آراء حرة

دكتور محمد صالح الإمام يكتب.. الصديق للصديق سند وقت الضيق ” مفاهيم غائبة”

 

 

   الصداقة من الصدق، صدق النصيحة والأخوة، فالصداقة صور متطابقة وليست متماثلة ففي التماثل يتم إنتاج أشكالاً غير متطابقة✓ فالصداقة صور غير متكافئة لأنها علاقة اجتماعية وثيقة تميزها التأثيرات المتبادلة في السلوك والمشاعر والمعتقدات ، و تشمل العلاقات الوثيقة أشكالاً مختلفة من النشاطات والاهتمامات المتبادلة حيث يميل الأصدقاء إلى مناقشة موضوعات مختلفة، كما يشتركون في أشكال متنوعة من النشاطات والاهتمامات هدفها الاستمتاع بصحبة الصديق و هي من الأمور المهمة التي تجلب السعادة والمشاعر الإيجابية وفي إطار التحول الرقمي وانتشار الشبكة العنكبوتية ووصول عدد غير محدود من الناس للاستخدام اليومي، فقد فسح المجال أمام كل اللاممكنات أن تتحقق، فانتشار التفاهة يدخل الآن في استراتيجيات التحول المجتمعي الذي يسير نحو مزيد من الانحلال بسبب تراكمات سلبية دينيا وتربويا واخلاقيا ..لذا فالاختيار ينبغي أن يكون للاخيار وهي أهم خطوة على الإطلاق، حيث المشورة والفكر المُتبادلان ضروريان، والمقصود هنا أن يساعد كل طرف الآخر ويقدم له الدعم وقت الحاجة، و حسب الطاقة التي تستهلكها الالتزامات الأخرى و الصداقة الحقيقية تظهر وقت الأزمات؛ إذ لا يقدم المساعدة في هذه المواقف سوى الأصدقاء الحقيقيين . لذا وجب دقة الاختيار من خلال منظورين مختلفين أولهما : يجب اختيار الأصدقاء بعناية كبيرة؛ حيث يحل الأصدقاء في كثير من الأحيان محل أفراد الأسرة والعائلة، وفي كثير من الحالات يأخذون أدوار الأطباء النفسيين والمرشدين الدينين . ثانيهما: يجب أن نكون على دراية كاملة بتكوينه الاجتماعي وتطوره الحياتي بحيث أن لا تقع مشكلة في الاختيار الخاطئ للصديق…. وتحقيق المقولة الشهيرة الطيور علي أشكالها تقع وحول هذا الطرح نري الواقع كما يقول الطعاني ..عفواً لقد نفد رصيدكم!!زمان كنت استغرب من انتهاء بعض العلاقات التي ظلت مستمرة ١٥ سنة او اكثر أو أقل، لماذا العلاقات تنتهي بعد هذه المده الطويله . كاصدقاء العمر والطفولة والدراسة والعمل، رأينا بعضها ينتهي الى غير رجعة وكأنها لم تكن!!لحد ما فهمت أن هناك في كل العلاقات شيء اسمه (رصيد) ..علاقتنا بالناس مرهونة برصيد يتجدد باستمرار حسب معزّتنا للشخص من خلال تعامله معنا. فكلما كان التعامل بحب وتقدير كلما زاد الرصيد ..وكلما كان التعامل فيه تهاونًا وتكبّرا كلما قلّ الرصيد ..ومع احساس البعض اننا نحبهم ولا نستغني عنهم فانهم يتمادون في التصرفات المسيئة وعدم التقدير ولا يراعون العشرة، ولا يعرفون أنهم بهذه الاساليب يسحبون من رصيد العشم والمحبة والمودة عندنا ويعتقدون أن رصيد المحبة والتسامح الذي لدينا لا ينضب ويمتد الى ما لا نهاية..وعندما يصل الرصيد صفر نكون قد فقدنا قدرتنا على التحمل وبعدها يأتي قرار قطع العلاقة ونتخذه بكل ثقة وإصرار من غير رجعة .. ولنعلم أن الصديق للصديق سند ودعم وتعزيز وقت الضيق…. ما أجمل أن نحافظ على علاقاتنا مع الناس الذين يسامحوننا ونسامحهم.. ومع الناس الذين يحفظون الود ..فالمدة الزمنية للصداقة أو طول العلاقة ليس سببًا كافيًا لاستمراريتها !!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى