منوعات

ترحيبا بالشهر الكريم.. أطفال غزّة يصنعون فوانيس رمضان من بقايا كتبهم المدرسية

وكالات – شريف صفوت

يحل شهر رمضان المبارك هذا العام على قطاع غزة، في ظل حرب متواصلة منذ أكثر من خمسة أشهر، أدت إلى تدمير نصف المباني على الأقل في القطاع، ونزوح قرابة 1.4 مليون فلسطيني نحو الجنوب، ومع انعدام مقومات الحياة لسكان القطاع، وشح شديد في المواد الغذائية، والتي تضاعفت أسعارها بصورة كبيرة، يعيش الفلسطينيون ظروفاً غاية في الصعوبة.

ومع قدوم شهر رمضان، تختفي مظاهر استقباله في قطاع غزة، والتي اعتاد أهالي القطاع عليها خلال الأعوام الماضية، مما دفع بعض الأطفال في رفح جنوب القطاع إلى ابتكار فانوس من بقايا كتبهم المدرسية التي باتت تستخدم لغير الدراسة، فبعد استخدمتها لإشعال النار، وجد الأطفال فيما تبقى منها طريقة لصنع زينة تدخل الفرحة في نفوسهم.

وبادر الطفل كمال النجيلي من منطقة تل السلطان غرب رفح جنوب قطاع غزة، إلى صنع فانوس رمضان من ورق الكتب المدرسية بمساعدة أخيه الصغير، وذلك لتزيين الحارة التي يسكنها، وتوزيع بعضها على الأطفال.

ويقول كمال عن مبادرته: “كان أبي في السابق يجلب فانوس وزينة رمضان من السوق، ونضعها في المنزل وخارجه، ولكن اليوم لا توجد هذه الزينة، ولا توجد حتى أدوات صنعها، لذلك بادرت لعملها بأبسط الإمكانيات وباستخدام ورق الكتب المدرسية”.

ويضيف كمال: “نصنع الفانوس، من خلال قص الورق بأشكال معينة، ومن ثم نقوم بتثبيته ببعضه وتلوينه، ليصبح فانوس ورقي جميل، نزين به الحارة وندخل الفرحة في نفوس الأطفال”.

كمال استطاع كمال صناعة عدداً كبيراً من الفوانيس بمساعدة أخيه الصغير، فطريقة صنع الفانوس البسيطة، جعلت الأمر سهلاً عليهما، فلا يحتاجان سوى لبعض الأوراق والخيوط والألوان، من أجل صنع فانوس كأنه لوحة فنية، أعُجب بها الأطفال وكذلك أهالي المنطقة.

ومن بين أولئك الذين أعجبوا بالفكرة الشاب يزن أحمد، وهو نازح من مدينة غزة، اضطر بسبب الحرب وقصف منزلهم إلى النزوح مع عائلته إلى رفح جنوب القطاع.

ويقول يزن عن مبادرة فانوس الأطفال: “أنا سعيد بأي فكرة تدخل الفرحة على الأطفال، فهم من حقهم الفرح، وأنا معجب بفكرة الطفل كمال، الذي استطاع صنع فانوس بأقل الإمكانيات، وهذا أمر عظيم من طفل يبادر لصنع فانوس لإدخال البهجة على الأطفال النازحين”.

ويضيف يزن: “مع قدوم شهر رمضان، نتمنى توفير فرحة لأطفالنا، وقد كنا في السابق نزين داخل البيت وخارجه، لكن رمضان هذا العام مختلف عن السنوات الماضية، فهناك صعوبة في كل شيء، وما وجدته في مبادرة الفانوس، أننا شعب نحب الحياة، نتمنى أن تتوقف الحرب في أقرب وقت”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى