قيمة العملة يتم تحديدها بناء على عرض العملة والطلب عليها واسعار الفائدة التى يحددها البنك المركزى للبنوك المحليه لتعطيها كعائد للمحتفظين بها وعلى اساس معدل نمو الاقتصاد المحلى الذى يناسب كم المخطط للطباعة منها ولا شك ان الاحتياطات تمثل امانا لمحتفظى تلك العملة فالاحتياطيات كلما ارتفعت كلما تعطى امانا لحائزيها
ولاشك ان الاستقرار السياسى هو المرآه للاستقرار الاقتصادى فعندما تزداد الانتاجية ويزداد التصدير تصبح العملة اكثر قوة فقيمتها تعكس قيمة الناتج المحلى ويزداد الطلب على العملة من الدول الاخرى لرغبتهم فى استيراد احتياجاتهم منا مما يزيد من قيمة العملة المحلية امام العملات الاخرى
بيد اطأن ارتفاع قيمة العملة له اثار سلبية :
حيث تنخفض الاستثمارات الاجنبية لتفضيل اصحابها استثماراتهم فى دول عملاتها قيمتها اقل ليضاعفوا حجم استثماراتهم ويعتمدون هنا على تقييم مؤسسات التقييم الدولية ( فيتش .. موديز .. الخ ) لتحديد العائد المتوقع على الاستثمار حسب مستقبل وقدرة هذا الاقتصاد على تحقيق رغباتهم واحتمالات رجوع اموالهم الى الدول الوافدة منها مرة اخرى بنفس عملتها بعد تحقيق الأرباح.
وتنخفض طبعا السياحه والتصدير ويتحول طلب المستوردين والسياح الى دول تدفع عملتها للانخفاض رغبة فى زيادة قيمة المقابل لعملاتهم محليا وزيادة كم الاستثمارات ومضاعفتها علاوة على انخفاض المدفوع من المرتبات والمصروفات نظرا لانخفاض قيمة العملة المحلية مما يشكل ارباحا افضل وجاذبية لكل مستثمر اجنبى وهو ما سيعود بالخير على الاقتصاد المحلى
وعندما نعلم ان نحو 60% من احتياطيات البنك المركزي العالمي و40% من الديون و90% من التداولات الأجنبية و 80% من التجارة العالمية مقومة بالدولار الأمريكي يعطيك الصورة العامة للطلب على عملة الدولار الذى يعطى له قيمة فى التداول مع انه للاسف ورق بلا قيمة وليس له الا ما تبقى من سمعته التى بدأ تلاشيها منذ عام ٢٠٠٨ .
وبالنسبة الى التعويم فانه لا يمكن ايقاف حدوثه ولا التحكم فيه مهما حاولنا وانما لابد من اظهار حقيقه قيمة العملة دون تجميل .. اى محاولة لاظهار العملة المحلية بصورة اكبر من قيمتها يوقف السوق
ليه ؟
التعاملات بين الناس تتم بالسعر الاعلى لانهم يحققون منها منفعه اكبر ولا يمكن السيطرة على تلك المعاملات التى تتم فى الخفاء مهما كانت قوة الدولة ويخرج السوق المصرفى من محط انظار البائعين فلا يوجد لديه حصيله للبيع .. وهنا لا يمكن توفير العملة الصعبه لطالبيها ولا يمكن بالمنطق ارغام البائعين للبيع بالسعر الاقل للبنوك لانهم سيمتنعون عن التنفيذ ويكون السوق بلا بائعين مما يزيد من حجم الازمة
ينخفض مع ذلك القوى الشرائية للعملة المحليه نظرا للمضاربة وتحقيق السماسرة فى السوق السوداء عملات كبيره يتحملها محدودى الدخل فى النهاية ( تحمل التكاليف مع الارباح المتوقعه للمنتجين على المنتج النهائى )
تتوقف البضائع فى الموانى لعدم القدرة على سداد اثمانها للمصدرين فى الخارج وهو ما يرفع اسعار المنتجات المستوردة محليا لحين الافراج عنها ومنها الغذاء و الصناعة والدواء كأولويات قصوى
التعويم مهما تم تأجيله الا انه قدر لا يوقفه الا تحول المجتمع من مجتمع مستهلك ينتظر الى مجتمع منتج مبادر.
مثال عملى : ايقاف تعويم العملة كمن لديه انسداد فى ماسورة الصرف الصحى لبيته ويرتفع مستوى الصرف فى الدور الارضى فيقوم باقامة جدران عالية بالاسمنت حول مصدره ولكن للاسف يتم نفاذ الصرف الصحى تحت بيته ويشكل خطرا على الاساسات واساسات جيرانه والحل ليس فى اخفاء الصرف عن الظهور انما ازالة المانع واعادة الصرف الى مساره الصحيح الطبيعى.
