قيل عن المرأة الكثير وأفاض في وصفها التراث المنير ومن أجمل ما قيل أنها نصف المجتمع وتؤثر في النصف الآخر، وقيل أيضًا هن قناديل البيوت … لكن لم تخلق المرأة لتضيئ البيوت فحسب. بل لتضيئ المجتمع من حولها لما تقدمه له من أبناء أصحاء نفسيًا مقبلين على المجتمع بكل إيجابية وحيوية متمتعين بقيم وأخلاق رفيعة مستعدين لخدمة مجتمعهم ووطنهم، فالمرأة إذًا روح الحياة التي تبعث السلام والراحة للجميع صغيرًا كان أم كبيرًا، فالكل يعتمد عليها في معظم الأمور، والمرأة نصف الرجل تشاطره الحياة للسير معًا على درب الكفاح والصلاح.
ولكي تقوم المرأة عزيزي القارئ بهذا الدور يجب أن يكون بحوزتها ملكات تأخذ منها وتعطي من حولها، ومن أهم ما يجب أن تتحلى به المرأة الوعي في شتى مجالات الحياة، فالمرأة الواعية تكون دافعة للأمام للمحيطين بها، فالوعي الديني لديها وإلمامها بتعاليم الدين السمح يجعلها تؤثر إيجابيًا في أولادها وتغرث فيهم القيم والأخلاق والمثل الحميدة منذ نعومة أظافرهم، وعلى صعيد آخر يجب أن تتحلى بقدر من الثقافة في كافة المجالات لتكون على أهبة الاستعداد كي تجيب على أي تساؤل من قبل أولادها، أو محيطها العلمي والاجتماعي وفي ذات الوقت لابد أن يتم التوجيه عن يقين وعلم ومعرفة، كما يجب أن يكون لديها وعي اقتصادي، فلا تهدر ميزانية الأسرة في أمور تؤثر على سير الحياة الأسرية بشكل غير منضبط. تؤدي لحدوث شرخ داخل الهيكل الأسري، بالإضافة إلى الوعي الاجتماعي، وخلق جو أسري وعائلي تظلل عليه سحابة من الود والمحبة والتراحم بين أسرتها وبين الأقارب والأصدقاء. ومن ثم فإن من الأمور الهامة أيضًا احتواء المرأة لأولادها وجعلهم يتحدثون بشفافية عن كل مشاكلهم وأفكارهم إليها بعيدًا عن الصداقات الخارجية والتواصل الاجتماعي.
لكن عزيزي القارئ كي تقوم المرأة بهذا الدور العظيم للأسرة والمجتمع. يجب أن تكون حالتها النفسية مستقرة مع شريك الحياة، فلا تتعرض للضرب أو النهر خاصة أمام الأولاد. وألا يمارس ضدها أي نوع من أنواع العنف الذي يجعلها تشعر بالقهر والظلم وقلة الحيلة. ومن ثم جفاف عطائها لأسرته ومجتمعها.
سيدتي الجميلة أنتي شريكة للرجل في الحياة فكوني له أمة يكون لكي عبداً، وكوني له طائعة هادئة الطبع فدائية من أجل رفعة أسرتك الصغيرة إحدى نواة المجتمع.
د/ هويدا عبد المنعم
دكتور قانون دولي
