آراء حرةسمير المصري

د.سمير المصري يكتب.. بالأحضان

 


     احضن كل شئ ، احضن أي شيء  ، احضن الأشجار ، صدق أنها تعطي طاقة إيجابية ، قد تكتشف أنه ليس كل الشجر صالحاً للاحتضان . قد تتعرض للدغة حشرة ، احتضن الحيوانات الأليفة قد تخفف وطأة الخوف من عدم انسجام أو رفض الطرف الآخر للعناق . 
أما عن أفضل حضن لم تحصل عليه منذ مدة عندما تقبل أن تعطي حضن لشخص لم تعانقه منذ فترة ، فيعطيك من كل قلبه عناق …وغير مشروط .
 اكدت دراسات علمية وجامعية أخذت العناق على محمل الجد ، فأجرت اختبارات عديدة عن تأثير العناق في الصحة الجسدية والنفسية. وخلصت إلى نتائج أهمها تحسن في صحة القلب ، وإفراز هرمون الأوكسيتوسين المرتبط بالراحة والفرح، وتخفيف الخوف والضغط النفسيين والألم، وتخفيف عوارض الأمراض، والمساعدة على التواصل والشعور بالدعم.
 إنه في سياق الحياة الاجتماعية العائلية ، والعاطفية ، والنفسية ، يوجد للتعبير عن الحب عدة وسائل التواصل، أولها وأكثرها صدقاً هو العناق ، هو أول تجربة يعيشها الإنسان عند الولادة ، تعانق الأم طفلها المولود لتعبر عن شعور العاطفة والحب والحنان ، 
هنا يحدث العناق كأول سلوك تواصلي، يعبر عن الأمان العاطفي والنفسي ، فعلا …وهو أساسي للطفل.
 العناق يجعل الجسم يفرز هرمون الأوكسيتوسين والإندورفين . والأوكسيتوسين هو هرمون السعادة والراحة النفسية ، له كثير من التداعيات الإيجابية على الإنسان ، إذ يخفف ضغط الدم ، وسرعة دقات القلب ، ونسبة القلق وعوارض الاكتئاب ، وأوجاع الرأس والجسم بشكل عام. نعم بكل تاكيد انه يساعد على تقوية الثقة بالنفس ، ويحسن نوعية النوم ويخلق شعوراً بالفرح .  
     الخلاصة
العناق لغة صامتة … لا بل صاخبة ، تحتاج إلى روحين تتوق كلاهما للقاء ، وحواس متواطئة مع لهفة الشوق.
 العناق بالنسبة له تأمل سريع للعودة إلى أساسيات الحياة ، تواصل العناق كأنه يبدأ من داخل المعدة، ثم الرئتين والكتفين والنفس إلى كافة أعضاء الجسم. وهو ليس التصاق جسدين ، بل هو تفاعل .
       هل نحتفل سنويا بيوم نطلق عليه …” بالأحضان ” 

       

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى