آراء حرةاقتصادمانشيتات

المقاطعة وحدها لا تكفي ؛ ويبقي مسلسل الاحتكار والإقطاع مستمرا …

[ الكاتب المصري ] عمرو عبدالرحمن – يكتب بلسان الشارع المصري

May be an image of 1 person, television, newsroom and text

فكرة المقاطعة راقية وعملية لكنها لا تصلح لمجتمع، نصفه جاهل قراءة وكتابة، وأغلبه جاهل ثقافيا، مغيب إعلاميا.

.

ثم كيف نتوقع دعما إعلاميا للمقاطعة، في ظل أبواق فضائية ترفض فكرة المقاطعة لممولي الكيان الغاشم؟

.

أما فكرة الإبلاغ عن تاجر التجزئة الجشع أيضا مهمة.. ولكنها لا تأتي إلا علي الرؤوس الصغيرة التي تتعامل مباشرة مع المستهلك، بينما يبقي المجرمون الكبار في أمن وأمان!

.

المقاطعة قد تكون اليوم للسمك مثلا..

.

طيب ماذا عن بقية السلع وكلها ترتفع أسعارها ولا تنخفض، رغم “هبرة الدولارات” التي تم شحن الأسواق بها دون فائدة، لماذا؟

.

لأن ضبط الأسواق وضبط شئون الناس لا تكون بإجراءات استثنائية كالمقاطعة.

.

ولكن تكون بفرض قانون العدالة الصارمة – العمياء.

.

قانون يجعل من يراوده وسواس رفع الأسعار يرتعد خوفا من العقاب الصارم النافذ سواسية علي الجميع.

.

قانون لا ينطبق فقط علي صغار التجار والبائعين (الرصيفيان – كما يقولون)..

.

بل مطبق علي كبار المحتكرين والإقطاعيين أولا..

.

بما فيهم أعضاء “البرطمان” و”غرف شهبندر التجار” وكلهم محميين بنفوذ الحزب الوطني الديمقراطي القائم بكامل قوائمه “تقريبا”..

.

الذين ينفقون المليارات علي الحصانة؟ وليس خدمة الشعب كما يخدعون الجميع..

.

هؤلاء الكبار.. معروفين بالإسم لأجهزة الدولة.

.

وحتي إذا انكشفوا، فإن لهم جيش من محترفي اللعب بثغرات القانون ليخرجوهم كالشعرة من العجين.

.

ولنتذكر الفنانة الشهيرة التي ضبطها موظفوا الجمارك بتشكيلة مخدرات علي كل لون، فما هي إلا أيام وعادت لتطل عبر الشاشات.. تمثل علينا.. وبراءة الذئبة في عينيها!

.

بينما الفقير، لا يملك أجر من يدافع عنه إذا ارتكب نفس الخطأ.

.

والمعروف تماما؛ أن لكل تجارة معلم أو (بابا الشغلانة)، معروف أصله وفصله وتاريخ عائلته ومقاس جزمته.

.

وكيف يحمي تجارته الحرام بتقديم “المعلوم” لهؤلاء وهؤلاء.. ليبقي بعيدا عن المسائلة.. دون حسيب ولا رقيب.

الدليل: جرب ونفذ القانون مرة واحدة..

.

قانون العدالة الغاشمة علي رأس واحد من الرؤوس الكبيرة التي لا يجرؤ أحد علي النطق باسمهم..؛

.

الذين قيل أنهم سيحاسبون علي كل كوب كسروه قبل 10 سنوات، فلم يحاسب أحد إلا الشعب!

.

وقتها الكل سيمشي علي العجين دون أن يلخبطه أحد.

.

أما غير ذلك فهو خداع للذات وسياسة إلهاء عن الواقع و.. ضحك علي الذقون..

.

الخلاصة ؛ المقاطعة وحدها لا تكفي ؛ وسيبقي مسلسل الاحتكار والإقطاع مستمرا …

.

حفظ الله مصر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى