فن وثقافة

جمال عتو يكتب..آوى إلى صخرة النهر وردد

 

 

الصيادون القدامى يلقون الشباك على طرفي النهر .

لا تقولي شيئا الآن ، أنا في حضرة الكتابة .

سأكتب عن السكك المهجورة الباردة وهدوء العاصفة .

وعند سبات البحر العميق ، وعن برودة الكف عند الوداع الأخير .

وعن العبرات العصية على الانفلات وعن الذين رحلوا على حافة الانتظار .

وعن الذين يعيشون في صمت وأعينهم تفيض من الحب .

اعذريني فلست واحدا بما يكفي ، وبعضي يشكو من بعضي .

لم أعد أحلم كثيرا ، فالغبار عم ، والفجر لم يأت بعد .

هناك في مملكة الشحادين والتائهين والباحثين عن دروب الأنا تحط كلماتي ويقبع يراعي .

الصيادون القدامى لم يأت اليهم السمك شرعا كما قبل .

السماء تنذر غيوما محتشمة والشمس الى غروب الآن .

ابتسمي قليلا لأراك ، وتفقدي وشاحك الأبيض في غنج .

ذاك ينعشني الى حين فأتفقد صوري القديمة جدا .

وأرقب نتوء التجاعيد في حبور عميق ، وأتدثر شوقا .

الصيادون القدامى لم يملوا من الانتظار ، الغسق حل .

وبرودة الرمل تغري بالأوبة الى الزقاق العتيق والفرن القديم .

أنا هنا أحلق خارج سربي الى حين .

أنا هنا حتى يحلق الطائر المكسور جناحا ، وخاطرا .

وحتى تعود النوارس الى أعشاشها الحجرية المظلمة 

وحتى يعم البياض ………..

 لم يأخذني الضجر بعد .

وصار يترجل على الشاطئ حتى لفه السراب ، عادت النوارس تنشد دفئا ، وأقبل الليل ليحتوي الغسق وآهات العشاق .وبقيت الكلمات شاهدات إلى يوم البياض . 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى