إبداعات أدبية

دكتور خيري السلكاوي يكتب..زند البندقية

بحر الرمل

 

حَـطَّـمَ الـطُّـوفانُ أغْــلالَ الـصَّـبِيَّةْ

و نَـجـا نُــوحٌ بِـهـا مِــنْ سُـوُءِ نِـيَّةْ

..

قَبْلَ وَأْدٍ في ثَرَى التَّطْبِيِعِ أضْحَى

فُـحْـشُهُ مَـسْعًى لِـحُرَّاسِ الـقضِيَّةْ

..

كــيـف بـالـتطبيع تـحـدونا مـرايـا

زائـفـات الـوجـه نـحـو الـعـنصرية

..

إن وعـــــد الله حـــــق لا ســــلام

مــن بـنـي صـهيون رمـز الـبربرية

..

يـقتلون الطفل في المشفى جهارا

فــي صـبـاح أو بـظـهر أو عـشـية

..

و نـسـاء مـرضـعات صـرن مـرمى

لــصــواريــخ غــبــيــات ذكـــيـــة

..

و شـيوخا في المساجد لم يراعوا

أن قـتـل الـشـيخ دأب الـعصبجية

..

بَــلِّـغِ الـقَـسَّـامَ يـــا طُــوفـانُ أنَّـــا

قــد وعَـيْـنا درسَ صَــولاتٍ قَـويَّةْ

..

أشـرقتْ شـمسٌ بـفيضِ الـعِزِّ فِينا

و ارْتـقَـى الـطُوفانُ زِنـدَ الـبُنْدقيَّةْ

..

أيـقظتْ مـن نـامَ يَـسْتجديهِ حُـلْمٌ

فـيه تُـردِي الـقدسَ غُـرْبٌ يَـعربِيَّةْ

..

يا فؤادي ليت شعري كيف نسعى

نحو هام المجد مسلوبي الهويَّةْ ؟

..

هـل تـوارتْ في بزوغِ الفجرِ وهنًا

مـــنْ مـآقـيـنا أمـانـينا الـنـديَّةْ ..؟

..

و شــــروقٌ لـصـبـاحٍ قـــدْ حَـلُـمْـنا

أن يـضئَ الـكونَ منْ عينٍ أبيَّةْ..؟

..

كـلُّ مـا فـي الـكونِ مـنْ كَـرِّ و فَـرٍّ

لا يــسـاوي دَمــعـةً مـــن مـقـلتيهْ

..

خـضَّـبـتـهـا آهُ أوجـــــاعٍ تَــعـالـتْ

لـمْ تُـطِقْ إهـدارَ صرْخاتِ الضحِيَّةْ

..

قــبـلـة أولـــى و مــسـرى تــتـلالا

فـيـهـما روح الـحـبـيب الـكـوثرية

..

دنـسـوهـم و تـمـادوا فــي بـغـاهم

واسـتباحوا هـناك جـدران عـصية

..

أيُّ عيشٍ في رحابِ الصمت نحيا

هـل لـرغد الـصمت فـينا مـرجعيَّةْ

..

كــم صـمـتنا فـتـوارت مـن حـمانا

فـي ديـاجي الصمت دور قرطبية

..

و انـتـفـضنا فـنـفـضنا الـشـرَّ عـنـا

يـــوم حـطـيـنٍ و تـشـريـنِ مَـعـيَّةْ

..

قُـمْ و حَـرِّرْ هـامةَ الأقْـصَى و أذِّنْ

تـقـطـعِ الأيـــدي الـلـئامَ الـمُـفتَريَّةْ

..

و امـــلأ الأقــلام أرواح الـضـحايا

ســوف تـرقـى لـلحياة الـسرمدية

….

بقلمي :

د. خيري السلكاوي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى