آراء حرة

دكتور تامر ممتاز يكتب.. ارتفاع الأسعار وخناقة الساحل الشمالى ( التفسير الإقتصادى ) 

 

نشأت مشادة بين الناس فى المطاعم لوجود اختلاف في الأسعار عن المستوى العام لها ولاشك ان هذا يتكرر كل يوم في ظل تفاوت الايجارات والمرتبات واختلاف التكاليف الانتاجية علاوة على دفع النور والمياه والضرائب والغاز علاوة على الأزمة الاقتصادية الحالية والتي اثرت على قيمة الجنيه المصري فلم يعد هناك استقرار في اسعار المواد الخام ومدخلات العمليات الانتاجية فمن يبيع شيئا لا يعلم ان كان العائد من هذا البيع سيستطيع الشراء لدورة انتاجية اخرى

١- فقد يشتري والامور تمشى تمام

٢- وقد لا يستطيع شراء مدخلات الانتاج مرة أخرى نظرا لاحتمال ارتفاع اسعارها وهنا خسر التاجر تجارته وخرج من السوق بلا رجعه وتضاعفت الاسعار لترك المجال لإحتكار بعض المغامرين .

خطأ : يقارن الناس بين اسعار المنتجات والمستوى العام للأسعار ناسين تكلفة وجود هذا المنتج او السلعة او الخدمة في هذا المكان فمن :

١- يسكن في بيته ويفتح محلا لا يدفع له ايجارا ويعمل بنفسه ويوفر تكاليف كثيره

٢- ومن يفتتح محلا في الساحل الشمالي ويدفع مرتبات العاملين وتكاليف النقل علاوة على الايجار المرتفع

٣- ومن يدخل في مزاد لاستئجار محل فى مطار القاهرة ليبيع نفس المنتج للمسافرين سيزداد فيه التكلفة. فاختلاف التكاليف لا شك أنها سيتم تحميلها في النهاية على سعر البيع للمنتج وان بالمنطق لا يمكن مساواة اسعار البيع لكل هذه الاحتمالات في هذه المحلات المختلفة

وللأسف قرأت خبر

هاجمت ” احدى الفنانات “عدد من المطاعم والمحال التجارية بالساحل الشمالي خلال تواجدها هناك وذلك بسبب الأسعار المبالغ فيها واصفة الأمر بـ “الاستغلال والسرقة” معلقة “أنتوا حرفياً بتسرقوا الناس وبتستغلوهم عشان يومين تلاتة جايين ينبسطوا فيهم ليه أجيب ازازة ماية من على البحر بـ 200 جنيه ليه حضرتك ماية من الجنة”.

إذا ارغمنا التجار فى كل انحاء مصر أنن يبيعوا بسعر واحد لن نجد منتجات ولا خدمات إلا فى مكان التصنيع أو مراكز الجملة وستصبح هذه المناطق يستحيل العيش بها فكل منطقة لها تكاليف وجود مشروعاتها حسب اهميتها وقدر الطلب عليها وأن التسليم بتساوى أسعار البيع هو غير منطقى ويدفع لإرتكاب جرائم يعتبرون فيها ان التاجر جشع !

 إذا ارتفع سعر منتج عليك أن تبادر بإنتاجه بنفسك والإطلاع على حقيقة التكاليف حينئذ ستعلم تماما ان السوق مفتوح لأي منتج ينافس فأهلا بك وسهلا وانه ليس هناك احتكار لأحد ويمكنك تحقيق ارباح كثيره بيد أنه أنت تفضل أنت تكون دائما – مستهلكا – لا أنت تكون – منتجا.

وفي الحالات التي لن يتمكن فيها المنتج من البيع أما لتصفية أعماله أو قيامه بشراء منتجات عالية الثمن لم يجد لها سوقا وقارب تاريخ صلاحيتها على الانتهاء فان هذا المحل مصيره إلى الاغلاق وهنا سيجد زوار هذا المكان ندرة في كل شيء وأن عليهم ان يحملوا بأنفسهم احتياجاتهم من اماكن الإنتاج إلى اماكن الاستهلاك وهو ما يمثل مشقة كبيرة وتكلفة  أكبر من ان يقدرون عليها .. وستصبح الحياه مستحيلة .

ومما سبق نستنتج ان اختلاف أسعار المنتجات والسلع والخدمات لم يكن سببه الاساسي جشع التجار كما يفترض البعض للأسف وإنما يخضع لتركيبة معقدة من جهد انساني وتكاليف مدفوعة ومغامرة تمثل استثمارات أصحابها المبادرين الذين يريدون عائدا علي اموالهم والا لم يكن هناك مشروعات ولن يجد المواطن متطلباته واحتياجاته وستصبح الأماكن غير مأهولة بالسكان .. يعنى ستصبح مهجورة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى