آراء حرة

دكتور تامر ممتاز يكتب.. أثر الأزمة الاقتصادية على مستوى جودة السلع والخدمات

ينشر موقع هارموني نيوز، مقالا جديدا لـ دكتور تامر ممتاز، بعنوان الأزمة الاقتصادية على مستوى جودة السلع والخدمات، وإلى نص المقال:

منذ ظهور الأزمة قام المنتجون والمستهلكون بتخفيض الإنفاق بعدما نصح به البعض مما أبطأ من دائرة الإنتاج المتعاقبة وخرج بعض المنتجون بعد عدم تحقيقهم الأرباح المتوقعة ما استتبع وجوب البحث عن سبل تخفيض التكاليف .. لماذا ؟
لانخفاض أسعار البيع والذي كان سببه في الأساس انخفاض مستويات الدخول

بصورة أوضح عندما ينخفض دخل المستهلك لا يستطيع مجاراة الأسعار ومع ركود السلع (أسعار السلع اكبر من مستويات الدخول) يحاول المنتجون ان يقدموا سلع وخدمات متواضعة السعر تكون قابله للبيع هذا فى حدود دخل المستهلك

وبالطبع فإن معايير الجودة ستنخفض وبالطبع المنتج ليس بيده الا أن يستجيب لمحددات السوق والا استمرت البضاعة على الأرف ولن تجد تصريفا لها.

ماذا يمكننا أن نفعله لتحسين تلك الجودة ؟
بالنظر إلى انخفاض الدخول (أساس تحفيز المنتجين لخلق الإنتاجية لإشباع الرغبات ) علينا أولا أن نبدأ بخلق الإنتاجية في نفس المجال المستهدف ذو الجودة المنخفضة

فزيادة الإنتاجية لإشباع الطلب المتوقع كفيل بخلق الدخل ( العوائد على أصحاب عناصر الإنتاج) والذي يعطى صاحبه القدرة على الاستهلاك

هذا ما يدفع إلى خلق الوفرة على قدر الإنتاجية بما يسمح للمنتجين أن يقدموا عروضا ( استهداف شرائح تسويقيه )تناسب مستويات الدخول
وبالتالي يصبح لدينا عده مستويات من الجودة وهو الوضع الطبيعي في السوق المتوازن

ولكى نصل الى التوازن المرغوب لا مفر من إنتاجية كافيه لقدر الاستهلاك وكل السبل التي لا تستهدف الإنتاجية هى طرق لا تحقق نتيجة وتستهلك الوقت والجهد

مستويات الجودة طبعاً تؤثر على مستويات المعيشة بالسلب أو الايجاب فما يمكن استهلاكه فى شهر بمستوى جودة منخفض مثلاً يمكن استهلاكه في سنة لمستوى جودة مرتفع

معنى ذلك انه في حال الجودة المنخفضة فإن احتمال إعادة للشراء سيكون بعد مرور شهر وعلى الجهة الأخرى سيعاود المستهلك الشراء للمنتج بعد مرور عام

وبالنظر إلى هذه المقارنة نجد أن التكلفة المدفوعة في الشراء وإعادة الشراء لنفس المنتج خلال عام بالتأكيد أكبر من تكلفة إنتاج المنتج بالجودة العالية ومع افتراض ثبات التكلفة المتغيرة – هذا لغرض التوضيح – فان نصيب الوحدة من التكلفة الثابتة فى الحالة الأولى يتحملها المستهلك ١٢ مرة وفى الحالة الثانية يتحملها مرة واحدة في السنه فقط )

ولكن هذا هو رد فعل السوق مستوعبا الانخفاض الحادث في الدخول ومتفاعلاً معه مما يسبب ضغوطا تضخمية على المستهلك كرد فعل يزيد من رفع الأسعار بما لا يتناسب مع مستوى الجودة المتواضع .. النتيجة زيادة الركود
الإنتاجية هى الكفيلة بخلق مستويات جوده تناسب الاذواق وتلبى الرغبات وترفع مستويات المعيشة .. الإنتاجية الكافية للاستهلاك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى