آراء حرة

الأستاذ / أمجد المصري يكتب.. ١٩ عام مع مارك

١٩ عام مع مارك

 

 

جدل كبير يثار اليوم حول فيسبوك بعد ١٩ عام من إطلاقه في الرابع من فبراير ٢٠٠٤ . وأسئله كثيره تُطرح حول درجة الأمان المتعلقه ببيانات وخصوصية معلومات المستخدمين وهل يتم أستخدام الموقع الشهير فى التأثير على أنماط السلوك البشرى وتوجيهه فى إتجاه معين سياسيًا واخلاقيًا وحتى إقتصاديًا . وهل يتم بالفعل تسريب أو ربما بيع بيانات الناس لشركات المبيعات وبعض الأجهزه الأستخباراتيه المتقدمه .. هل أصبح فيسبوك اكبر شبكة تجسس مجانيه فى العالم وما هى حقيقة الدور الذى لعبه فى الشكل السياسى العالمى وتغيير أنماط الفكر والهويه خاصة فى المناطق الأكثر التهابًا . ولصالح من ..!!

 

البدايه كانت بسيطه جدًا تحت اسم “ذا فيسبوك” والذي كان مجرد دليل إليكترونى مصغر لزملاء “مارك زوكيربرج” من طلاب جامعة هارفارد يركز على حياة طلاب الجامعه وأهتماماتهم اليوميه قبل أن ينتشر بسرعه غريبه فى بقية الجامعات ليصل الأمر فى نهاية ٢٠٠٥ إلى أن ٨٥٪ من طلاب جميع الجامعات الأمريكية يستخدمون الموقع ٦٠٪ من الطلاب يزورونه بشكل يومي . وفى نهاية ٢٠٠٦ أصبح اسمه “فيسبوك” فقط وأجتازت جماهيريته أسوار الجامعات والمدارس وأصبح متاحاً لكل من هو فوق ١٣ عاماً . واليوم وبعد مرور ١٩ عام على ميلاد “فيسبوك”، أصبح فعلياً يمتلك ٢,٥ مليار مستخدم حول العالم كما أبتلع شركات كبرى مثل “إنستجرام” و “واتسآب” لتصبح الشركه واحدة من أكبر شركات التكنولوجيا على هذا الكوكب تزامناً مع تتويج زوكربرج كواحد من أغنى الأشخاص في العالم .

 

بعد ١٩ عام من أطلاق الموقع يحق لنا أن نُقيم تلك التجربه الفريده حيث لم يذكر التاريخ من قبل ان أكثر من ٢,٥ مليار شخص على وجه الأرض قد أرتبطوا بفكره او هدف او إسلوب حياه واحد مثلما أرتبط سكان الكوكب بهذا البرنامج الذى وإن كان قد جعل الناس اكثر إجتماعيه عما كانوا من قبل ولكنه ايضا جعلهم اكثر كذبًا وتصنعًا حيث باتَ فيسبوك يشكل إنفصالاً عن السلوك البشري التقليدي مع إدمان الناس على أستخدام الهواتف الذكية والأستمرار فى تزييف بعض الواقع الخاص بحياتهم وآرائهم .

 

نجح فيسبوك في تحطيم بعض الفروق السلوكية بين الأطفال والشباب والكبار لدرجة أن أغلب مستخدميه الآن أصبحوا يتصرفون كالمراهقين بسبب تعرضهم لنفس الجوانب السلبية للإستخدام المفرط لمنصتهم الأجتماعية المفضلة والسقوط فى حالة أدمان لتلك المواقع لدرجة عدم تخيل شكل الحياه بدونها وهو امر خطير جداً لم يتكرر من قبل وربما ينذر بعواقب نفسيه وسلوكيه وخيمه فى المستقبل القريب .

 

أسئلة كثيرة لابد من طرحها فى الذكرى ال ١٩ لإنشاء الموقع وحاله من تقييم التجربه قبل فوات الأوان لعلنا نصل الى إجابة السؤال : هل كان العالم قبل فيسبوك أفضل وهل ساهم حقًا فى جعل الحياه على الكوكب اكثر تقبلاً وسهوله .. ماذا قدم لنا فيسبوك وماذا قدمنا نحن إلي أنفسنا بإستخدامه . هل حقاً جعلنا فيسبوك مترابطين مجتمعيًا أم تسبب فى إنفصال حاد بين أبناء البيت الواحد . لماذا أنحرف دور البرنامج من مجرد وسيله للتواصل بين البشر إلى اداه لتمزيق الأوطان وإثارة الفتن وبث روح الكراهيه وتغييب هوية بعض الشعوب وخاصة ببن فئات الشباب الصغير .. أسئله تحتاج من كل مستخدم اليوم أن يفكر قليلاً قبل أن يجيب عليها فنحن امام حاله خاصه جدا ربما سيذكرها تاريخ البشريه يوماً إما بالخير او بألشر … هل يظل فيسبوك يحكم العالم طويلاً ام تنتهى تلك الخدعه الكبرى قريبًا .. هل ١٩ عام من فيسبوك تكفى …!!؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى