توب ستوري

معلومة تهمك.. العصر الروماني

العصر الروماني
العصر الروماني 

لم يكن المهندس الروماني مبتكراً مثل المهندس اليوناني ، ولكنه تميز بالفكر العلمي، و توارث عنه أسس الهندسة ؛ فقام باستخدام و تطوير المخترعات اليونانية. فقد بلغت الحضارة الرومانية مبلغاً كبيراً و ازدهرت فيها الفنون و العمارة بكل أنواعها و تميزت بعبادة الجسد الإنساني كمصدر للقوة و المتعة . و تُعَد كتابات المهندس المعماري و الكاتب الأشهر فيتروفيوس Vitruvius في القرن الأول قبل الميلاد و التي اشتملت عشرة مجلدات تحت عنوان ” عشرة كتب عن المعمار ” هي الأساس فيما وصل إلينا عن تاريخ نظريات و تطبيقات العمارة و استخدامات الرومان للمواد و الأدوات.

ازدهرت صناعة البناء والتشييد خلال العصر الروماني فقد أجاد الرومان استخدام الحجارة و الطوب والأسمنت، وفي القرن الثاني قبل الميلاد فاستخدم الرومان خليطاً من الحجر الجيري limestone المطحون و الرمل و بعض الرماد البركاني volcanic dust و الماء كمادة لاصقة فكان ذلك هو بداية استخدام الأسمنت في البناء ، امتاز هذا المخلوط بقوة الجفاف و بالصلادة تحت الماء.

مكنهم ذلك من أن يكون لهم السبق في أعمال البناء تحت الماء فتفوقوا في شق القنوات و تشييد قواعد الكباري في قاع النهر و أرصفة الموانيء و نظم المجاري والصرف، كما استخدم الرومان ستائر خشبية مُحْكَمَة لحجز الماء في أماكن تشييد قواعد الكباري ثم قاموا بنزح المياه من داخلها بواسطة الدلو أو حلزون أرشميدس.

أقام الرومان العديد من القباب و برعوا في تشييد القوس (العِقد) في القنوات المائية و التي شُيِّدَت بالحجارة و الطوب؛ كذلك برع الرومان في استخدام أنواع عديدة من الرخام في عمائرهم و منشئاتهم.

اتسعت الإمبراطورية الرومانية لتحتل مواقع كثيرة في العالم ، لاسيما العالم العربي كله تفريباً ، و دفعهم ذلك إلى الاهتمام بالطرق و الكباري اهتماماً كبيراً ، فقد شيدوا عديد الطرق التي تربط أطراف الإمبراطورية.

 وساعدت شبكات الطرق الممتدة على تشجيع التجارة و التنمية فيما بين روما و المدن الأخرى، وعلى سرعة انتقال القوات العسكرية في أرجاء الإمبراطورية ، بمرور الوقت تفرعت هذه الطرق المتشعبة من روما حتى شاع المثل القائل :” كل الطرق تؤدي إلى روما”.

استطاع الرومان استيعاب ما خلّفه اليونانيون من طرق و أساليب القياس و أجهزة المساحة ، بل زادوا عليها باستخدام أجهزة مساحية أخرى كالقضبان الخشبية و الأطوال الحبلية ذات الأبعاد المحكمة الدقيقة لقياس المسافات المستقيمة.

اشتُهِرَ الرومان بأعمال التعدين ، فقد عرفوا سبيكة النحاس الأصفر Brass بالتحام قضبان النحاس بتسخينها و هي مدفونة في الفحم النباتي مع خامات الزنك المسحوق ، ثم استخدموها لما تمتاز به من قابلية للتشغيل بالقطع و مقاومة الصدأ ، استخدموا أيضا الزئبق لاستخلاص الذهب و الفضة و تنقيتهما ، و استطاعوا الحصول على خام القصدير Tin بوفرة في شكل حجر القصدير ، ما مكنهم من إنتاج سبيكة البرونز Bronze من النحاس Copper و القصدير Tin ذات صلابة أكبر من صلابة النحاس وحده ، و لا تتآكل السبيكة الناتجة تحت تأثير الهواء أو الماء و لا الكثير من الحوامض و القلويات ، مما يقلل من فرص حدوث الصدأ بها ، كل ذلك أدى إلى تحسين إنتاج الأواني و الأدوات الزراعية و الحُلِيّ و الأسلحة، لقد أعطت سبيكة النحاس و القصدير ( البرونز ) اسم العصر البرونزي للفترة التي ازدهر فيها استخدامها .

عرف الرومان الرصاص Lead و تفوقوا في كيفية تحميصه بالنار ليحصلوا عليه نقياً ، و استخدموه في منع تسرب المياه و صنع أنابيب المياه و الصرف لما له من مقاومة شديدة للتآكل الكيميائي.

حرص الغزاة الرومان أمثال يوليوس قيصر Julius Caesar على اصطحاب مجموعة من أمهر مهندسي عصره في كل جولاتهم و غزواتهم و باقي أوجه النشاط الخاصة بمجالات الحرب و المنشئات العسكرية ما جعل العصر الروماني بحق عصر نهضة الهندسة العسكرية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى