آراء حرة

أمجد المصري يكتب.. شعب المطرية المٌبهج

ينشر موقع هارموني نيوز مقالا جديدا لـ أمجد المصري بعنوان شعب المطرية المٌبهج، وإلى نص المقال:

فى عام ٢٠١٢ جلس خمسه من الجيران ليتناولوا افطارُا رمضانيًا أمام منزل أحدهم فى عزبة حماده بحى المطريه كعادة بعض المصريين فى الأحياء الشعبيه الدافئه دائمًا بالموده والعامره بالرحمه والحب . فى العام التالي قرروا أن يدعوا بعض أفراد أسرهم معهم فى الإفطار فى نفس الشارع والمكان ليصل العدد إلى ٥٠ شخص قبل أن تتسع الدائره حتى تصل إلى قرابة ال ٥٠٠٠ شخص هذا العام تناولوا إفطارهم سويًا من أهل العزبه وشوارعها المختلفه

 

قصه مبهجه يتداولها أغلب الناس على مواقع التواصل والمواقع الإخبارية بل والقنوات التلفزيونية كل عام فى منتصف الشهر الفضيل حتي كاد البعض ينتظر يوم ١٥ رمضان ليرى الصور القادمه من هناك مُحمله بالبهجه والفرحه وكأنها جرعه إيجابية أصبحنا ننتظرها كل عام لنُذكر أنفسنا بعظمة وعبقرية هذا الشعب الطيب المتراحم حين يقرر أن يفعل ما يريد فيُتقنه ليخرج بأجمل صوره .

 

للعام التاسع يتم تنظيم هذا الحدث الثري المٌبهج الذى لم يتوقف منذ ٢٠١٢ سوى في عامي إنتشار فيروس كورونا (٢٠٢٠ ، ٢٠٢١) لتستمر تلك المائده الطيبه التي تجمع سكان عزبة حمادة وسكان مناطق مختلفة من المطرية . إضافة إلى زائرين آخرين من أماكن مختلفة بعضهم يأتي من خارج نطاق القاهرة الكبرى فى موعد ثابت هو الخامس عشر من رمضان كل عام وكأنه كرنفال أو عيد لكل من يشارك فيه أو حتي يتابعه علي مختلف وسائل الميديا .

 

حاله إنسانية فريدة تستحق الوقوف عندها طويلًا ونحن نتحدث عن منطقه بأكملها تتفرغ للحدث قبله بيوم أو إثنين حيث يشارك الجميع فى تنظيف الشوارع وإعداد الطعام وتزيين الجدران بكل أشكال الزينه الرمضانية المبهجه وكأنه عُرس كبير ينتظره الجميع من العام للعام . أطفال وشباب ورجال ونساء وكبار فى السن يساهمون فى الحدث دون قائد معلوم فالكل قائد والكل مشارك . الأهم دائمًا أن يجتمعوا معًا وعلى وجوههم إبتسامه عريضه فى وجه الأيام الصعبه والظروف القاسيه .

 

هذا شعبٌ لا يقهر وذاكَ وطنٌ لا يسقط .. هذا هو الدرس . حين ينكر الكل ذاته ويعمل من أجل إنجاح حدث بأسم الجميع . حين تغيب اللقطه والنفاق والمصالح . لا أحد يحضر هذا الإفطار بوجه مصطنع زائف . الكل هناك على طبيعته فكلهم أهل وكلهم أخوه . هذا هو الشعب المصرى يا ساده مهما جارت عليه الأيام . متكافل متراحم يعرف دائمًا كيف يستخرج من رحم الأيام الصعبه جنينًا يبتسم. حفظ الله مصر واهلها . حفظ الله الوطن العزيز الغالي .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى