آراء حرة

الاستاذ / أمجد المصرى يكتب.. بناتك يا مصر

  




مرة أخرى أجبرتني بنت سكندرية واعده أن أعود لأكتُب “فيها حاجه حلوه” لنُذَكِر المُحبَطين أن الحياه لا تمنح أسرارها إلا لمَن يجتهد وأن شباب مصر العظيم مازال قادرًا علي أن يلهمنا الأمل مهما ضاقت بنا الأيام وتبددت من حياتُنا شمس النهار .


أن تولَد لأبوين من الصُم والبُكم فهذا قدر قد كتبهُ الله . ولكنه إبتلاء شديد يُعيق أي صغير وربما لا يؤهله جيدًا كي يتعايش مع واقع دنياه . هكذا جاءت بنت الأسكندرية شَمس للحياه ولكنها منذ صغرها كسرت تلك الحاله ولم تستسلم للواقع بل تعايشت مع ظروف أبويها بذكاء فتعلمت لغة الإشاره وأجادتها وتفوقت رياضيًا وأنهت دراستها الجامعيه بنجاح وحصلت علي بكالوريوس تربية رياضية تخصص سباحة عام ٢٠١٩. كما عملت منذ دخولها للجامعه كمدربه لكرة اليد كما أشتغلت في اكاديميات للسباحة وفي نادي سكندرى كبير لمدة ٦ سنوات في مجال التوجيه الرياضي للأطفال من سن ٣ الي ٦ سنوات في تدريب العاب القوي و الألعاب الفرديه .


في مجال لغة الاشارة وبإعتبارها اكبر أبناء أب و أم من الصم و البكم عانوا في المجتمع بسبب ان كل المحيطين بهم غير قادرين علي التواصل معهم بشكل صحيح كان جدها حريص أن يعلمها تلك اللغه منذ طفولتها لخوفه من أن تفقد حاسة النطق كأبويها فتعلمتها في سن مبكره وأصبحت لغتها الأولي لدرجة أنها ترجمت بعض مسلسلات الكارتون إلي لغة الإشاره وهى فى سن السادسه ليستفيد منها الأطفال من الصم والبكم  


علي الأرض تراها كتله من النشاط والطموح فلم تكتفي بنتنا القويه بدراستها وتفوقها الرياضي وإتقانها المميز للغة الإشارة وحصولها علي العديد من الجوائز والتكريمات في ذلك المجال ولكنها أيصًا عشقت مجال التصوير منذ صغرها فبدأت تدخر لتحصل علي كاميرا تصوير إحترافيه لتبدأ في إقتحام هذا المجال رغم الصعوبات التي واجهتها كفتاه تزاحم الرجال في مضمار صعب ولكنها أصبحت في وقت قصير واحده من أمهر المصوريين في الأسكندريه ولتكمل رسالتها نحو مجتمع الصم والبكم فهي تحلم بأن تعلمهم لغة الإشاره وايضًا مهنة التصوير لتصبح مصدر دخل لهم يساعدهم علي تحمل مشقة الحياه .


قد تبدو فتاه عادية ولكنها بكل المقاييس تملك من الإراده ما مكنها من كسر الواقع الذى كان من الممكن أن يُحبط غيرها أو يجعلها منعزله عن الواقع ولكنها بقوة شخصيتها الظاهره حتي في حديثها البسيط استطاعت أن تطور من نفسها بل وتنفع الآخرين وتقول لليائسين أن الحياه تحت أي ظرف ممكنه إذا ما توفر للإنسان بعض الإراده والطموح وحب النجاح . شكرًا بنت مصر الشابه الجميله علي إجتهادك ولنظل بأمثالك نُردد دائمًا وابدًا ” فيها حاجه حلوه” .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى