آراء حرة

أحمد حسن محمد يكتب.. البيت القرآني

 

الذي نحتاج إليه، بديلاً أهم من فكرة البيت الإبراهيمي بشدَّة حاليًا!!..من المفترض أن الأساس الأول الذي يجتمع عليه المسلمون هو القرآن..ثم -أو مع- السنة، مع الانتباه لحضور النبي في القرآن حضورًا لا يمكن الاستغناء عنه، بل تنبيه القرآن دائم على وساطته حتى في الرقية أو المعوذات وغيرها .نخلص إلى أن القرآن هو الأساس بلا شك.. القرآن الذي نزل ليوجِّهَ القلوب كلها لله، بكل مفرداته ومكوناته، هذه هي المهمة الجوهرية الكبرى على هذه الأرض، عبادة الله.يظل وجود النبي ممسكًا بالخيوط، فبعد النبي وانتقالنا لمرحلة الصحابة ستحدث إعاقات شتى، وقد مثلها الله لنا عمليًا في تاريخ الصحابة بعد النبي صلى الله عليه وسلم، من أول الردّة إلى تقديم العصبية، إلى تحقيق الأحلام الأولى ولو على حساب أشخاص أصلاء في بناء الدولة، واستخدام المغالطات المنطقية في تبرير أفعال شتى، وشخصنة الدولة، و و و و (ولا مجال لنقاش هذه النقاط، فهي ستظهر حين نحاول قراءة القرآن بجدية أعلى).

لماذا لا تحاول الأطياف المختلفة أن تتنازل قليلاً عن تشعيباتها العجيبة في دراساتها التي (ما بعد القرآن) والتي تتسبب في إشكاليات كبيرة جدًا وجعل الإسلامِ مائةَ إسلام…؟

النص القرآني فيه ما يكفي لإعادة توجيه البوصلة، وهو -تجاوزًا- يشبه الشمس التي تدور حولها كواكب مفردات الإسلام كلها، فالتحليل القرآني سوف يجذب الكثير من المعاني الموجودة في كتب السنة والأحاديث، وحتى أقوال آل البيت وأقوال الصحابة المعتبرة…

لماذا تقتصر دراسات الجماعة في القرآن على الأساليب اللغوية والبلاغة في تشكيل ….؟

لماذا لا تحاول الأطياف الإسلامية المختلفة التنازل -المؤقت- عن بعض مكتسباتها، لنكوّن بيتًا إسلاميًا قرآنيًا يجتمع فيه علماء المذاهب المختلفة بقانون واضح، وهو أن نقتصر على الانطلاق من الآية القرآنية ونخدّم على معانيها بما يكون في أقوال النبي وأفعاله ونستزيد من أقوال آل البيت والصحابة، لكن بشرط الانطلاق من الآية القرآنية…ونحاول الاجتماع فقط، وكل فكرة نجد فيها تشعيبًا نضعها في قائمة جانبية، بحثًا عن نقاط التقاء حول نص قرآني يحمل رؤية تصلح العالم والقلوب…

أظننا نحتاج إلى هذه الخطوة في (البيت القرآني المحمدي) أو (بيت القرآن)، وأنا أؤكد لكم أن هذا البيت لن يستطيع الاستغناء عن الحضور المحمدي إطلاقًا، لأن الحضور المحمدي موجود في القرآن.لكن نجعل الخطوة الأولى منطلقة من القرآن، ونحاول أن نذكّر أنفسنا بذلك، بعيدًا عن التفكير في أي مكتسبات مذهبية أو طائفية..أعرف أن الخسائر ستكون كثيرة، ولكنها ستكون خسائر مؤقتة فقط وإن طالت مدة التوقيت. سيتنازل السني والشيعي قليلاً، ومن داخل كل طائفة سيتنازل هذا وذلك، ويحاول الصوفي ألا يصرح قليلاً إلا بآيات قرآن، وينطلق منها أيضًا بمقدمات ونتائج لعل الجميع يلتقون في النهاية.ركزوا في مقدمات ونتائج لأننا نحتاج إلى هذه جدًا..

أظن أن الوقت ضروري لفعل هذا، وامسحوا عقول العلماء المشاهير الذين يصرون على مضغ علكة “التكفير” وألغوا عقلية الإخراج من الملة التي يستسهلها الناس في شرح النصوص، تلك الشروح التي كانت حين كانت الدولة الإسلامية قوية، وكان الفقيه ذا شنة ورنة كما يقولون، فلم يكن يحتاج إلى الغوص في علمنفسيات النص، الآن نحن بحاجة إلى نزول الفقيه إلى واقع المسلم في دول لم تعد محكومة بالإسلام، ولا لها مكانة إسلامية على خريطة القوى العالمية.ارجعوا إلى القرآن يرحمكم الله، فالطين لا ينقصه بلّ

أحمد حسن محمد

إل_ياسين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى