آراء حرةإبداعات هارمونيلايف استيل

نجوم أضاءت حياتي …

[الكاتب المصري / عمرو عبدالرحمن] - يكتب من : مصر القاهرة ...

[نشر بموقع :الحوار المتمدن-العدد: 4408 – 2014 / 3 / 29 – 00:23
المحور: سيرة ذاتية
]…

في حياة كلِّ منا وجوه مضيئة، شموس مشعة بالأمل ومفعمة بالعطاء دون أن تنتظر منا مقابل ودون أن ترسل لنا فاتورة حساب.

لولا هذه الوجوه وتلك الومضات المضيئة، لاستحالت الحياة جموداً ولتحولت إلي متاهة مظلمة أو بحر متلاطم الأمواج العاتية بلا شطئان.

في حياتي، رموزٌ ووجوه وعلامات كانت السبب دائما في استمراري بقوة دافعة من الله – عز وجل – أجراها علي أيديهم، والله سبحانه في وحيه لنبيه – صلي الله عليه وسلم – يقول: (من لا يشكر الناس لا يشكر الله).

فالشكر لله أولاَ ومن قبل ومن بعد.

ثم الشكر لأمي – رحمها الله تعالي – التي علمتني الوفاء .. كيف أحب الناس .. كيف أقرأ وأقرأ .. حتي أنمي من ثقافتي في شتي المجالات .. وعلي يديها أحببت فن الرسم واللغة الإنجليزية، ومن قبلها العربية، بإتقان لا زالت تفوقني فيه (حتي الآن) .. وشربت منها “الثورة” و”التمرد” و”فداء الوطن” وعشق “الجندية” وورثت منها حب الزعيم جمال عبد الناصر وكل من كان حذا حذوه قائدا لشعب مصر كنانة الله في أرضه.

والشكر لأبي الذي أوصاني دائما – ولازال – بالطهر وعفة اللسان واليد، وبالعطاء والخلق النبيل والشعور بالآخر والتضحية دون تردد أو انتظار.

ثم الشكر لأساتذتي الأجلاء ممن تعلمت علي أيديهم أصول مهنتي التي أعشقها، إلي حد الجنون، ممن وقفوا بجانبي وشدوا من أزري وأخذوا بيديَّ ودفعوا بي إلي الأمام ودافعوا عني كثيرا، وهم بالنسبة لي نجوم لولاها لبقيت سمائي حالكة الظلام، ولتوارت حياتي في عالم النسيان…….

الدكتور/ إسماعيل إبراهيم

لا يمكن أبدا أن أنسي فضل أستاذي الكبير، الدكتور إسماعيل إبراهيم، الذي احتضنني في بداياتي الأولي وفاجأني بأن منحني شرف الإشراف علي قسم الأدب في جريدة النداء الدولية، ثم ظلت يده ممدودة لي حتي أدخلني مؤسسة الأهرام، مراسلا لصحف الخليج، في مجلة زهرة الخليج الإماراتية والسياسة الكويتية، أضاف لي فن الديسك المركزي، وبقي علي وده الأصيل وتسامحه الجميل علي مر السنوات، حتي في تلك التي ابتعدت فيها عنه مكانا، لكنه بقي معي أبا ومعلما بكل معني الكلمة حتي لحظة كتابتي تلك السطور.

الأستاذ/ عبد النبي عبد الستار

الرائع والمبهر دائما، والذي تعلمت علي يديه متعة الكتابة الساخرة، حتي حينما يكون صلب الموضوع بالغ الجدية.. معه كانت أولي خطواتي في عالم السياسة، فتحولت من مجرد “صنايعي” صحافة إلي صحفي يحاول تشكيل شخصيته كصاحب رؤية خاصة واتجاه ومبدأ ثابت مهما تغيرت المواقف.

الأستاذ/ عماد الصابر

أدين لهذا الرجل بما لا يمكنني الوفاء به ما حييت.. كيف أرد دين من أعاد تشكيل عقليتي بالكامل، إنسانيا وإعلاميا؟؟ .. كيف وهو من وجهني إلي حيث الشارع وأطلق يدي لألمس قضايا المجتمع الحقيقية بعيدا عن ترف الانغماس في قضايا النخبة “الزائفة” في كثير منها.. كيف وهو من أخذ بيدي إلي حيث التفاصيل الصغيرة، التفاصيل التي يستحيل التقاطها بعدسة “الزوم آوت” وإنما بـ”الزوم إن” .. التي تعلمت بها فن التصويب علي كبد الحقيقة.

الأستاذ/ علاء الغاوي

إنه الإنسان الذي احتضنني بكرم أخ لم تلده أمي، وبكل جرأة، فاجأني بأن منحني شرف كوني رئيسا لتحرير جريدة “مصر الجديدة” وفجر طاقاتي في كل الاتجاهات، وكتبت فيها لأول مرة في حياتي باللغة الإنجليزية إلي جانب العربية، فيم يعد أمرا غير مطروق في صحفنا العربية، إلا أن رحابة أفق وسعة صدر هذا الإنسان كانت دائما تشحذ سن قلمي نحو إراقة المزيد من المداد في بلاط صاحبة الجلالة.

الأستاذ/ فريد عبدالحميد

“الحب الكبير” هو عنوان هذا “الإنسان”، الأستاذ، الشقيق، الصديق، الشريك، والـ”مكان” الذي يتسع لجنون الأخ الأصغر، ويحتوي تمرده ويمنحه الثقة مراراً.. تعلمت منه أن أعيد قراءة كل مقال لي بعين القارئ، فالكتابة عملة لها وجهان، وليست أبدا وجهٌ واحد أو وجهة واحدة، والصحافة فن “الممكن” وأيضا وسيلة لتميد الطريق نحو تحقيق المستحيل.. تعلمت منه ولا زلت أتعلم فن “القيادة”، ويا له من فن صعب لكني مصمم – بأمر ربي عز وجل – علي تخطي كل الحدود، مهما كان ثمن ذلك ولو حياتي ذاتها.


 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى