إبداعات أدبية

دكتور محمد توفيق ممدوح الرفاعي يكتب.. الحروف النازفة

 

أأنتظر شروق الفجر الموعود

المسجون في زنزانة الظلمة السوداء

بعد أن طال الانتظار

أم ارحل مع كلماتي المقهورة

بصمت الجفاء

تترنح قصائدي وكأنها تلفظ آخر أنفاسها

وهي تنزف مدادها على جدران الليل الحالك

فسالت حمم من جراح تئن بصمت

كأنها تجلد بالسياط

تواكب ليلا تساقطت أنجمه

ليلتهمها واد سحيق بلا أبعاد

هجر القمر مداره

ولبس الشفق لون الحداد

تهالكت الأشجار المتكسرة

سقطت عن عروشها

عارية باردة

كنساء الحانات الرخيصة

لملمت تناثر حروف قصائدي الجريحة

حملت حقيبتي ورحلت

سرت في عتمة الضياع

كغريب بلا ملامح

أتسكع في الأزقة والحارات المظلمة

ابحث عن ضوء مصباح

علني استطيع تضميد جراح قصائدي النازفة

وأجد راحة لحروف تعبت من الانتظار

علني أعيد جمع أوراقها المتساقطة

ساقني قدري دون أدري

في عالمه المجهول

ليرميني في ساحات المدينة المترفة

كرسام صعلوك

يعرض لوحاته على الجدران

ليرضي ترف الأثرياء

أو كعازف يستجدي المارة

على أنغام قيثارة حزينة

نثرت حروفي على الأشجار العارية

أعدتها إلى أغصانها المتهدلة

من رطوبة الليل البهيم

كي تورق من جديد

تنتظرك على الجوى

بعد أن يتبدد الظلام

عندما تأتين مع الفجر

ترسلين أشعة النور من عيون الشمس

تنظرين إلي وتبتسمين

حينها أنسى آلامي

وتلتئم جراح قصائدي

عندما ترتسم على شفتيك حروفها

ترتمي كالطفل بين أحضانك

ويعود القمر إلى مداره من جديد

يتصدر السماء

ينير حلكة الكون

ينتظر شروق الشمس ليستريح

وتنشر الدفء في قلوب العاشقين

وهي ترسل رسل الضياء

حينها تنتهي مأساة حروفي

وتصدح قصائدي بلحن اللقاء

كقبلة عاشق تطبعها على الشفاه

د. محمد توفيق ممدوح الرفاعي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى