آراء حرةسمير فرج

لواء دكتور/ سمير فرج يكتب..هنري كسنجر يعود للأضواء السياسية مرة أخرى






 

أحد أعظم السياسيين في العصر الحديث، والذي شارف على المائة من عمره، ولازالت قدراته العلمية، وخبراته السياسية، كما عهدناه عليها، منذ أن بزغ نجمه في منتصف القرن الماضي، منذ أن شغل منصب مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي، ثم وزيراّ للخارجية الأمريكية، والتي يحسب له خلالها، أنه كان مهندس انفتاح بلاده على الاتحاد السوفيتي، كما أنه من نسق العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية الصين الشعبية، ويدين له الشعب الأمريكي بالفضل، على إخراجه لبلادهم من مستنقع الحرب في فيتنام، فضلاً عن ابتداعه للسياسة الدبلوماسية المكوكية بين مصر واسرائيل. ينتمي هنري كيسنجر للحزب الجمهوري الأمريكي، وقد حصل على جائزة نوبل للسلام عام 1973، وله أكثر من 12 مؤلفاً عن التاريخ الدبلوماسي، والعلاقات الدولية.


فجأة عاد إلى عالم السياسة، مرة أخرى، مدلياً بآرائه، ورؤاه، حول الحرب الروسية الأوكرانية، وذلك في شهر مايو الماضي، خلال المنتدى الاقتصادي العالمي، الذي يُعقد سنوياً في دافوس، بسويسرا، عندما تمت استضافته في أحد جلسات المؤتمر، وكان رأيه أن تلك الأزمة لن تحل بالقتال، ولا سبيل لحلها إلا من خلال مباحثات سلام، قائمة على انسحاب روسيا من الأراضي الاوكرانية الجديدة، مقابل تنازل أوكرانيا عن شبه جزيرة القرم، وهو ما لم يرض أي من الطرفين.


وفي يوم 17 ديسمبر الجاري، كتب، كسينجر، مقالاً مطولاً في جريدة The Spectator، بعنوان “كيف نتجنب حرباً عالمية قادمة؟”، شرح فيه رأيه وموقفه وتحليله للحرب الجارية، وأعاد تأكيد رأيه، بأن الحرب لن تحسم المشكلة، ونادى بسرعة البدء في محادثات سلام على أساس مبدأ تقرير المصير، على أن يتم التطبيق تحت إشراف دولي، على المقاطعات الأربعة وشبه جزيرة القرم. وقد أكد، كيسنجر، على ضرورة صياغة نظاماً دولياً جديداً، يكون لروسيا مكاناً فيه.


خلُص المقال إلى أن الوقت قد حان لإيقاف النيران والقتال، وبدء التفاوض بين روسيا وأوكرانيا، للحيلولة دون نشوب حرب مدمرة، وللحد من تصاعد الموقف، بما يهدد بفوضى نووية، مع ضرورة البدء في إجراء استفتاء دولي، بالمناطق التي ضمتها روسيا إلى سيادتها، مع انسحاب القوات الروسية، وعودة الأوضاع لما كانت عليه قبل 24 فبراير 2022.


ولعل ما طرحه هنري كسينجر، ذلك السياسي المخضرم، بعد غياب لسنوات طويلة، يكون بداية لدفع الأطراف الدولية للوصول إلى حل بشأن الحرب الجارية، التي تعد أهم الحروب بعد الحرب العالمية الثانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى