سمير المصري

دكتور سمير المصري يكتب..قدر و لطف

 

وتشاء انت من البشائر قطرة ، ويشاء ربك أن يغيثك بالمطر ،  وتشاء انت من الأماني نجمة ، ويشاء ربك أن يناولك القمر ، وتظل تسعي جاهدا في همة ، والله يعطي من يشاء أذا شكر ،  والله يمنع أن أراد بحكمة، 

 أرضي بما حكم الله ، ارضي بقدره ، يالله اللهم انك تعلم مافي القلبوب وهو بين يديك ، اللهم يسر لنا أمورنا واحلل عقدة من لساننا يفقه قولنا ،  يارب العالمين اللهم سامحنا يارحمن ، يارحيم قدر لنا السهل اليسير والطف بنا عند المصيبة …  يقول الناس “قَدَّر وَلَطَف” ، ويقولون أيضاً “يعطى البرد على قدر الغطاء” كلامهم فيه حِكَم لأنه مستنبط من كلام المشايخ ، فلقد علم العلماء الناس فلا تظنوا أن قَدَرَه فيه بلاء محض ، أو انتقام محض لك ، وإنما قد يبتليك بالبلاء كي تراجع نفسك. قد يبتليك الله سبحانه وتعالى بالبلاء كي يعْلِىَ من درجتك عنده، وقد يبتليك بالبلية كي يصد عنك بلية أشد منها، ومن الممكن أن يبتليك بالبلاء فيكون سبب سعادتك في الدنيا والآخرة، ومن الممكن أن يبتليك بالبلاء فيتنزلُ عليكَ من رحماته سبحانه وتعالى ما يُلْقِى القَبُولَ عليك،قال الله تعالى {وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي}. لقد كان فرعون ينظر إلى موسى عليه السلام ويحبه رغم أنه يعلم أن على يديه هلاكَه ومماته ، احذر من أن تظن أن القدر قد خلا من اللطف، بل قل الحمد لله .. قدر ولطف، فإنه أهل لكل الثناء سبحانه وتعالى، لأنه لا يكونُ منه إلا الخير، ومن لا يعرف ذلك ليس لديه فهم ، وليس عنده فكر صحيح.هذا اللطف نعيشه في كل يوم ونراه في لحظات حياتنا، ونقول فيما نقول -وكأننا نفسر هذا اللفظ الجليل قَدَّر ولطف، وهذا اللطف فيه رحمة، وفيه شفقة، وفيه رفق، والله سبحانه وتعالى يُقدِّر على الإنسان أقدارًا، وتحدث هذه الأقدار كما أراد الله؛ لكن لطفه يدخل فيها ويحول بين نهايتها، فاذا قَدَّر الله علينا الفشل، أو قَدَّر الله علينا الحادثة، أو قَدَّر الله علينا المرض، أو قَدَّر الله علينا تضييق الرزق؛ فإنه يُقَدِّر ذلك، فإذا ما وقع هذا في الكون، وقع مع شيء من اللطف، الذي يحمينا من آثاره المدمرة.قد يحدث الحادث؛ وإذ بالإنسان يقوم منه معافى سليما، ونقول وقتها : قَدَّر ولطف، يحدث المرض، ثم يأتي من بعده الشفاء، فنقول قَدَّر ولطف، ويحدث التضييق في الأرزاق، و تحدث مع هذا البركة، ويكفي القليل عن الكثير، فنقول قَدَّر ولطف،

 ان اسم الله تعالى اللطيف من الأسماء التي جرت كثيرًا على ألسنة أهل الله ، فيذكرون ربهم يا لطيف، يا لطيف، يا لطيف ، أنهم يستغيثون به أنك يا ربنا، إذا قَدَّرت علينا شيئًا، وما دمت قد قدرته فلابد أنه حادث ، ربنا الطف بنا فيما جرت به المقادير.

الخلاصة 

 “اللهم الطف بنا، فيما جرت به المقادير”، ان اسم الله تعالى اللطيف يُشْعِرنا بحقيقة العلاقة بين العبد وربه ؛ العبد يعترف بعظمة مولاه، وبقدرته، وبتقديره، وبقضائه وقدره، علينا أن نرضى عن هذا القضاء والقدر، 

لا نتدخل في ملك الله، ولا نعترض عليه؛ لكن نرجو رحمته، ويرغب فيما عند الله من الخير، ويعلم أن الله سبحانه وتعالى أرحم به من نفسه، نطلب من الله سبحانه وتعالى جريان اللطف فيما قَدَّر يا خفيَّ الألطاف، نَجِّنَا مِمَّا نخاف، 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى