آراء حرة

الدكتورة هويدا عبد المنعم تكتب .. أمننا القومي

 مصر هي قلب العالم، وبفضل موقعها الفريد، وثروتها الاقتصادية
والثقافية، وحضارتها العريقة أصبحت محط أطماع العديد من دول العالم، وأصبح أمنها
القومي مهددًا داخليًا وخارجيًا. عزيزي القارئ على مر العصور، والأزمنة تتعرض مصرنا
لتهديدات داخلية، وخارجية تهدد أمنها القومي. لذا تتحرك مصر نحو التصدي لهذه
التهديدات، والتحديات من خلال قدراتها الشاملة، والتي تتمثل في القدرة الاقتصادية،
فنجد أن الدول المتقدمة لديها مستوى معيشة مرتفع لسكانها.

 في حين أن الدول النامية
تعاني من التقلبات الاقتصادية، والعجز المزمن في الطعام، ويعتبر الناتج القومي
بمثابة المقياس الشامل العام للقدرة الاقتصادية لأي دولة على مستوى العالم، ويعتمد
هذا على الموارد الطبيعية للدولة، وقيمة الدولة في التجارة والنقد العالمي ومستوى
دخل الفرد وتوزيع الثروة، وهناك القدرة الدبلوماسية، وتظهر من خلال قدرة الجهاز
الدبلوماسي للدولة، ونقل الأهداف والمصالح الحقيقية للدولة إلى المجتمع الخارجي،
فضلاً عن قدرة الدولة في التأثير في الآخر، والتأثر به، ووزن الدولة على المستوى
الإقليمي، والدولي. كما أن حق المواطن في ممارسة حقه السياسي يمثل القدرة السياسية
الداخلية للدولة، أما القدرة الاجتماعية فتتمثل في شبكة العلاقات الاجتماعية داخل
المجتمع في مجال التعليم، والصحة، والبطالة، والعشوائيات، وللدولة أيضًا قدرة
تكنولوجية أو معلوماتية، وقوة ناعمة ممثلة في الإعلام والثقافة، وأخيرًا القدرة
العسكرية بالتسلح بأحدث الأسلحة والأسلحة التقليدية لمواجه التهديدات من حدود مصر
الأربعة، فغاز المتوسط مواجه بتهديد من تركيا، والصحراء الغربية بميليشيات ومرتزقة
من ليبيا، ومن الشرق الإرهاب الأسود الذي حصد من أرواح أولادنا الكثير، ومن الجنوب
أيضًا. 

وعلى صعيد آخر نجد أن للأمن القومي المصري عدة نطاقات، فهناك النطاق
الداخلي، ويتمثل في حدود الدولة ومؤسساتها، والنطاق الإقليمي، ويحدد على حسب علاقات
ومصالح الدولة بدول الجوار، ونطاق دولي ومدى حدود العلاقات الدولية، وأيضًا نطاق
مباشر تحدده الدولة كخط أحمر. فمصر عزيزي القارئ حين واجهت تهديدات لأمنها القومي
مع الحدود الليبية لم تنتظر قدوم العدو من مليشيات ومرتزقة للدخول عبر حدودها
الدولية من جهة الغرب. بل تصدت لمواجهته قبل الوصول إلى إقليمها. 

أضف إلى ذلك أن
أمن مصر له عدة مرتكزات، فمرتكز الإدراك يعني إدراك حجم التهديدات، والتحديات،
والمخاطر، وسيناريوهات التعامل معها غير مسموح فيه بالخطأ، وذلك بمعرفة حجم
التهديد، والتصدي له. كما ترتكز مصر على قدراتها الشاملة لمواجهة التهديدات،
والتحديات على مستوى قدراتها، وتعتمد أيضًا على التخطيط الاستراتيجي كركيزة لمجابهة
التهديدات من خلال جهات معلومة وغير معلومة. إن مصر بما تمتلكه من قدرات، وبما
تعتمد عليه من مرتكزات يؤهلها للدفاع عن أمنها القومي ضد أي تهديدات خارجية أو
داخلية، ويدعمها في ذلك ميثاق الأمم المتحدة في المادة 51 حيث يكلف للدول الأعضاء
حق الدفاع عن النفس، فحقها في الدفاع عن نفسها تحرك منها في إطار القانون الدولي. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى