إبداعات أدبية

دكتور خيري السلكاوي يكتب..أوزان و أشجان

 

يَبُثُّ الـعـطْرَ فـي لُـغَتِي الـنَّبِيُّ

بِــــآيـــاتٍ سَـــنــاهــا سَـــرْمَـــدِيُّ

..

عَـلـيْـكَ و آلِ بَـيْـتِكَ يــا شَـفـيعِي

صَـــــلاةُ اللهِ و الــسِّــلـمُ الــعَــلِـيُّ

..

حَـــبـــاكَ بــنُــورهـا رَبٌّ عَــظــيـمٌ

و لــيْـسَ لــنـا سِـــواكَ بِـهـا حَــرِيُّ

..

بـغـارِ حِــراءَ فــي رَوْضِ الـتّـجَلّي

سَــمــا حَــــرْفٌ بَــثَـغْـرِكَ يَـعْـرُبِـيُّ

..

يَـطِـيـبُ لــنـا بِـــهِ جـَـرسٌ رقـيـقٌ

بـــــــلا وزنٍ يُــجَــمّـلُـه الــــــرَّوِيُّ

..

فَـنَـرفـعهُ عَــلـى الأسْـحـارِ فَـجْـراً

لــيُــشـرِقَ بَــعْــدَهُ صُــبْــحٌ نَــــدِيُّ

..

و يُــثْـمِـرُ فــــي مَـعِـيَّـتِـنا عُـلُـومًـا

يـتـيـه بــهـا قَـــريـــبٌ أو قَـــصِــيُّ

..

يُـجـيبُ بــه سُـؤالَ الـعِشْقِ طُـولاً

و عَـــرْضــاً طُـــرْفَــةٌ والـبُـحْـتُـرِيُّ

..

أَحَــقـًـا يَــــزْرَعُ الأشْــعــارَ وَحْـــيٌ

و يَــحْـصُـدُهـا فُــــؤادٌ عَــبْـقَـرِيُّ؟

..

أَم الــشُّـعَـراءُ يَـغْـشـاهُـمْ جُــنــونٌ

فَـيـأتـيـهـمْ شَـريـفُـهُـمُ الــرَّضِــيُّ!!

..

يـُبـعـثرُ فـــي جَـوارحِـهـمْ لُـحُـونـاً

و يَــعْــزفـهـا خَــيــالُـهُـمُ الـــــثَّريُّ

..

خَــيــالُ الـعـاشِـقين بِـــلا حُـــدُودٍ

و لَـــيْــسَ لِـعِـشْـقِـهمْ لُــغَــةٌ و زِيُّ

..

أَصُـولُ أَجُـولُ فِـي مِضْمارِ شِعْرِي

طَــلِــيـقـًا لا يُــقــيّـدُنِـي وَصِـــــيُّ

..

و فــي ألَــقِ الـهَـوىَ إيـناقُ لَـحْنِي

و شَـــــدْوي قـــاهِــرِيٌّ مــوصِـلِـيُّ

..

و زِرْيـــابٌ تَـمَـوْسَقَ فِـيـهِ عُــودِي

و غَـــشَّــاهُ الــهَــوَى الإسْــكَـنْـدَريُّ

..

فَـأبْدعَ فـي أقـاصِي الـغَرْبِ حَتى

رَسَـــى فِــيـهِ الـجَـمـالُ الـقُـرْطُبِيُّ

..

بُــــذورُ الــحُـبِّ يَـنْـثـرُها فـــؤادي

و يَــحُـصُـدُهـا فَــقِــيـرٌ أو غَــنِــيُّ

..

يَبوحُ على ضِفافِ العشق حَرْفِي

صَــفِـيـرًا لَـــمْ يَـقُـلْـهُ الأصْـمَـعِـيُّ

..

و تُـفْـتَـتَـنُ الـجَـمـيلاتُ الــعَـذارَى

بِــحَــرْفٍ صــاغَــهُ صَــــبٌّ وفِـــيُّ

..

و يُـطْـربُهنَّ سـحـرًا حـيـنَ يـشـدُو

بِـحَـضْـرَتِـهِـنَّ لَــحْــنِـي الـبُـلْـبُـلِـيُّ

..

و أوْزانِــــي تُــطَــوِّعُ كُــــلَّ لَــفْـظٍ

فــــلا يَــبْـقَـىَ بِـألْـفـاظِي عَــصِـيُّ

..

و لا فَـــرْقٌ إذا مـــا حَـــلَّ عِــنْـدِي

مِــــن الألْــفــاظِ لَــفْــظٌ أعْـجَـمـيّ

..

“فَـبـاريـسٌ” مُـفـاعـلْتنْ “و رُومــا”

فَـــعُــولُــنْ فَــاتــيـكـانٌ بـــابَـــويُّ

..

“و قُــرْطُـبـةٌ” مُـفـاعَـلَتن و فِـيـهـا

مَـــآثِـــرُنــا نُــــــــواحٌ مَــــرْمَـــريُّ

..

و فِـي بَحْرِي الهِناتُ مِن المَعاصِي

و مِــيــزانِـى لَـــهــا دَوْمـــًـا أَبِــــيُّ

..

و تَــفْـعِـيـلاتُـهُ أرْكــــــانُ ُصَـــــرْحٍ

بَــنــاهُ لــنــا الـخَـلـيـلُ الأحْــمَــديُّ

..

يُــرَجِّــحُ كَــفّــةَ الــشُّـعَـراءِ فِــيــهِ

و يَــحْـفَـظُـهُ فُـــؤادُهُــم الــنَّــقِـيُّ

..

و لــمْ يَـدْخُـلْ بُـحُـورِى أيُّ عــاصٍ

مَــداخِــلُــهـا يُــراقِــبُــهـا تَــــقِـــيُّ

..

و أخْــشَــى أنْ يُـغـافِـلَـنا بِــزَيْــفٍ

و يَــدْلِــفَـهُ لـــنــا بـــــابٌ خَـــفِــيُّ

..

فَـيَـمْكُرُ فــي سَـنـا تَـحْديثِ شِـعْرٍ

يُــرائــيــنـا بِـــطــاعــاتٍ شـــقـــيُّ

..

فَـفِـي ثَــوْبِ الـحَداثَةِ كَـمْ يُـمارِي

و يَــخْــدَعُ بـاسْـمِـها قَــلَـمٌ دَعِـــيُّ

..

و فِــي زَمَــنٍ تَـسُـودُ بــهِ الـغَوانِي

و فـــى قُــبْـحٍ يُــبـاعُ بِـــهِ الـمَـنِيُّ

..

يُـــمــاري بِــالأمـانَـةِ كُــــلُّ لِــــصٍٓ

و يُـخْـفَـى بِـالـلِـحَى ظُــلْـمٌ عَـتِـيُّ

..

و يُـسْـتَـرُ بـالـنِّـقابِ شَـنـيـعُ فِـعْـلٍ

و بـاسْـم الـحُـبِّ يَـلْـتَحِفُ الـغَـوِيُّ

..

و مَــــنْ يَــدْعُــو لِـحُـرّيـةٍ سَـفِـيـهٌ

يُــكَـبَّـلُ فِــــي مُـعَـسْـكَرِه صَــبِـىُّ

..

و يَـرْتَـعُ فــي بَـلاطِ الـحُكْمِ واشٍ

و وَجـــــهٌ مُــسْـتَـسـاغٌ بَــرْمَــكـيُّ

..

و مَــــنْ بِـعُـيـونِـنا كَــغُـرابِ بَــيْـنٍ

بِــأعْــيُـنِـهـمْ فَـــقِــيــهٌ أحْــنَــفِــيُّ

..

و يـغـشـانا “غَــبـاءٌ” مِـــنْ فَـعُـولُنْ

“و شــانِـئـنـا” مُـفـاعَـلـتُـنْ ذَكِــــيُّ

..

فــهَـلْ بَــعْـد الـتّـشَرْذُمِ و الـتّـرَدِّي

و بَــعْــدَ الــقَـتْـلِ بُــرْهــانٌ جَــلِـيُّ

..

و هَـــلْ يُـنـجي بـبَـحْرٍ ذِى عُـبـابٍ

سَــفــائــنــَنــا شِٓراعٌ مُـــنْـــطَـــوِيُّ

..

أبَــعْــدَ مُــحـمَّـدٍ مــــازالَ يُــدْعَـى

إمـــــــامٌ يَــعْــرُبِــيُّ و فـــارسِـــيُّ

..

و أَوْسِـــىٌّ يَــظُـنُ الــدّيـنَ حِــكْـرًا

عَــلـيْـهِ فــــلا يَــــؤمُ الــخَـزْرَجِـيُّ

..

و شِــيــعِــيٌّ و ســـنـــيٌّ بِــحُــمْـقٍ

نَـــمــا بِــهــمـا خَــبــالٌ عَـنْـجَـهِـيُّ

..

و يُـضْـرَمُ فـيـهِمُ مِــنْ كُــلِّ حَـدْبٍ

شِــقـاقٌ فـــي الـشَّـرائـعِ جـاهِـلِـىُّ

..

فَــهـلْ يَــرْضَـى الـنَّـبِـيُّ الـهـاشِمِيُّ

بِـمـا فَـعـلُوا و هَــلْ يَـرْضَـى عَـلِـيُّ

..

سَـئـمْـنا شِــرْعَـةَ الـواشـيـنَ فِـيـنـا

فَــهــلْ لــلـصِّـدْقِ بُــنْـيـانٌ قَــــوِيُّ

..

لـيُـنْـطِقَ صَــمْـتَ أوْتـــارِي رَبــيـعٌ

رَقِـــيــقٌ مُــزْهِــرٌ نَــضِــرٌ مُــضــيُّ

..

إلَــهــي إنْ أنــــا قَــصّــرْتُ يَــوْمـاً

بِــدَعْــواتِـي فــأنْــتَ لــنــا وَلِــــيُّ

..

و تَــبــًا لــلأُلــى عــاثُــوا فَــســادًا

و لَــــمْ يَــأمَــنْ غـوايَـتَـهُـم نَــبِــيُّ

 

بقلمي 

د.خيري السلكاوي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى