أمجد المصري

أمجد المصرى يكتب..ويمكُرون ، ويمكُر الله

 

 

( إنها إرادة الله .. أرادوا أن يقتلوا القضية للأبد ، فبُعثت من جديد فى قلوبِ العالم بأسره ) .!!

فجأه وبينما كان العالم يستعد لإستقبال نهاية عام (٢٠٢٣) بدون أحداث عالمية كبرى جاءت أحداث غزة الدامية كي تقلب كل موازين هذا العام الهادىء، لتنفجر ردود الأفعال الشعبية والرسمية، وتصبح قضية فلسطين على كل لسان بعد أن كادت تُنسي وسط صخب عالم متزاحم بالأحداث والقضايا الساخنة .

فبعد أن كان التركيز السياسي العالمي رسميًا بل وشعبيًا منصَب على أزمة كورونا خلال عامي (٢٠٢٠) و (٢٠٢١) ،ثم تحولت دفة الإنتباه لمتابعة أحداث حرب روسيا-أوكرانيا فى العام الماضي (٢٠٢٢) ، فجاه يتحول جزء كبير من الإهتمام والمتابعة نحو الشرق ليتابع سكان الأرض ما يحدث لهؤلاء المستضعفين من أبناء الشعب الفلسطيني صاحب أقدم وأطول قضية إحتلال عنصرى غير مبرر فى العصر الحديث ، فجأه تتعرف الأجيال الجديدة فى كل بقاع الأرض على هذه القضية التي طال إمدها وكأنما قد كُتب لها أن تُبعث من جديد عندما أراد بعض الخبثاء أن يقتلوها للأبد .فى بلاد العرب وخاصة مصر كنا نظن فى بداية الأحداث أن أجيالنا الصغيرة التى أدمنت مواقع التواصل ومنصات الفيديو قليلة الثراء الفكرى لن يهتموا كثيرًا بما يحدث هناك فى أرض فلسطين الطاهره ، ولكنهم كعادة أجيالنا الشابة العبقرية قلبوا موازين التوقع ، وتركوا ما كانوا مستغرقين فيه وتفرغوا لمتابعة الأحداث ، ثم أبدعوا وخرجوا لنا بفكرة مقاطعة المنتجات الغربية الداعمة للكيان المحتل وكانوا هم أول من يطبق تلك المقاطعه وما زالوا ، لم يعتادوا المشهد ولكنهم إعتادوا هذا الدعم ومؤازرة إخوانهم في غزة ولو بأضعف الإيمان . 

أتعجب حين أرى بعينى فى أحد المحال الكبرى طفل فى السادسة او السابعة من عمره يرفض أن تشترى له والدته نوعًا من تلك الحلوى التى تندرج تحت بند المقاطعة رغم حبه لها ووضوح إعتياده عليها ، ثم يزول العجب سريعًا حين أسمع تلك الرواية من آخرين شاهدوا مثلها ، أو ربما حدثت معهم شخصيًا من أولادهم وأحفادهم ، هذا جيل مصرى جديد يحمل كل جينات العبقرية ذاتها حتى وإن خَفَتَ بريقها احيانًا تحت أتربة التغريب والتغييب .

لن تموت قضية خلفها شعب يحفظ التاريخ وأجيال شابة تعي حقيقة ما جرى وما يخطط له الأعداء ، في النهاية سينتصر أصحاب الحق في لا محالة فهذا وعد الله لكل الصابرين … اللهُم أحفظ بلادنا الطيبة من الوهَن والفتن ومكائد الأعداء ، اللهُم أحفظ مصر و فلسطين ، وأنصر إخواننا المرابطين ، وأرزقنا يومًا صلاة في أولى القبلتين وثالث الحرمين .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى