التوافق على اختيار رئيس جديد للبنان.. وبدا وكان فكرة هذا الحوار السياسي اللبناني الجامع كانت غائبة عن باله طيلة الشهور الماضية.. والأكثر هو تصريحه بأن لبنان يمر حاليا باخطر ظرف سياسي في تاريخه، وأن اللحظة الراهنة هي لحظة حاسمة ولا تحتمل ان يبقي لبنان بلا رئيس له، . وكأنه وهو رئيس برلمان تم انتخابه في ظروف سياسية واقتصادية صعبة للغاية ويعرف ما الذي كان مطلوبا منه ان يفعله منذ اللحظة الاولي لتسلمه رئاسة هذا البرلمان قبل أكثر من عام ، أقول كان نبيه بري قد اكتشف هذا للتو وهو من عقد اكثر من اثنتي عشرة جلسة متعاقبة وفشلت كلها في حسم ملف الرئاسة وكان النواب يبطلون اصواتهم فيها بالتصويت للأوراق البيضاء في سابقة تصويتية مزرية لم نسمع بها في أي برلمان مسئول في العالم في ظروف ازمة سياسية قومية خانقة ، كنا أمام هزل في موقف الجد ، وهو اقل ما يقال في وصف ما حدث وانتهي الي بقاء المنصب الرئاسي شاغرا حتى أشعار آخر ،وقد قبل رئيس البرلمان اللبناني باستمرار هذه المهزلة السياسية ، ولم ينهيها او يلفت نظر نوابه إلى خطورة سلوكهم التصويتي الهزلي على استقرار لبنان السياسي والاقتصادي ، ولم يدعو إلى حوار سياسي وطني شامل كهذا الذي يدعو إليه اليوم ويلح في طلبه…ولو لم يات وزير الخارجية الإيراني اخيرا إلى لبنان لما تحرك نبيه بري او حسن نصر الله بالشكل الذي نراه.وبهذه الطاقة من الحماس والاهتمام.. كل ما استطيع أن أقوله هو أن القادة والزعماء السياسيين في لبنان لا يتحركون من انفسهم ، وإنما يتحركون فقط عندما يأذن لهم بذلك من يمسكون بكافة خيوط الموقف خارج لبنان.. والدور الآن هو دور إيران… ولعلها تنجح في ما فشل فيه الآخرون…

 

دكتور/محمد علي الطوبجي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى